تواصل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل، أمس، مع ضربات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة وإطلاق أكثر من 1000 صاروخ من القطاع في اتجاه إسرائيل، ما أثار مخاوف من «حرب شاملة»، حيث بلغت حصيلة التصعيد 56 شهيداً فلسطينياً، بينهم 14 طفلاً، فيما قتل سبعة إسرائيليين. وللمرة الأولى منذ حرب غزة في 2014، تتعرض إسرائيل لهذا الحجم من الأضرار: منازل مهدمة، وسيارات مدمرة، وإصابة منشأة نفطية. وتسببت الغارات والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الاثنين باستشهاد 53 فلسطينياً، بينهم 14 طفلاً. كما استشهد ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقتل سبعة إسرائيليين. وبدأ التصعيد بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة استمرت أياماً، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء أربعة منازل لعائلات فلسطينية في حي الشيخ جرّاح لصالح مستوطنين يهود، وتسببت في إصابة أكثر من 900 فلسطيني و32 شرطياً إسرائيلياً بجروح. ويتصاعد القلق داخل المجتمع الدولي. وحذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند، أول من أمس، من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى «حرب شاملة». ودعا وينسلاند الطرفين إلى «وقف إطلاق النار فوراً»، مضيفاً أن «الحرب في غزة ستكون مدمرة والناس العاديون هم من سيدفعون الثمن». لكن لا مؤشرات حتى الآن على أن التهدئة حاصلة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، إن «الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم.. يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط»، في إشارة واضحة إلى ضرورة وقف حركة حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة بعد إطلاق دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس، في لقاء مع صحافيين عبر الإنترنت صباح أمس، إن «أكثر من 1000 صاروخ» أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط 200 في قطاع غزة منذ مساء الاثنين. وبعد ليلة شهدت تبادل عمليات قصف بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع وإسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أنجز فجر أمس «سلسلة من الغارات» الجديدة والواسعة «استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في منظمة حماس». وأشارت «حماس» إلى أن هذه «الغارات المتتالية» أسفرت عن تدمير مقر قيادة الشرطة. وأطلقت «حماس» مساء الثلاثاء وابلاً من الصواريخ على تل أبيب بعدما دمرت غارة إسرائيلية بالكامل مبنى مكوناً من 12 طابقاً في وسط مدينة غزة، كانت لقادة في الحركة مكاتب فيه. وتحدثت الحركة عن تدمير مبنى آخر يضم مقر محطة تلفزيونية محلية ومساكن ومتاجر في تسعة طوابق، وأطلقت دفعة جديدة من الصواريخ. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن حماس «ستتلقى ضربة لم تكن تتوقعها». في المقابل، أكد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في كلمة تلفزيونية إنه «مستعد» لخوض المعركة وتصعيد العملية التي أطلق عليها اسم «سيف القدس». وأضاف هنية «إذا أرادت (إسرائيل) التصعيد، فالمقاومة جاهزة وإذا أرادت (إسرائيل) التوقف فنحن مستعدون أيضاً»، داعياً قوات الأمن الإسرائيلية إلى الانسحاب من حرم المسجد في القدس الشرقية. ودعت الأسرة الدولية إلى الهدوء في مواجهة أسوأ دوامة عنف منذ سنوات. وذكرت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعاً طارئاً مغلقاً، أمس، كان الثاني خلال ثلاثة أيام. وانتهى الاجتماع الأول الإثنين الماضي من دون بيان مشترك بسبب تحفظات الولايات المتحدة على تبني نص «في هذه المرحلة». وامتد العنف مساء الثلاثاء إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية. واعتقلت الشرطة 21 مشتبهاً فيهم خلال احتجاجات عنيفة في جسر الزرقاء ووادي عارة (شمال). وفي اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي حيث تم تعليق الرحلات الجوية مؤقتاً، أعلنت حالة الطوارئ بعد «أعمال شغب» قامت بها الأقلية العربية، على حد قول الشرطة الإسرائيلية. وندّد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، أمس، بما وصفه بأنه «اعتداء منظم ضد اليهود» نفذته «عصابة عربية متعطشة للدماء» في مدينة اللد المختلطة في وسط إسرائيل. واستخدم الرئيس الإسرائيلي كلمة «بوغروم»، في إشارة الى الاعتداءات والمجازر التي تعرض لها اليهود في ظل الامبراطورية الروسية في القرن الـ19. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنّ رجلاً وفتاة قُتلا، أمس، في المدينة أثناء وجودهما داخل سيّارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزّة. وتأججت الصدامات في المدينة (47 ألف يهودي و23 ألف عربي)، بعد مقتل عربي من المدينة خلال مواجهات مع يهود. في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، استشهاد فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال صدامات منفصلة اندلعت في جنين وقرب مدينة الخليل. وكان مصدر أمني فلسطيني أفاد الثلاثاء باستشهاد ضابط مخابرات فلسطيني وإصابة آخر برصاص الجيش الإسرائيلي عند مفترق بالقرب من مدينة نابلس. ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أمس، إلى «وقف التصعيد» بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعدما تحادث هاتفياً مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين. وكتب ميشال في تغريدة على «تويتر»، «أنا قلق جداً من تصاعد العنف الأخير والهجمات العشوائية. يجب إعطاء الأولوية لوقف التصعيد وتجنب الخسائر في الأرواح البشرية البريئة في الجانبين». ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إسرائيل والفلسطينيين إلى «ضبط النفس»، قائلاً إنه «قلق جداً» من «العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين»، وحث على «وقف التصعيد بشكل عاجل». واعتبرت الحكومة الألمانية أن من «حق إسرائيل الدفاع عن النفس في وجه هجمات» حركة حماس الفلسطينية على ما قال الناطق باسمها أمس. • بيني غانتس: الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم. • أكد إسماعيل هنية في كلمة تلفزيونية أنه «مستعد» لخوض المعركة وتصعيد العملية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :