استمرار التصعيد بين إسرائيل وحماس ينذر بحرب شاملة

  • 5/12/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القدس/واشنطن - أثار تواصل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل الأربعاء والذي حصد حتى الآن 61 قتيلا، مع ضربات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة وإطلاق أكثر من ألف صاروخ من القطاع في اتجاه إسرائيل، مخاوف من "حرب شاملة". وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة سترسل دبلوماسيا رفيعا للشرق الأوسط لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على تهدئة العنف "المروع"، قائلا إن إسرائيل تتحمل مسؤولية خاصة لتفادي حدوث إصابات في صفوف المدنيين. وأضاف "الصور التي خرجت الليلة الماضية مروعة. مقتل أي مدني مأساة. طلبت من نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية هادي عمرو أن يتوجه إلى المنطقة فورا للقاء الإسرائيليين والفلسطينيين... سيحث نيابة عني وعن الرئيس جو بايدن، على وقف التصعيد". وللمرة الأولى منذ حرب غزة في 2014، تتعرض إسرائيل لهذا الحجم من الأضرار: منازل مهدمة وسيارات مدمرة وإصابة منشأة نفطية حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقرّ بأن الوضع بات صعب.  وتسببت الغارات والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الاثنين بمقتل 72 فلسطينيا، بينهم 14 طفلا. كما قتل ثلاثة فلسطينيين آخرين في الضفة الغربية المحتلة وخمسة إسرائيليين. وبدأ التصعيد بعد مواجهات بين فلسطينيين وقوى الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة استمرت أياما، لا سيما في محيط المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بإخلاء أربعة منازل لعائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود وتسببت بإصابة أكثر من 900 فلسطيني و32 شرطيا إسرائيليا بجروح. ويتصاعد القلق داخل المجتمع الدولي، حيث حذّر مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزّة سيُفضي إلى "حرب شاملة". ودعا وينسلاند الطرفين إلى "وقف إطلاق النار فورا"، مضيفا أن "الحرب في غزة ستكون مدمرة والناس العاديون هم من سيدفعون الثمن". لكن لا مؤشرات حتى الآن على أن التهدئة حاصلة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء إن "الجيش سيواصل هجومه من أجل ضمان هدوء تام ودائم يمكننا التحدث عن هدنة عندما نحقق هذا الهدف فقط"، في إشارة واضحة إلى ضرورة وقف حركة حماس تهديداتها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وبدأت الغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة بعد إطلاق دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس في لقاء مع صحافيين عبر الانترنت صباح الأربعاء إن "أكثر من ألف صاروخ" أطلقت من غزة تم اعتراض 850 منها بمنظومة الدرع الصاروخية أو سقطت على إسرائيل، بينما سقط مئتان في قطاع غزة منذ مساء الاثنين. وبعد ليلة شهدت تبادل عمليات قصف بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع وإسرائيل، قال الجيش إنه أنجز فجر الأربعاء "سلسلة من الغارات" الجديدة والواسعة "استهدفت منازل تعود إلى أعضاء رفيعي المستوى في منظمة حماس" التي وصفها بالإرهابية. وأشارت حماس إلى أن هذه "الغارات المتتالية" أسفرت عن تدمير مقر قيادة الشرطة. وأطلقت حماس مساء الثلاثاء وابلا من الصواريخ على تل أبيب بعدما دمرت غارة إسرائيلية بالكامل مبنى مكونا من 12 طابقا في وسط مدينة غزة، كانت لقادة في الحركة مكاتب فيه. وتحدثت حماس عن تدمير مبنى آخر يضم مقر محطة تلفزيونية محلية ومساكن ومتاجر في تسعة طوابق وأطلقت دفعة جديدة من الصواريخ. وأكد نتنياهو أن حماس "ستتلقى ضربة لم تكن تتوقعها". وفي المقابل، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في كلمة تلفزيونية أنه "مستعد" لخوض المعركة وتصعيد العملية التي أطلق عليها اسم "سيف القدس". وأضاف هنية "إذا أرادت إسرائيل التصعيد، فالمقاومة جاهزة وإذا أرادت إسرائيل التوقف فنحن مستعدون أيضا"، داعيا قوات الأمن الإسرائيلية إلى الانسحاب من حرم المسجد في القدس الشرقية. ودعت الأسرة الدولية إلى الهدوء في مواجهة أسوأ دوامة عنف منذ سنوات. وذكرت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا مغلقا الأربعاء سيكون الثاني خلال ثلاثة أيام. وانتهى الاجتماع الأول الاثنين من دون بيان مشترك بسبب تحفظات الولايات المتحدة على تبني نص "في هذه المرحلة". وامتد العنف مساء إلى عدد من البلدات العربية الإسرائيلية. واعتقلت الشرطة 21 شخصا خلال احتجاجات عنيفة في جسر الزرقاء ووادي عارة (شمال). في اللد المجاورة لمطار بن غوريون الدولي حيث تم تعليق الرحلات الجوية مؤقتا، أعلنت حالة الطوارئ بعد ما وصفتها الشرطة الإسرائيلية بـ"أعمال شغب" قامت بها الأقلية العربية. وندّد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الأربعاء بما وصفه بأنه "اعتداء منظم ضد اليهود" نفذته "عصابة عربية متعطشة للدماء" في مدينة اللد المختلطة في وسط إسرائيل. واستخدم الرئيس الإسرائيلي كلمة "بوغروم"، في إشارة إلى الاعتداءات والمجازر التي تعرض لها اليهود في ظل الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر. وأعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ رجلا وفتاة قتلا الأربعاء في المدينة أثناء وجودهما داخل سيّارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزّة. وتأججت الصدامات في المدينة (47 ألف يهودي و23 ألف عربي)، بعد مقتل عربي من المدينة خلال مواجهات مع يهود. وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال صدامات منفصلة اندلعت في جنين وقرب مدينة الخليل. وكان مصدر أمني فلسطيني أفاد الثلاثاء بأن ضابط مخابرات فلسطيني قتل وأصيب آخر برصاص الجيش الإسرائيلي عند مفترق بالقرب من مدينة نابلس. وقالت إسرائيل إنها قتلت 16 عضوا في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ضربة جوية على قطاع غزة اليوم الأربعاء، في حين أمطر مسلحون فلسطينيون إسرائيل بالصواريخ مما زاد القلق الدولي من اتساع نطاق أعنف قتال بين الجانبين منذ سنوات. وقال بلينكن إن على الجانبين خفض العنف. وميّز بلينكن بين "حماس كمنظمة إرهابية تطلق بشكل عشوائي الصواريخ التي تستهدف مدنيين في الواقع، ورد إسرائيل دفاعا عن نفسها". وألقى على كاهل إسرائيل مسؤولية خاصة قائلا "أتصور أن إسرائيل تتحمل عبئا إضافيا في محاولة بذل كل ما في وسعها لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين حتى لو كانت ترد بشكل صحيح دفاعا عن شعبها". ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء إلى "وقف التصعيد" بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعدما تحادث هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين. وكتب ميشال في تغريدة على تويتر "أنا قلق جدا من تصاعد العنف الأخير والهجمات العشوائية. يجب إعطاء الأولوية لوقف التصعيد وتجنب الخسائر في الأرواح البشرية البريئة في الجانبين". ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين إلى "ضبط النفس"، قائلا إنه "قلق جدا" من "العنف المتزايد والخسائر في صفوف المدنيين"، وحث على "وقف التصعيد بشكل عاجل". ودعا الرئيسان الروسي والتركي إلى "خفض التصعيد"، وفق ما أفاد الكرملين بعد اتصال هاتفي بينهما. ونظمت احتجاجات كبيرة تضامنا مع الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بينها لندن والكويت ولبنان وعمان وباكستان وتونس وتركيا. في المقابل، اعتبرت الحكومة الألمانية أن من "حق إسرائيل الدفاع عن النفس في وجه هجمات" حركة حماس الفلسطينية وفق ما قال الناطق باسمها الأربعاء.

مشاركة :