هرع سكان المدن الإسرائيلية إلى الملاجئ ما إن سمعوا أصوات صفارات الإنذار المتزامنة مع إطلاق صواريخ محلية الصنع من قطاع غزة، في إطار التصعيد المتواصل لليوم الثالث على التوالي بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية مسلحة على خلفية التوتر في القدس. وفي مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، تضطر الإسرائيلية سارة دافيد، وهي في الأربعينات من عمرها ، للبقاء طوال الوقت في الملجأ القريب من منزلها، خاصة مع اشتداد القصف القادم من قطاع غزة. وتقول دافيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت تتابع الأخبار الواردة عبر الإذاعات المحلية، "يبدو أن الوضع يتجه نحو الأسوأ على غرار الحالة التي عايشناها في حرب عام 2014". وتتابع "للأسف الشديد الفصائل الفلسطينية أصبحت تمتلك صواريخ متطورة، مما يعني أننا جميعا في مهب الريح، لن يكون هناك أحد آمن من صواريخ حماس". وسبق أن خاضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى، ثلاث حروب مع إسرائيل، كانت آخرها في عام 2014 وتسببت بوقوع عشرات القتلى والإصابات وتدمير منازل سكنية. ولأول مرة منذ انتهاء حرب 2014، دوت صافرات الإنذار في مدينة القدس قبل أن تنطلق الصواريخ من قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) أنها أطلقت الثلاثاء ما يزيد عن 300 صاروخ نحو عسقلان وتل أبيب. وأفادت بلدية عسقلان بأن مائة صاروخ سقطت على المدينة، بينها خمسة صواريخ سقطت في مناطق مأهولة. وأعلنت نجمة داود الحمراء الإسرائيلية عن مقتل ثلاث إسرائيليات، بينهن اثنتان جراء إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه مدينة عسقلان. كما أصيب 30 شخصا بجروح، بينهم خمسة أطفال، وفق فرق الإغاثة الإسرائيلية. ويشتكي المسن إبراهام موشي من أن مدينة عسقلان تحولت إلى مدينة أشباح جراء القصف الفلسطيني. ويقول موشي ل(شينخوا) وهو يشير إلى أحد المنازل المتضررة "إن حماس تريد أن ترانا هكذا مذعورين وخائفين من الموت أو الإصابة بأحد صواريخها". ودعا موشي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى ضرورة تبني عمليات رد قاسية ضد أهداف حماس في القطاع، واستعادة الأمن للسكان الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن. ويضيف "أن الأمر مرعب حقا بأن تبقى رهينة خوفك من سقوط صاروخ على منزلك، وأن تصبح جثة هامدة". وتواصل القصف المتبادل بشكل عنيف بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل لليوم الثالث على التوالي، على خلفية التوتر والمواجهات في المسجد الأقصى شرق القدس. وقال الجيش الإسرائيلي، إن أكثر من 700 صاروخ أطلق من غزة منذ بداية التوتر يوم الإثنين وحتى الثلاثاء على مناطق مختلفة من البلدات والمدن الإسرائيلية. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت انفجارات ضخمة هزت عسقلان وأسدود، وشوهد أناس وهم يركضون في اتجاه الملاجئ مع انطلاق صافرات الإنذار بلا توقف. بدوره، كثف الطيران الإسرائيلي هجماته على قطاع غزة، حيث شوهدت سحب الدخان في سماء غزة جراء غزارة الغارات الإسرائيلية. وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجيش الإسرائيلي بتشديد وتعزيز الغارات على غزة في ختام مشاورات أمنية في مقر قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، بحضور وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي. وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه أمس "نحن في أوج المعركة، وجيش الدفاع يشن منذ يوم أمس مئات الغارات على حماس والجهاد الإسلامي، وضربنا عددا كبيرا جدا من أهدافهما النوعية، وسنشدد الغارات وسنعزز وتيرتها"، مشددا على أن حماس ستتكبد ضربات لم تتوقعها.
مشاركة :