قصف عنيفٌ ودمارٌ هائلٌ وشبح الحرب يخيّم على الأجواء في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الأهداف المدنية والمنازل والشقق السكنية. وبين هذا الدمار الكبير الذي طال كل أحياء القطاع ومعظم الشوارع فيه مع أول أيام العيد، يبحث أطفال فلسطينيون عن الفرح وعن حقهم في الاحتفال بعيد الفطر السعيد مثلهم مثل الآخرين من أطفال العالم. وشهدت شوارع غزة، في هذا اليوم، حركة شبه معدومة من الأهالي الذين اعتادوا في مثل هذا اليوم على الزيارات العائلية وتوزيع ما يعرف بـ”العيديات” على الأقارب والأطفال. وغابت مظاهر الفرح عن معظم الشوارع التي استهدفتها طائرات الاحتلال بالصواريخ ودمّرتها لتقطع الطرق أمام المركبات، فضلا عن استهدافها الكثير من المباني والمحلات التجارية التي أغلقت جميعها الأبواب في موسم يعتبر الأكثر تميزًا ونشاطا اقتصاديا. وبين هذا الدمار وفي الحارات الشعبية الضيقة، حاول أطفال فلسطينيون أن يصنعوا جزءا من الفرح على ألعاب بدائية وقديمة تعتاش منها الأسر الفقيرة في ظل إغلاق المدن الترفيهية والمتنزهات بفعل القصف. واتخذ بعض الأطفال من الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر لعبة لهم يحاولون كجسم غريب يودون اكتشافه دون إدراك منهم عن آثاره المدمرة التي قد تحدث إذا ما انفجر فيهم عن طريق الخطأ، وتجدر الإشارة إلى إبعادهم عنه من قبل مختصين لحماية المدنيين من خطره.
مشاركة :