أفغانستان.. هدنة مؤقتة ومصير مجهول

  • 5/15/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في الساعات الأولى من فجر الخميس الماضى، توجه الرجال والنساء والأطفال إلى المساجد أو الساحات الكبيرة لتأدية الصلاة إيذانا ببدء عيد الفطر الذي ينتهي اليوم السبت، وذلك بعد أن دخل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بين طالبان والقوات الأفغانية حيز التنفيذ يوم الخميس، بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة في جميع أنحاء البلاد. صلى الناس في أمان، لكنهم لا يعلمون القادم بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذى أعلنته حركة طالبان الإرهابية لمدة ثلاثة أيام، آخرها اليوم السبت. نشرت السلطات قوات الأمن في العديد من المساجد الكبيرة في كابول، بما في ذلك تفتيش المصلين عند وصولهم للصلاة بعد شروق الشمس بقليل. وحث الرئيس الأفغانى أشرف غني، في خطابه بمناسبة العيد، حركة طالبان على قبول هدنة دائمة مع خروج القوات الدولية من البلاد، ووجه حديثه لقيادات الحركة قائلًا: "لا نريدكم أن تستسلموا(!) لكننا نريدكم أن تقبلوا حلا سياسيا. الحرب ليست حلا." هذه الهدنة، هي الرابعة خلال ما يقرب من ٢٠ عامًا من الصراع، بعد أن شهدت أفغانستان تصاعدًا في أعمال العنف والإرهاب والتفجير، منذ أول مايو الجارى، وسط تخوفات عديدة، من تداعيات قرار الولايات المتحدة الأمريكية بسحب ٢٥٠٠ جندي لا يزالوا موجودين هناك، مما يقدم فرصة ذهبية لحركة طالبان لإعادة سيطرتها على البلاد. لكن هذا القلق لم يمنع العائلات من انتهاز الهدنة كفترة راحة للاحتفال بالعيد، وتوجه العديد من سكان العاصمة نحو حديقة الحيوان وحدائق المدينة، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قال مواطن يدعى مراج الدين: "أشعر بالراحة والسلام اليوم لأنه عيد، لا يوجد قتال " ومضى في طريقه إلى حديقة حيوان كابول مع أطفاله الخمسة الذين ارتدوا ملابس جديدة لهذه المناسبة. أما أمير جان، الذي يعيش في إقليم قندهار، مسرح الهجمات المميتة ومعقل طالبان، يريد وقفًا دائمًا لإطلاق النار "سيجعلنا أكثر سعادة، لأنه سينقذ الكثير من الأرواح". لكن أحدًا فيما يبدو، لا يستشعر الخطر الكامن في الأيام المقبلة، خاصةً أن طالبان بدأت تشعر بـ"الانتشاء" مع قرار الانسحاب الأمريكى، وفي الأسابيع الأخيرة، اشتد القتال في بعض المقاطعات وسيطرت طالبان يوم الثلاثاء الماضى على منطقة كانت تسيطر عليها الحكومة في ضواحي كابول. ويدور إرهابيو طالبان بشكل متزايد حول المراكز الحضرية الرئيسية، مما يشير إلى أنهم ينتظرون انسحاب الأمريكيين قبل شن هجمات واسعة النطاق ضد المدن في جميع أنحاء البلاد. في ٨ مايو قتل أكثر من ٥٠ شخصا وأصيب نحو ١٠٠ في حي الهزارة الشيعي غربي العاصمة في سلسلة انفجارات أمام مدرسة للبنات. كان الهجوم الأكثر دموية في عام، ولا يزال أهالي الضحايا في حالة حتى الآن. ويرى العديد من المحللين السياسيين أن الطرفين "طالبان والحكومة الأفغانية" في طريق مسدود بعد فشل مفاوضات السلام في سبتمبر الماضى، ووفقا للمحلل السياسي الأفغاني فواد كوشاى، فإن وقف إطلاق النار، تم احترامه على نطاق واسع في فترات سابقة، فيما يُنظر إليه الآن على أنه وسيلة لقيادة طالبان لإظهار سيطرتها على الفصائل المتعددة النشطة في البلاد"، ويضيف محذرًا: "إن زعيم حركة طالبان هبة الله اخوندزاده، يعتزم أن يثبت أنه هو سيد الحرب والسلام". وفى ضوء الأوضاع المعقدة في أفغانستان، فإن قلة محدودة تعتقد أن القوات الأفغانية ستكون قادرة على مواجهة طالبان دون حماية القوات الجوية والقوات الخاصة الأمريكية"، بينما يشير الواقع إلى أن طالبان بدأت تجهز للسيطرة على معظم أنحاء البلاد، وسط مخاوف عديدة لانتشار الإرهاب وعودتها للحكم وفرض شروطها على الجميع. فهل يدرك العالم ذلك بالفعل؟!

مشاركة :