حملات حوثية لتجنيد سكان الأرياف بمزاعم «تحرير فلسطين»

  • 5/15/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي كثفت فيه الميليشيات الحوثية قبل أيام من حملات التجنيد في أوساط الشباب وصغار السن في 10 محافظات يمنية تحت سيطرتها للدفع بهم لجبهات القتال في مأرب وغيرها، قامت الجماعة أخيراً بتوجيه دعوات وصفت بالاحتيالية لتجنيد المئات من السكان والمواطنين في محافظة إب الخاضعة لسيطرتها لإجبارهم على المشاركة في القتال الدائر في مأرب تحت مزاعم «القتال في فلسطين». وأكد سكان لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات الميليشيات ومشرفيها في محافظة إب نفذوا خلال الأيام الماضية حملات استهداف وتجنيد جديدة طالت مواطنين بمديريات وقرى ريفية عدة في المحافظة تحت مزاعم «نصرة القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى». وأشارت المصادر إلى أن عناصر ومشرفي الجماعة جابوا قرى ومناطق ريفية عدة في إب ووجهوا دعوات للمواطنين وأولياء الأمور والأعيان والوجهاء للإسراع في المشاركة فيما تسميه الجماعة «النصرة والجهاد من أجل تحرير الأقصى وفلسطين»، عبر الانضمام إلى صفوف مقاتليها. وفي حين حرصت الجماعة خلال انطلاق حملتها على تسويق الوهم لاصطياد المقاتلين الجدد، استجاب القليل جداً لدعواتها ودفعوا بأولادهم إلى صفوف الميليشيات، حيث يرجح أن تدفع بهم للقتال في مأرب على غرار ما فعلته عقب حملات تجنيد سابقة لشبان وأطفال جندتهم من صعدة وعمران وحجة وصنعاء. وطبقاً للسكان، فقد أخضعت الجماعة العشرات من المجندين الجدد بصورة عاجلة لتلقي دورات فكرية، في حين سخر الكثير من السكان من تلك الادعاءات والأكاذيب ووسائل الاحتيال والخداع الحوثية التي مارستها ولا تزال بحق مواطني أرياف إب واستخدام القضية الفلسطينية كذريعة لحشد المزيد من المقاتلين. ويقول مواطن يمني رمز لاسمه بـ«م.س» لـ«الشرق الأوسط» وهو أحد سكان مدينة إب: «الجماعة الحوثية تدرك أن الخداع الذي تمارسه بمواصلة المتاجرة بالقضية الفلسطينية لم يعد ينطلي إلا على القليل من أتباعها المخدوعين، كون الوقائع الحاصلة على الأرض، تدحض تلك الأكاذيب والافتراءات بشكل كامل». وتابع بالقول: «من المخزي أن تلجأ تلك الجماعة كعادتها إلى استغلال قضية الأمة العربية واستخدامها في تضليل الناس وخداعهم تحت مسمى الدفاع عن فلسطين بغية تجنيد اليمنيين للقتال في صفوفها وجبهاتها المنهارة». يشار إلى أن الجماعة المدعومة من إيران تواصل وبشكل انتهازي كل مرة استغلال القضايا الكبيرة في الوطن العربي لتهييج المغرر بهم من اليمنيين وصرف أنظارهم عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها كل يوم، وكذا عن الأوضاع البائسة التي خلفتها عقب انقلابها وحروبها العبثية بحق اليمنيين. وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الانقلاب، أوهمت الجماعة أنصارها في صعدة ومناطق يمنية أخرى بأنها تقاتل إسرائيل، حيث تجبر السكان على ترديد «الصرخة الخُمينية» أكثر من النشيد الوطني، بهدف التغطية على مشروعها الحقيقي المتمثل بجلب الموت لكافة الفئات والشرائح المجتمعية في اليمن. وكان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، قد أكد في تصريحات سابقة له، أن الميليشيات الحوثية تستغل القضية الفلسطينية فقط للتضليل الإعلامي. وقال آل جابر إن الميليشيات الإرهابية تزعم دفاعها عن فلسطين ومقاومة إسرائيل فقط من أجل أن تنجح في تجنيد اليمنيين لقتل اليمنيين. وأوضح أن الجماعة دأبت على تهجير اليمنيين وتفجير منازلهم ونهب أموال البنك المركزي والمساعدات الإنسانية والاعتداء على الجار العربي المسلم. وكانت تقارير محلية عدة، قد أكدت في أوقات سابقة أن الجماعة سخَّرت كل طاقتها في سبيل إقحام معاناة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة عبر خطاباتها وسياساتها لمعرفتها المسبقة بأهمية تلك القضية لدى اليمنيين، وعمدت بذات الوقت وبشكل مخادع إلى تنظيم وإحياء العشرات من الفعاليات والمسيرات تحت مسميات عدة منها التضامن مع القضية الفلسطينية. وقبل نحو أسبوع استغلت الجماعة ذات القضية في إحياء ما تسميه «يوم القدس» على الطريقة الإيرانية. وقالت بعض التقارير إن ذلك الاستعراض الحوثي بـ«يوم القدس» قوبل بسخط واسع في الشارع اليمني، حيث هاجم ناشطون يمنيون الجماعة جراء إصرارها على إزهاق أرواح الآلاف في مسيرات تتزامن مع تحذيرات أممية من تفشي (كوفيد - 19) بمناطق سيطرتها وسط انهيار فعلي للمنظومة الصحية وتكتم الميليشيات عن حالات الوفيات والإصابات. وقبل أيام دعا زعيم الجماعة الحوثية إلى إنشاء صندوق للتبرع لمصلحة فلسطين، في مسعى يرجح أنه لسرقة المزيد من أموال التجار والسكان لتمويل المجهود الحربي للجماعة، تحت غطاء المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

مشاركة :