واشنطن تدعو لاستئناف مفاوضات سد النهضة

  • 5/14/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دعت وزارة الخارجية الأميركية، إلى استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة على وجه السرعة. وأعلنت الخارجية الأميركية في بيان، أنها تبحث التوفيق بين مخاوف مصر والسودان بشأن الأمن المائي مع احتياجات التنمية في إثيوبيا من خلال مفاوضات موجهة نحو النتائج في إطار قيادة الاتحاد الأفريقي. وأوضح البيان أن المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان ناقش مع قادة مصر والسودان وإثيوبيا مخاوف الدول الثلاث حيال سد النهضة وسلامته والتوفيق بين احتياجات إثيوبيا التنموية ومصالح القاهرة والخرطوم، وأن فيلتمان سيعود إلى المنطقة مرة أخرى لمواصلة الجهود الدبوماسية المكثفة لحل الخلافات في المنطقة. وقال فيلتمان: «نعتقد أن إعلان المبادئ عام 2015 الذي وقعت عليه الأطراف، وبيان يوليو 2020 الصادر عن مكتب الاتحاد الأفريقي أسس مهمة لهذه المفاوضات، والولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم السياسي والفني لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة». وذكر البيان أن «المنطقة تمر بمنعطفات مهمة، وأن القرارات التي ستتخذ في الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون لها تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة، وكذلك على المصالح الأميركية». وفي سياق آخر، أعلن البيان عن قلق واشنطن إزاء تصعيد الاستقطاب السياسي والعرقي في إثيوبيا، وأضافت الخارجية أن إثيوبيا ذات السيادة والموحدة جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية، ومع ذلك فإنها تشعر بقلق عميق إزاء زيادة الاستقطاب السياسي والعرقي في جميع أنحاء البلاد، والفظائع التي ترتكب في تيجراي، وحجم حالة الطوارئ الإنسانية غير المقبولة. وأكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها وشكائها الدوليين لتأمين وقف إطلاق النار، وإنهاء هذا الصراع، وتوفير المساعدة، ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وأضافت الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين لتسهيل حل نقاط التوتر الإقليمية مثل النزاع حول سد النهضة، والصراع على حدود السودان، حتى لا يقوضوا التقدم الهش الذي تم إحرازه منذ الثورة السودانية. ووصف خبراء ومحللون دبلوماسيون وسياسيون بيان الخارجية الأميركية الذي طالب باستئناف المفاوضات بأنها خطوة في المياة الراكدة للمفاوضات بين الدول الثلاث، لافتين إلى أنها تأتي في خضم ظروف استثنائية في المنطقة. وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد» أن الولايات المتحدة مطالبة بصياغات محددة بشكل أكبر بدلاً من الدبلوماسية المفتوحة في مفاوضات سد النهضة، خاصة بعد المفاوضات السابقة التى رعتها أميركا ولم تصل لحل عادل. وقال وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، إن بيان الخارجية الأميركي رغم أنه جاء متأخراً، إلا أنه مطالب بصيغة أكثر حسماً ودقة من الحديث الدبلوماسي في أزمة ملف سد النهضة. وأضاف العرابي في اتصال هاتفي لـ«الاتحاد»، أن البيان جزءاً من السياسية الأميركية، وهي إبقاء الوضع كما هو عليه دون جداول زمنية أو مبادرات معمقة ذات دلالة محددة، موضحاً أن محاولة الربط بين المفاوضات وما يجري في فلسطين يشير إلى الدور المصري المحوريوالدائم في المنطقة. وكشف الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم سياسية بجامعة القاهرة عن أن البيان الأميركي يشير بالتسليم بالمطلب الإثيوبي بابقاء الموضوع في إطار الاتحاد الأفريقي، واعتبار المشكلة مسألة فنية يمكن حلها. وأضاف فهمي لـ«الاتحاد»، أنه ربما النقطة الإيحابية الوحيدة هي التأكيد على بيان قمة الاتحاد الأفريقى في يوليو 2020 كمرجعية للمفاوضات، بالإضافة إلى إعلان المبادئ 2015، والذي ينص على الإسراع في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل، وهو ما استندت عليه في خطابها الاخير إلى مجلس الأمن. الدكتور زكي البحيري خبير الدراسات الأفريقية بجامعة المنصورة أكد لـ«الاتحاد»، أن الدعوة الأميركية لاستئناف المفاوضات فوراً عن طريق الاتحاد الأفريقي تعكس مدى القلق الأميركي من تطور الأحداث بخصوص هذا السد، فالسودان تقول إنه لا يمكن على الإطلاق أن تبدأ إثيوبيا في عملية الملء الثاني دون أن تكون الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا قد توصلوا إلى اتفاق قانوني ملزم.

مشاركة :