ماقل ودل : " لا له في الثور ولا في الطحين "!! د. عبدالكريم الوزان مثل شعبي مشهور في مصر والعراق ، ويضرب لمن لا علاقة له بموقف أو حال معين ومع ذلك يحشر نفسه فيه ، أو حينما يقوم الغير بزجه واقحامه في شأن لا يعنيه ومع ذلك يطلب منه التدخل . " وتعود قصة هذا المثل إلى العصور القديمة وتحديدًا في أوقات الجفاف والتقشف التى عاشها الفلاح المصري ، عندما كان الفقراء والمساكين يتجمعون على أبواب طواحين القمح حتى يعطف عليهم الأغنياء ، وكانت الطواحين يجرها ثور كبير الحجم ليتحمل ثقل الطاحونة ، وعندما يضيق أصحاب الطواحين ذرعا بالفقراء كانوا يطردونهم ويقولون " لا لكم في الثور ولا في الطحين" حتى يتفرقوا لعدم وجود فائدة من وقوفهم (1). هذا المثل ينطبق على مايحصل اليوم في العراق الذي ليس له ( في الثور ولافي الطحين ) ، حيث يتصارع عليه المتصارعون ويقومون بتصفية حساباتهم وتحقيق أطماعهم ومصالحهم الاستعمارية التي ارتدت حلة الانسانية وحقوق الانسان والديمقراطية والاسلام وحق الجوار ، وكل ذلك منهم براء ..( ويابوبشت بيش ابلشت )!!. والحال لايقتصر على العراق فحسب ، بعد أن بات النفاق والرياء العالميين ومصالح الكبار سمة العصر، ، بل في أماكن كثيرة من الوطن العربي والدول الاسلامية . ففي وقت يُذبح فيه أبناء شعبنا الفسطيني أمام (الأخوة وأبناء العمومة وعلى عينك ياتاجر ) ، نجد أن اخوان الشياطين يرددون عبارات ( نقلق ، نراقب ، نستنكر ، ندين ، طعمية ، فول ، بابا غنوج ، بابا فين ..بابا كبش فداء)، وكأن دعاة الشرف ليس لهم ( في الثور ولا في الطحين )، حتى بعض وسائل الاعلام لاتنقل الأحداث كما هي، وإنْ فعلت فعلى استحياء !!. يقينا أن رأس الحكمة مخافة الله ، وبعد ذلك يتحتم على الشعوب ( المغلوبة والمستضعفة ) أن تستثمر ماآتاها سبحانه جل وعلا من عقل وبصيرة ، وأن تستفيد من تكنولوجيا الاعلام والاتصال وبرامج التواصل ومواقع ( السوشيال ميديا ) في عالم أصبح قرية عصرية ، فلاتسمح بخداعها وتضليلها بعد اليوم ، وأن تقول قول الحق ولاتخشى في الله لومة لائم ، فهي صاحبة الارادة التي لاتقهر ، و: " إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر" ،عندها سيكون للشعوب حق في ( الثور والطحين )!!. 1- سلمى الدمرداش ، اعرف أصل المثل .."لا له فى الثور ولا فى الطحين" ، اليوم السابع ، 19 مايو 2017
مشاركة :