أشربوا القهوة أو احتسوها

  • 5/15/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أشربوا القهوة أو احتسوها لبنى الحرباوي لا يذهب بعضنا إلى المقاهي حاليا وليس لدينا خيار سوى أن نتلذذ باحتساء أو شرب قهوتنا الصباحية. لحظة تأمل مع القهوة لا شك أن أكثر ما افتقده الناس في شهر رمضان هو فنجان القهوة الصباحي. “مرحبا بكم في عالم الانسحاب من الكافيين” كان العنوان العريض ليوميات الصائمين مدمني القهوة. لطالما كنا مدمنين على القهوة.. الكافيين هو المخدر المفضل للبشر. وتماماً كما يمكن للكافيين أن يجعلنا نشعر بالحيوية واليقظة والثقة والصحة، فإن الاستغناء عنه يمكن أن يجعلنا نشعر بالنعاس واستنزاف الطاقة والخمول وحتى التوتر، دون أن ننسى الصداع الذي لا يرحم. وإذا كنت من محبي القهوة، فأنت تعلم أن شرب القهوة هو تجربة معقدة ودقيقة. هناك الرائحة من عالم آخر والسحر في طقوس الجلوس مع فنجان ساخن والدفء الذي يسري في العروق. ولكن إذا ركزت على المذاق الفعلي للقهوة على لسانك، فلا داعي لإنكار حقيقة أنها مرة جدا. في الواقع، منذ زمن بعيد، تطور البشر لتجنب المرارة. فالنفور الفطري من المرارة هو آلية دفاعية تمنع تناول الطعام السام لكن الأمر لا ينطبق على القهوة. يقول علماء النفس إن مستهلكي القهوة طوروا القدرة على اكتشاف الكافيين. بعبارة أخرى، هو تكييف كلاسيكي. تعلم البشر العلاقة بين اثنين من المنبهات، الطعم المر للكافيين يعني زيادة الطاقة. يرجّح العلماء أيضا أن الرائحة اللذيذة والتي تشكل جزءا كبيرا من إدراكنا للنكهة تطغى على المرارة في القهوة. لكنهم على كل حال لم يتوصلوا إلى الخبر اليقين. أصبح بإمكاننا الآن أن ننعم بفناجين قهوة صباحية لا تنتهي لكن رغم ذلك تبقى الكثير من الأشياء التي نتوق إليها جميعا ونريد أن نكون قادرين على القيام بها مرة أخرى قريبا. نشرب قهوة لكننا رغم ذلك نفتقد النشاط الأساسي في اليوم بأكمله. نفتقد الذهاب إلى المقاهي القريبة من العمل أو الدراسة، العثور فيها على المكان المثالي، والبقاء هناك لفترة من الوقت. وبرأيي فإن الذهاب إلى المقهى صباحا هو أفضل ما في اليوم بطوله. إنه المكان المثالي للثرثرة، كل الصخب حولنا بمثابة موسيقى خلفية جيدة لآذاننا. كل الأشخاص الذين ينتقلون، يمشون جيئة وذهابا، يدفعون ثمن “كرواسانتهم”، يحتسون أكواب القهوة، وسواء كانوا يقرأون كتبا أو يتحادثون ويضحكون أو صامتون وحسب ينظرون إلى شاشات هواتف فهم جزء من مشهد رائع للمراقبة صباحا فقط يفقد سحره بقية اليوم. المقهى مكان يمكن أن يخرجك بطريقة سحرية من حالة الملل. لا يذهب بعضنا إلى المقاهي حاليا وليس لدينا خيار سوى أن نتلذذ باحتساء أو شرب قهوتنا الصباحية. شتان ما بين الاحتساء والشرب! صحافية تونسية

مشاركة :