عمر الخيام.. صانع الرباعيات

  • 5/15/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"لا توحش النـفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين".. رغم مواهبه التي تنوعت ما بين الشعر وعلوم الفلك والرياضيات والموسيقى؛ لكن العالم الموسوعي عمر الخيام عرف لدى أغلب الناس بقصائده الشهيرة "الرباعيات"، والتي لاقت انتشارًا واسعًا لعشرات السنين، بالإضافة إلى حالاته التأملية والصوفية السائدة في شعره وقصائده. الخيام، الذي تحل ذكراه اليوم السبت، ولد باسم غياث الدين أبو الفتح عمر بن إبراهيم النيسابوري الخيامي، وكان ينتمي إلى عائلة من صانعي الخيام - من هنا جاء لقب العائلة- وقضى جزء من طفولته في مدينة بلخ أثناء دراسته على يد الشيخ محمد المنصوري، ثم لم يلبث وأن تتلمذ على يد الإمام موفق النيسابوري، الذي كان يُعتبر واحدًا من أعظم مُعلِّمي منطقة خُراسان. قدم الخيام في عصره أعمالا بارزة بعد أن صار موسوعيا كعادة العلماء في تلك الحقبة، خاصة في الهندسة، فهو عالم رياضيات وفيلسوف، وفلكي، وطبيب، وشاعر. وكتب بحوثا في الجغرافيا، والموسيقى، كما قدم بعض التعديلات على التقويم الفارسي. ثم اشتهر بكتابة الرباعيات التي ترجمت إلى لغات عدة وانتشرت بصورة كبيرة، وقد اتسمت بفهم ديني يرفض التقيد بحرفية النصوص بما يتلاءم مع روح النصوص الكريمة. لذا، نجدها تنوعت ما بين الخمر، والحانة، والساقي، والعود، والناي، والمغني، والزهور، والربيع، والعشق، وغيرها، وأكثر معاني الرباعية ينطوي على قِصَر العمر وظلم الدنيا، بالإضافة إلى أهمية اغتنام الوقت قبل انتهائه، وقبول الحياة كما هي، وقد عكست فلسفة الخيام من الدنيا التي تركها في الرابع من ديسمبر عام 1131 في نيسابور ببلاد فارس القديمة.

مشاركة :