تحقيق إخباري: مستشفيات غزة تواجه ضغطا شديدا على طواقمها مع تصاعد التوتر مع إسرائيل

  • 5/15/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تستقبل المستشفيات الحكومية في قطاع غزة ضحايا على مدار الساعة تقريبا ما يشكل ضغطا شديدا على طواقمها في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل لليوم السادس على التوالي. وتعمل المستشفيات في حالة قصوى من الطوارئ وسط نقص شديد في الإمكانيات بالنظر إلى تداعيات الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو 15 عاما. ويعج مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات قطاع غزة بحركة مكثفة بشكل دائم مع توالي وصول سيارات الإسعاف وسيارات خاصة لنقل المصابين من مناطق الاستهداف الإسرائيلي. وقال مروان أبو سعدة مدير مستشفى الجراحة بمجمع الشفاء إن أكثر من 50 في المائة من ضحايا هجمات إسرائيل يتم استقبالهم في المجمع بوصفه المستشفى المركزي في قطاع غزة. وذكر أبو سعدة لوكالة أنباء (شينخوا)، أن الغالبية العظمى لجرحى الهجمات الإسرائيلية يعانون من مضاعفات خطيرة بفعل تسبب شظايا الصواريخ بانفجارات داخل الجسم. وأوضح أنهم يعانون ثقب سطحي بسيط في مكان الإصابة لكن عند فحص المريض بشكل شامل يظهر شظايا متفجرة عديدة داخل الجسم تسبب نزيف حاد وتهتك في الأنسجة ما يتطلب تدخلات جراحية معقدة. وأشار أبو سعدة إلى أن أكثر من 25 في المائة من حالات المصابين هم أطفال خضع عدد منهم لعمليات بتر للأطراف بفعل شدة إصابتهم والبعض الاخر عانى من تشوهات جزئية جسيمة. وبحسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة في غزة وصل عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع إلى 139 من بينهم 39 طفلا و22 سيدة إلى جانب أكثر من ألف إصابة بجراح مختلفة. ووجه بنك الدم في غزة نداءات متكررة للسكان للتوجه من أجل التبرع بالدم. وتظل مستشفيات غزة على مدار الساعة تقريبا مقصدا للمئات من السكان بغرض البحث عن مصابين أو التعرف على قتلى تحولت أجسادهم إلى أشلاء . وتظهر هذه الأزمة مدى ما يتحمله الأطباء والمسعفون من أعباء. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لـ (شينخوا)، إن الأطباء والممرضين يواجهون أوضاعا صعبة للغاية، ويعملون لساعات طويلة بما يمثل استنزاف كامل لطاقات المستشفى. وذكر القدرة أن التصعيد الحاصل "زاد من الضغط على المنظومة الصحية المنهكة أصلًا بفعل تفشي مرض فيروس كورونا، وقبل ذلك الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة". وأشار إلى أن الطواقم الطبية والمستشفيات بدأت تعاني من نقص الإمكانيات والأدوية واللوازم الطبية، حيث بلغ عدد الأصناف الصفرية من الأدوية نحو 256 صنفًا من الأدوية المتداولة، لتكون نسبة العجز 50 في المائة، فيما تبلغ نسبة العجز في عدد المهمات الطبية 33 في المائة. وحذر القدرة من انهيار المنظومة الصحية في القطاع، مع تصاعد هجمات إسرائيل الجوية والمدفعية، والارتفاع الكبير في أعداد الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة. وحتى ظهر اليوم (السبت)، استقبلت المستشفيات في قطاع غزة 140 قتيلًا ونحو ألف جريح جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ (الاثنين) الماضي. وتسبب العدد الكبير من الإصابات في إشغال نسبة كبيرة من أسرة المستشفيات، وخصوصا أسرة العناية المكثفة المتوفرة بأعداد محدودة ما يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق العاملين في المستشفيات. وقال مدير عام الاسعاف والطوارئ بوزارة الصحة إياد ابو زاهر إن أعداد الإصابات تقفز بصورة سريعة، إذ سجل اليوم الأول من الهجوم 65 إصابة، بينما وصل عدد الإصابات حتى صباح اليوم أكثر من 950 إصابة، بنسبة زيادة بلغت نحو 15 ضعفًا خلال 5 أيام فقط. وقال أبو زاهر في تصريح للصحفيين في غزة، انه في ظل الزيادة المتوقعة في أعداد الإصابات جراء استمرار الهجمات فإن المنظومة الطبية في قطاع غزة لن تكون قادرة على تأمين خدمة صحية ملائمة. وحذر من أنه سيكون من الصعب خلال الأيام المقبلة التعامل مع الإصابات وخاصة الخطيرة منها، عدا عن الحالات التي تعاني أمراضا مزمنة وكانت تتلقى الرعاية الصحية بشكل منتظم قبل الهجوم الإسرائيلي. وكانت السلطات الإسرائيلية أغلقت مع بدء التوتر مع غزة حاجز (بيت حانون/إيرز) شمالي القطاع، وهو الوحيد المخصص لحركة الأفراد من وإلى قطاع غزة مع إسرائيل، ما قد يهدد حياة مئات المرضى الذين يحتاجون إلى السفر العاجل لتلقي العلاج خارج القطاع. ومن شأن هذا الإغلاق، أن يعيق تحويل الإصابات والحالات المرضية الخطيرة إلى مستشفيات في الضفة الغربية أو القدس، وهي عملية معقدة حتى في حالة فتح المعبر، كونها تتطلب موافقة امنية من المخابرات الإسرائيلية. واشتكت وزارة الصحة في غزة من استهداف إسرائيلي متكرر لمستشفيات وعيادات الرعاية الأولية ونقطة إسعاف لتابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعرضت بعضها للتدمير وأخرى لأضرار جزئية. كما لحقت أضرار بالغة بمركز رعاية محلي مخصص لخدمات صحة الأم والطفل وتطعيمات الأطفال، وأعلنت وزارة الصحة خروجه من الخدمة بالكامل. فضلا عن أن مستشفيات غزة تواجه أزمة إضافية تتعلق بتزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي بفعل تدمير ثمانية خطوط رئيسية لشبكة الكهرباء، وتقليص عمل محطة الكهرباء بسبب عدم إدخال الوقود.

مشاركة :