•• بانتهاء فريضة الحج لهذا العام.. •• وبعودة الحجيج إلى بلدانهم.. وقد طهرهم الله من الأدران والخطايا.. بعد أن جمعهم على الحق.. في أعظم تجمّع عرفه التاريخ.. •• يحق لنا السؤال الآن.. •• كيف تجتمع هذه الأمة من جديد بعد تفرق؟ •• وكيف تستطيع تحصين مجتمعاتها ضد التحلل والزوال؟ •• وكيف تنتصر على كل مظاهر الشر التي أخذت تنتشر في جنباتها.. وتقسم مجتمعاتها إلى قوى متناحرة.. وطوائف متقاتلة.. وألاعيب بيد الغير.. وضد مصالحها.. وعلى حساب أمنها.. وسلامتها واستقرارها؟ •• أسئلة كثيرة يجب التوقف عندها.. والإجابة عليها بكل الوعي.. والنضج.. والمسؤولية. •• لماذا؟! •• لأن طهارة القلوب والنفوس التي اكتسبناها من أداء فريضة الحج لا بد وأن تساعدنا على مراجعة النفس.. وتصحيح المسارات.. ومعالجة الأخطاء.. •• ولعل في مقدمة تلك الأخطاء.. غفلتنا عن الشباب.. وانصرافنا عن الاهتمام بشؤونهم.. والاقتراب من أحاسيسهم ومشاعرهم.. •• والأكثر أهمية من كل ذلك هو.. تنقية عقائدهم.. وتنظيف مشاعرهم.. وتصحيح مفاهيمهم المغلوطة عن العقيدة.. عن الجهاد.. عن الوطن والوطنية.. وعن الولاء.. وصادق الانتماء الذي تعّرض عندهم للتلويث.. والتشويه.. فوجدوا أنفسهم في حيرة.. واضطراب.. استثمرها الحاقدون والظلاميون.. فراحوا يستقطبونهم للانضمام إلى طرق مظلمة.. لإقامة ما يسمونه بدولة الخلافة.. •• ولست أدري أي دولة خلافة هذه تقوم على سفك الدماء.. وقتل الأبرياء في المساجد.. ودور العبادة.. وفي مراكز حفظ الأمن.. والمحافظة على سلامة الأحياء.. وتأمين الأوطان.. وكذلك بالعمل ضد الأوطان.. من داخلها ومن خارجها.. وبالخروج على أولياء الأمر.. وإسقاط كل المعاني الخيِّرة.. •• كل ذلك يحدث باسم الجهاد.. وتحت مظلة الدعوة إلى الله.. والبراءة من الكفر والكافرين.. قاتلهم الله أنَّى يُؤفكون.. •• إن فريضة الحج التي أديناها.. تعني المصالحة بين الإنسان ونفسه.. تعني العودة إلى الله.. وتعني السير في الطريق المستقيم.. •• هذه الحقيقة يجب أن ندركها جيداً وندرك معها أهمية أن نُطهر مجتمعاتنا.. مساجدنا.. مدارسنا.. عقول شبابنا من كل ما أصابها وبذلك نعود إلى الله.. ونحمي أنفسنا وأجيالنا من الزوال. • ضمير مستتر: •• مراجعة النفس.. تقود الإنسان إلى النور وتبتعد به عن الظلام..
مشاركة :