رسالة الدول النامية للدول الأخرى - هاشم عبده هاشم

  • 11/12/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

•• مرة أخرى أعود إلى القول.. إن "القمة العربية/اللاتينية" التي انتهت أمس في الرياض هي أفق جديد في إطار التحرك الدولي النشط لوضع بصمة هذه الدول مجتمعة على العمل من أجل تحقيق التنمية والسلام والمحبة بين الشعوب.. وعدم التخلي عن تحمل المسؤولية في هذا الاتجاه.. •• وما تضمنه إعلان الرياض الذي تُلي في نهاية هذه القمة والذي ترجمه خطاب خادم الحرمين الشريفين بما جسده من "توافقات" مهمة.. حول قضايا المنطقة والعالم وما أكد عليه من تصميم دول المجموعتين على أن تكون لها كلمتها في رسم خارطة العالم الجديدة بما يحفظ لدولنا وشعوبنا كامل حقوقها.. ويفرض إرادتها.. ولا يتجاهل وجودها كما كانت الحال في الزمن السابق. •• وبمعنى آخر.. •• فإن دول أميركا الجنوبية والدول العربية المشاركة في القمة.. وبعضها شريك أساسي في أهم وأخطر التجمعات الدولية.. ومنها تجمع الدول العشرين ونحن في مقدمتها.. أصبحت لاعباً مهماً في تحقيق التوازن في هذا العالم، وسيدرك الجميع مدى فعاليته سواء بالنسبة لرسم السياسات النفطية المستقلة بحكم عضوية البعض في منظمة أوبك.. أو في تحقيق التوازن التجاري لميزان المدفوعات العالمي وفقاً لقواعد ومعايير منظمة التجارة العالمية وطبيعة المصالح الثنائية والجمعية.. أو على مستوى الوقوف بمواجهة الإرهاب المتفشي في العالم.. •• وتحديداً.. فإن كسب العرب دول أميركا الجنوبية للوقوف إلى جانب قضاياهم العادلة هو إنجاز لا يمكن الاستهانة به ولا سيما عند التصويت على القرارات الأممية في الفترة القادمة حال التعامل مع قضايانا العربية.. بدءا بقضية فلسطين.. والمضي في الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية المستقلة.. وفرض حل الدولتين.. أو بالنسبة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالشأن اليمني وآخرها القرار (2216) وإيقاف مراوغات الحوثيين وصالح للالتفاف عليه من خلال اجتماعات جنيف المقررة الأسبوع المقبل.. أو بالنسبة لاستبعاد مشاركة الأسد في مستقبل سورية بوضع مقررات جنيف/1 موضع التنفيذ كنتيجة نهائية للقاءات الحالية الجاري عقدها الآن لتسوية الوضع هناك.. •• وإذا مضى التعاون الاميركي الجنوبي والعربي في قطف ثمار هذه القمة أبعد من ذلك على المسارات الأخرى بنفس النجاح المتحقق على المستوى الاقتصادي فإن العالم سيجد نفسه – في المرحلة القادمة – أمام انفراج حقيقي للأزمات الاقتصادية الحادة.. لأن دولنا مجتمعة تمثل مناطق الخزن الاستراتيجي الرئيسية في العالم للثروات المهمة وبإمكانها أن تتحكم في مصير العالم وتؤثر في مستويات معيشة شعوبه إيجاباً.. •• هذه الحقيقة تدركها الدول الكبرى.. وتعرفها شعوبها تماماً.. وتعرف أن من مصلحتها تمكين دولنا وشعوبنا من الاستقرار.. ومن مواصلة التنمية.. ومن الاستغلال الأمثل لمواردها.. حتى تتمكن من الإسهام في مسيرة السلام التي تنشدها شعوب الأرض وتتطلع إليها.. •• وهكذا تصبح قمة الرياض (العربية/اللاتينية) قمة رسم خطوط التماس الواضحة بين التنمية والاستقرار.. وبين التعايش والاحترام المتبادل لحقوق الجميع بموازين عادلة.. دون حدود أو موانع بين دول العالم الثالث.. ودول العالم الأول وذلك عبر تجسير الفجوة العميقة بين هذه الدول وتلك.. وهي الفجوة التي ضاعفت مخاطر الحروب والتدخلات بفعل الأطماع المتزايدة في ثرواتنا.. ومكتسباتنا.. •• وإذا صدقت نوايا دول العالم الأخرى معنا.. فإن عالماً جديداً من الرغد والسعادة والطمأنينة سوف يسود.. أما إذا استمرت في استنزاف حقوقنا ومقدراتنا.. فإنها لن تجد منا إلا الجفاء والصدود.. وفي الوقت نفسه المزيد من التلاحم والتعاون بين هاتين المجموعتين الواعدتين بمستقبل مشرق للإنسانية جمعاء. •ضمير مستتر: •• المساس بكرامات الشعوب واستحقاقاتها يحولها إلى براكين قابلة للانفجار في وجوه الطغاة..

مشاركة :