كشفت دراسة حكومية حديثة، عن وجود ثلاث مشكلات ذات أولوية لسكان مدينة الرياض تؤثر في جودة الحياة، تتمثل في توفير السكن بأسعار مناسبة، وتوفر فرص العمل، ومشاكل الحركة المرورية. في حين حازت هذه القضايا على أدنى مستويات الرضا بين أفراد عينة الدراسة بنسب 22 في المائة، 50 في المائة، و56 في المائة على التوالي. وفي المقابل، تصدرت قضية الكهرباء أعلى نسب مستويات الرضا بـ 93 في المائة، وجاءت قضية الاتصالات ثانياً بـ 92 في المائة، ثم الأمن بنسبة رضا 84 في المائة. وأوضحت الدراسة التي أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بعنوان قياس درجة رضا سكان مدينة الرياض عن جودة الحياة، أن 70 في المائة من أصل عينة عشوائية تعدادها 1521 شخصا، أشاروا إلى أن توافر المسكن بأسعار مناسبة جاءت كأهم قضية ذات أولوية قصوى، ثم توافر فرص العمل بـ 48 في المائة، تلتها مشكلات الحركة المرورية بنسبة 41 في المائة. وأكدت الدراسة، رضا 69 في المائة عن جودة الحياة في مدينة الرياض بمجمل الدراسة، معتبرين أنها أفضل مما كانت عليه قبل خمس سنوات، فيما أشار 89 في المائة من العينة السابقة أنهم يتوقعون الأفضل خلال السنوات الخمس المقبلة. وتهدف الدراسة إلى رصد توجهات واهتمامات سكان الرياض بشأن مجموعة واسعة من الخدمات والمرافق والقضايا الحضرية المهمة في المدينة، وتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة للتنمية لقياس مستوى النجاح المتحقق، والكشف عن اتجاهات واحتياجات السكان المستقبلية. وخلصت الدراسة إلى أن نسبة الفئة التي تحصل على قدرٍ كافٍ من الدخل بلغت 56 في المائة، فيما قال 24 في المائة إنهم لا يحققون دخلاً يكفي للمعيشة ويعربون عن قلقهم إزاء المستقبل. وأجاب 19 في المائة بأنهم يحققون دخلاً يتجاوز حد الكفاية لمقابلة متطلباتهم، ويمكنهم الادخار للمستقبل. ويتمثل الفرق الرئيسي في تفاوت الدخل في مستوى التعليم، إذ إن الذين نالوا تعليماً جامعياً يبلغ دخلهم نحو ضعف أولئك الذين لم يحصلوا على تعليم. ووصف 88 في المائة من عينة الدراسة انتقالهم اليومي إلى العمل بـالسيئ، وأكد أكثر من نصف الذين شملهم المسح أن وصولهم للعمل يستغرق أكثر من نصف ساعة. وعزم 71 في المائة على استخدام النقل العام (مترو- حافلات) مع تشغيله في مدينة الرياض. وأبدى 66 في المائة من عينة الدراسة رضاهم عن التعليم العام، ويعتقد 75 في المائة أن الدولة توجه اهتماماً كافياً بجودة التعليم العام. وبلغت نسبة الرضا عن توافر مياه الشرب 74 في المائة من السكان، وبلغت نسبة الذين يشعرون بالأمن أثناء وجودهم في الشوارع والطرق الرئيسية والأماكن العامة 95 في المائة من المشاركين في المسح. فيما منح 84 في المائة من المشاركين الجهات الأمنية معدلاً تراوح بين ممتاز وجيد، وفي سؤال المشاركين هل وقعوا ضحية جريمة ما، أجاب فقط 2 في المائة بنعم. يذكر أن الدراسة تسهم في إنتاج مؤشرات الرضا للسكان ضمن المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض التي يقوم المرصد الحضري لمدينة الرياض بها كأحد الأهداف الرئيسية لإنشائه. واشتملت دراسة قياس درجة رضا السكان على 50 سؤالاً عن جودة الخدمات والمرافق وكفايتها، والرضا عن الأداء والتأثير في الحياة اليومية للسكان في قضايا: الإسكان، توفر فرص العمل، الحركة المرورية، النقل العام، الخدمات التعليمية، خدمات الرعاية الصحية، المياه، الكهرباء، الاتصالات، البيئة، الترفيه وتوافر المتنزهات، السلامة العامة والشعور بالأمن، الازدحام السكاني، ومعدلات الهجرة. وهذه القضايا تمثل العناصر الرئيسة لجودة الحياة في المدن.
مشاركة :