دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بناء مجتمع صحة عالمي للجميع في وقت يسلط فيه تفشي كوفيد-19، الذي لا يزال مستعرا، الضوء على الحاجة الملحة لاصطفاف البشرية ككتلة واحدة في مواجهة هذه الأزمة الصحية التي لا تعترف بحدود ولا ترحم عرقا. ومنذ بداية الجائحة، أجرت الصين التعاون العالمي لمواجهة التحدي المشترك، وقدمت إمدادات طبية وشحنات من اللقاحات للدول والمناطق الأخرى، وتبادلت الخبرات في الوقاية من الفيروس وعلاج المرضى. وفي مارس عام 2020، اقترح شي لأول مرة مفهوم بناء مجتمع صحة عالمي للجميع في رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال شي في الرسالة إن الصين مستعدة لبذل جهود منسقة مع فرنسا لتعزيز التعاون الدولي في الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، ودعم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للقيام بدور أساسي في تحسين إدارة الصحة العامة العالمية، وبناء مجتمع صحة عالمي للجميع. ولتنفيذ الاقتراح، أخذت الصين زمام المبادرة وشاركت في الجهود العالمية لمواجهة التحديات الناجمة عن الوباء. وفي اتصال هاتفي مع نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو في أبريل عام 2020، قال شي إن مرض فيروس كورونا الجديد انتشر في دول ومناطق متعددة. وتعهد شي بأن تتمسك الصين برؤية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وأن تشارك تجربتها وتقدم أكبر قدر ممكن من الدعم في المعركة العالمية ضد كوفيد-19، وأن تعمل مع الدول الأخرى لتعزيز تطوير الصحة العامة العالمية وبناء مجتمع صحة عالمي للجميع. وفي كلمته في افتتاح الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية عبر وصلة فيديو في مايو عام 2020، أعلن شي عن تدابير ملموسة لتعزيز المعركة العالمية ضد كوفيد-19. وقال شي في كلمته إن “الصين ستقدم ملياري دولار أمريكي على مدى عامين للمساعدة في الاستجابة لكوفيد-19 وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان المتضررة وخاصة البلدان النامية”. وأضاف أن الصين ستعمل مع الأمم المتحدة على إنشاء مستودع عالمي للاستجابة الإنسانية ومركز في الصين، وضمان تشغيل سلاسل التوريد لمكافحة الأوبئة وتعزيز “الممرات الخضراء” للنقل السريع والتخليص الجمركي. وقال الرئيس إن “تطوير لقاح كوفيد-19 ونشره في الصين عندما يكون متاحا سيصبح منفعة عامة عالمية”. وبعد عام واحد من قطع الوعد، ما فتئت الصين تسير بثبات في الوفاء به لضمان حصول الدول النامية على اللقاح وقدرتها على تحمل تكاليفه. ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر، قدمت الصين دفعات من الجرعات كمساعدة لأكثر من 80 دولة إلى جانب التصدير لأكثر من 50 دولة. وفي اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الدومينيكان روزفلت سكيريت في يناير، تعهد شي بأن تواصل الصين تقديم المساعدة والدعم للدول النامية، وأن تسعى جاهدة لجعل اللقاحات منفعة عامة يمكن الوصول إليها وبأسعار معقولة للمواطنين في جميع البلدان. وقال شي في مكالمة هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في فبراير إن الصين مستعدة لتعزيز التعاون في مجال اللقاحات، وتعزيز التضامن الدولي ضد كوفيد-19، وتعزيز بناء مجتمع صحة عالمي للجميع. وفي كلمة رئيسية ألقاها عبر الفيديو في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي 2021 في أبريل، كرر شي رؤيته لإقامة مستقبل من الصحة والأمن بالتضامن والتعاون. وقال شي “علينا أن نضع الناس وحياتهم فوق أي شيء آخر، وأن نُزيد من تبادل المعلومات والجهود الجماعية، ونُعزز الصحة العامة والتعاون الطبي”. ولتحقيق هذا الغرض، دعا شي إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير وإنتاج وتوزيع اللقاحات حتى يتمكن الجميع في العالم من الحصول على اللقاحات التي يحتاجون إليها وتحمل تكاليفها. وفي مكالمته الهاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في أبريل، قال شي إن اللقاحات تستخدم للوقاية من الأمراض وإنقاذ الأرواح، مؤكدا أن الصين تعارض تسييس اللقاحات أو “قومية اللقاحات”، وتقف مستعدة للعمل مع ألمانيا والمجتمع الدولي ككل لتعزيز التوزيع العادل والمعقول للقاحات، ودعم البلدان النامية ومساعدتها في الحصول على اللقاحات، والمساهمة في النضال البشري المشترك ضد الجائحة من أجل تحقيق الانتصار المبكر عليها.
مشاركة :