حاتم الصافي رجل أعمال من سلالة تجارية عريقة، متحدث لبق، ومثقف بروح وطنية، يعمل نائباً لرئيس الغرفة التجارية ورئيس مجلس أمناء الملتقى الإعلامي في الباحة، جري وصريح وواضح، ونحن هنا نستجوبه في حوار لا تنقصه الشفافية. الصافي وضع يده على نقاط كثيرة وجروح كثيرة.. فقال إن مساحات الأراضي المناسبة للمشاريع غير متوفرة غالبا، وأن البيئة الاستثمارية في الباحة جاذبة لأي استثمار حاليا إن توفرت المساحات الكافية للمشاريع والبنية التحتية اللازمة لكل أرض، وأكبر الشواهد على ذلك أن الشركات الكبرى نجحت في افتتاح فروع لها هناك. وأشار إلى أن رجال الأعمال والمستثمرين من أبناء المنطقة الذين لهم أعمال ناجحة خارجها يفترض أن يلتفتوا لمنطقتهم كونها في أمس الحاجة لهم في هذه المرحلة ولن يضيرهم أن يخصصوا ولو عشرة في المئة من استثماراتهم ووكالاتهم فلن يخسروا بل سيربحون كون أعمالهم ناجحة في خارج المنطقة. وأضاف أن الباحة وجهة سياحية، وأن أي استثمار في القطاع السياحي بالمنطقة سيحقق نجاحا، سواء من حيث دور الإيواء أو الترفيه من خلال مدن مخصصة لكل الفئات العمرية.. وإلى تفاصيل الحوار: • كيف ترى العلاقة بين رجل الأعمال وبين بيئته ومسقط رأسه؟ - العلاقة بين رجل الأعمال والبيئة المحلية هامة وحساسة وهذا ما أسعى إلى تعزيزه من خلال توجيه معظم استثماراتي لمنطقتي وأهلي في الباحة ومن أمثلة ذلك إنشاء فندق 5 نجوم في محافظة بلجرشي مع يقيني أن الربحية لمثل هذا المشروع في المدن الرئيسة ستكون أضعاف الربحية هنا، فالانتماء لمنطقتي متوفر كونها قدمت لنا ولآبائنا الكثير ومن المهم ردّ الجميل وعدم نكران المعروف. • إلى ما تعزو عزوف بعض رجال الأعمال عن الاستثمار في منطقة الباحة؟ - عندي تصنيفان لرجال الأعمال من حيث الاستثمار، فهناك رجال أعمال من المنطقة ورجال أعمال من خارج المنطقة، والمستثمرون من أهالي الباحة يفترض أن يلتفتوا لمنطقتهم كونها في أمس الحاجة لهم في هذه المرحلة ولن يضيرهم أن يخصصوا ولو عشرة في المئة من استثماراتهم ووكالاتهم فلن يخسروا بل سيربحون كون أعمالهم ناجحة في الأصل، والواضح اليوم أن رجال أعمال من خارج المنطقة اندفعوا بقوة للاستثمار في الباحة فمعظم الشركات الوطنية لها فروع في الباحة وبشهادات الجميع أنها فروع ناجحة ورابحة. • هل يخشى رجل الأعمال المنتمي للمنطقة من الفشل أو الحسد أو قلة الربحية؟ - مسألة المتابعة الشعبية للمستثمر وحديث الناس تراث قديم، والخوف من الفشل غير مبرر إلا أن التفكير في مضاعفة الأرباح هو الهاجس الأكبر والعائق أيضاً للاستثمارات في أي منطقة. • بماذا تصف البيئة الإدارية المعنيّة بالاستثمار ورجال الأعمال؟ - البيئة الإدارية قد ينتابها الضعف والروتين الممل في رفع الخطابات والرد عليها، وعندما وجّه الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة بتأسيس مكتب لخدمة المستثمرين في مقر الإمارة تحققت المرونة في كثير من معاملاتنا وتبقى البيروقراطية حاضرة وإن تضاءلت بشكل كبير بحكم وجود مسؤول بحجم سمو الأمير مشاري كون آلية عمله تقوم على مبدأ الباب المفتوح والإصغاء المباشر لكل معاناة يمر بها رجل الأعمال، وفي ظل وجود سمو الأمير مشاري ووكيل الإمارة فنحن نعيش العصر الذهبي للاستثمار في الباحة. • ما أثر قرار تصحيح وضع العمالة على الاستثمارات؟ - القرار جميل وأنه أفرز بعض السلبيات ومنها تعطّل كثير من المشاريع وعدم توفر البديل برغم أن وزارة العمل وعدت بتوفير البدائل للشركات الملتزمة بالنطاقات. • هل توفير بدائل بعمالة سعودية؟ - لا يمكن حالياً توفير عمالة سعودية مهنية أو حرفية كون المعاهد المهنية لم تنجح في تأهيل الذهنية بثقافة العمل وتطوير أدوات الإنتاج وتعزيز روح محبة العمل وأن المواطن أحق بخير وطنه، والمهن المتدنية اجتماعياً من أرفع المهن في مردوديتها المالية بحسب رصدي لمردود العمالة الوافدة من السباكة والكهرباء وغيرها من المهن الفنية. • ما هو دور الغرفة التجارية الفاعل مع المستثمرين ورجال الأعمال بصفتكم نائب رئيس مجلس إدارتها ؟ - نسعى في مجلس الإدارة الحالي إلى جذب الاستثمارات للمنطقة وكلنا أمل بأن تحذو المنطقة حذو المناطق الأُخرى في تعزيز نصيبها من الاستثمار وآخر ما تم إنجازه إنشاء شركة تنمية الباحة القابضة والتي تبناها رئيس مجلس الإدارة أحمد الشدوي وتم تأسيسها وإصدار تراخيصها وأبرز أهدافها تنمية الباحة وتطويرها عقارياً وجذب المزيد من الاستثمار. • في ظل نقد البعض لأداء الغرفة التجارية أين وصلتم في تحقيق تطلعات مجتمع الأعمال والمنتسبين للغرفة؟ - الغرفة التجارية تسعى جاهدة لتحقيق الأهداف المنشودة وما نحتاجه حالياً هو تكاتف رجال الأعمال والتواصل معنا لبث همومهم ومشاكلهم لإيصال أصواتهم لصاحب القرار وأبواب الغرفة مفتوحة للجميع، والمجلس الحالي يسعى لتنفيذ أجندة يتم من خلالها تطوير وتحسين أداء الغرفة التجارية في الباحة وفتح فروع في بقية المحافظات لتصل الخدمات للجميع. • ما أبرز ما تقدمه الغرفة لرجال الأعمال والمنتسبين في ظل ما يدفع من رسوم ؟ - الغرفة تقوم مقابل دفع الرسوم بعمل برامج تخدم رجال الأعمال ومن أهمها إيجاد الفرص الاستثمارية وتفعيل التواصل مع المنظومات التجارية محلياً وعالمياً، وإقامة دورات وندوات وملتقيات ومهرجانات لتطوير قطاع الأعمال مع ذوي اختصاص من داخل المنطقة وخارجها وتفعيل اللجان المتخصصة لخدمة رجال الأعمال، ومع الأسف أن بعض رجال الأعمال يدعون للإسهام في اللجان ولكنهم لا يحضرون ولا يشاركون بالشكل الفعال مع أنها وضعت لخدمتهم. • إلى أين تسير الغرفة التجارية في الباحة؟ - تسير في مسارها الصحيح باتجاه خدمة رجل الأعمال والمستثمر والمنطقة برغم وجود نقاط ضعف يمكن تجاوز بتطوير أداء العاملين بالغرفة التجارية واستحداث وظائف لتجديد الدماء. • ماذا ينقص الباحة استثمارياً؟ - الباحة وجهة سياحية وأي استثمار في القطاع السياحي سيحقق نجاحاً سواء من حيث دور الإيواء أو الترفيه من خلال مدن مخصصة لكل الفئات العمرية. • ما أبرز معوق للمستثمر؟ - مساحات الأراضي المناسبة للمشاريع غير متوفرة غالباً. • هل بيئة الباحة الاستثمارية جاذبة أم طاردة؟ - اليوم البيئة جاذبة لأي استثمار إن توفرت المساحات الكافية للمشاريع والبنية التحتية اللازمة لكل أرض وأكبر الشواهد أن الشركات الكبرى نجحت في افتتاح الفروع. • أين أنت من خدمة المجتمع ؟ - جميع الأعمال واللجان التي أنتمي إليها وكلفت بها هي خدمة للمجتمع لا أتقاضى عليها أي مقابل مع الوفاء ببعض الالتزامات وطنية أو واجبات شرعية وليس بالضرورة أن يكشف الإنسان فعل الخير.
مشاركة :