خلال زيارته، أمس الأول، إلى ديربورن بولاية ميشيغن، التي تسكنها جالية عربية كبيرة وفاعلة، التقى الرئيس الأميركي جو بايدن النائبة رشيدة طليب، أول فلسطينية ـ أميركية تدخل الكونغرس. وقال بايدن لطليب، التي تُعد شخصية بارزة في الجناح اليساري المتشدد للحزب الديمقراطي، في مناسبة عامة: "أدعو الله أن تكون جدتك وأسرتك بخير. أعدك بأن أبذل ما بوسعي لضمان أن يكونوا بخير في الضفة الغربية". واستُقبل بايدن بغضب من قبل نحو ألف متظاهر تجمعوا في ديربورن، حيث تفقد منشأة لشركة فورد موتور للترويج للسيارات الكهربائية، احتجاجاً على أسلوب تعامل إدارته مع إسرائيل، التي تشن هجمات على غزة، رداً على إطلاق مسلحين فلسطينيين الصواريخ. وضغط بايدن من أجل وقف القتال، لكن ذلك ليس كافيا بالنسبة لبعض المتشددين الديمقراطيين، الذين يريدون منه أن يشجب عدم تناسب الرد الإسرائيلي، ويريدون إعادة النظر في إمداد إسرائيل بالأسلحة. وفي كلمات ألقيت خلال التجمع، قال المتحدثون إنهم شعروا بأن بايدن خطب ودهم ثم تخلى عنهم. وأظهر استطلاع رأي أعدته "رويترز" مع مؤسسة إيبسوس لقياس الرأي العام، أن بايدن كسب أصوات المسلمين بفارق 8 نقاط مئوية بالسباق في انتخابات 2020 التي تنافس فيها مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي كان مدافعا شرسا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جميع الجبهات. وسعت إدارة بايدن في الأيام القليلة الماضية لتهدئة غضب العرب والمسلمين الأميركيين تجاه تعاملها مع الأزمة. فألغى البيت الأبيض في مطلع الأسبوع الماضي خططه للاحتفال بعيد الفطر، واكتفى بتقديم الأمنيات بأن يحل السلام، وعرض تحديثا للجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة. وقال بايدن في هذه المناسبة التي قاطعتها العديد من المجموعات المسلمة: "الفلسطينيون والإسرائيليون، على حد سواء، يستحقون العيش في أمان والتمتع بالحرية والرخاء والديمقراطية على قدم المساواة". وهدد بايدن، مازحا، بدهس صحافي أراد سؤاله عن التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، أثناء اختباره لشاحنة كهربائية جديدة من طراز "فورد". وعندما كان يهم بقيادة الشاحنة سأله أحد المراسلين عما إذا كان سيجيب عن سؤال سريع حول إسرائيل والصراع القائم مع الفلسطينيين، فرد عليه بايدن: "لا، لا يمكنك سؤالي. سأجيب فقط إذا وقفت أمام سيارتي وقدتها أنا باتجاهك!"، مضيفاً: "أنا فقط أمزح"، مما أثار موجة من الضحك في صفوف الصحافيين.
مشاركة :