القطاع الخاص شريك فاعل في قطاع الفضاء الوطني

  • 5/19/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحها في تبوؤ مكانة متقدمة لها عالميّاً في قطاع الفضاء، نتيجة الجهود الكبيرة التي قامت بها مؤسسات الدولة، الحكومية المتخصصة، تتجه الدولة في المرحلة المقبلة إلى تبنّي منظومة لهذا القطاع الرائد، تتضمن مبادرات تعزز الطلب على المنتجات المرتبطة بالاستخدامات والتطبيقات الفضائية من قبل القطاع الخاص، وتشجيع الكوادر الوطنية على الانخراط في تأسيس شركات متخصصة بالخدمات الفضائية، ضمن استراتيجية جديدة لوكالة الإمارات للفضاء، ستُعلَن في الأشهر القليلة المقبلة. ومن خلال الاستراتيجية الجديدة التي ستعلنها «الوكالة» قريباً، والتي تعزز تشاركية القطاع الخاص في أنشطة الفضاء، سيجري العمل على تطوير قدرات الدولة في هذا القطاع، وإيجاد مواهب قادرة على تطوير التقنيات الحديثة المتعلقة به، بما يتماشى مع استراتيجية دعم الصناعات الوطنية، ونقل المعرفة، بما يعزز بصمة الدولة العالمية في القطاع ويرفد الاقتصاد الوطني بالمزيد من الإيرادات، ويحقق مستهدفات الوصول إلى اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة. لقد حققت الدولة ريادةً عربيةً وعالميةً في قطاع الفضاء خلال السنوات القليلة الماضية، فأوصلت أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو هزاع المنصوري، وتستعد الآن لإيصال رائدة أو رائد فضاء آخر إلى المحطة نفسها، ونجحت في إيصال مسبار الأمل، المصنوع بأيادٍ إماراتية خالصة، إلى مداره في المريخ، والانتقال إلى مداره العلمي والبدء بالتقاط صور للهيدروجين الذري المحيط بالكوكب الأحمر، هذا فضلاً عن الأقمار الصناعية العديدة التي أطلقتها منذ سنوات عدة، ليؤكد ذلك كلّه ريادة الدولة وتقدمها في أكثر القطاعات اعتماداً على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة. ولأن الطموحات لا تتوقف، فإن مساعي دولة الإمارات وأهدافها ما زالت كثيرة في مجال الفضاء، فهي تطمح اليوم إلى إطلاق مهمات أخرى، أكثر تنوعاً، كرصد تطور البنية التحتية والتغير المناخي ومراقبة التغيرات الطارئة على مناطق معينة، وهو ما سيتحقق عبْر تمكين قطاع فضاء وطني يكون أداة يُستفاد منها في البيانات الواردة من الأقمار الاصطناعية، التي ستؤثّر إيجابيّاً في منظومة الأعمال، وتسهم في إشراك رواد الأعمال في المهام والمشروعات الفضائية، بما يعزز دافعيتهم للانخراط المستقبلي في الأنشطة الفضائية، ويمكّن الشباب من تأسيس شركات متخصصة في تطوير المهمات الفضائية ومجالات الأقمار الاصطناعية، التي تعزز مساهمة صناعة الفضاء في الاقتصاد الوطني، وتزيد معدلات الاستثمارات في هذه الصناعة، وتحقق نمو واستدامة قطاع الفضاء، وتعزز الشراكات المحلية والخارجية في هذا المجال. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

مشاركة :