يواكب القطاع الخاص الإماراتي، استراتيجيات الاستدامة في الدولة، باعتباره شريكاً فاعلاً في نشر حلول الطاقة النظيفة، ودعم جهود الدولة بشأن مواجهة تحديات التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الكربونية. وكشفت العديد من الشركات الخاصة والمجموعات العائلية بالدولة مؤخراً عن مبادرات عدة للحد بشكل كبير من انبعاثات الكربون في عملياتها، بجانب تبني ممارسات أكثر استدامة لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة. وفيما تم إعلان 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات، تحت شعار «اليوم للغد»، تنشط شركات خاصة إماراتية عدة في الاستثمار بمجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وذلك عبر المشاركة في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين وتحويل النفايات إلى طاقة، بالإمارات وحول العالم، فضلاً عن الاستثمار في التقنيات النظيفة، والسيارات الكهربائية ومحطات الشحن. دور ريادي وأكد الدكتور علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة شموخ، الدور الريادي للإمارات في نشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة عالمياً، موضحا أن القطاع الخاص الإماراتي يواكب استراتيجيات الاستدامة وتوجيهات القيادة الرشيدة، بشأن نشر حلول الطاقة المتجددة بالإمارات وحول العالم. ولفت إلى زيادة اهتمام الشركات باتخاذ العديد من الإجراءات للحد بشكل كبير من انبعاثات الكربون في عملياتها، بجانب تبني ممارسات أكثر استدامة لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، والتوسع في استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، ومراعاة اشتراطات الاستدامة في مبانيها. ووقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» خلال الفترة الأخيرة عدة اتفاقيات مع عدد من المصانع والشركات العاملة بالإمارة لتطوير محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المصغرة على أسطح مباني المنشآت التجارية والصناعية بأبوظبي. مسيرة التنمية ومن جانبه، قال أحمد سالمين، الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية في مجموعة المسعود: يشكل تنفيذ مشاريع استدامة الطاقة مجالاً رئيسياً للتعاون بين مجموعة المسعود وعدد من الجهات والمؤسسات الحكومية، وتحرص المجموعة على المشاركة بفاعلية في الملتقيات والفعاليات الوطنية المتمحورة حول الاستدامة وتسريع وتيرة التحول ضمن قطاع الطاقة، لمشاركة تجربتها الرائدة في تطوير بنية تحتية متكاملة ومستدامة وحلول مبتكرة لقطاع الطاقة. وخلال مشاركتها في قمة الهيدروجين الأخضر على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 مؤخرا، أكدت المجموعة على أهمية تطوير التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، لتمكين الشركات الكُبرى من توظيف خبراتها لمواجهة تحديات سوق الطاقة العالمي وبناء منظومة اقتصاد الهيدروجين، كما أبرمت المجموعة اتفاقية تعاون مع «تدوير»، تتمحور حول الأعمال الاستراتيجية وتمكين إعادة التدوير، وتوفير المعدات والشاحنات التي تعمل بالطاقة النظيفة دون انبعاثات كربونية، وتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة. وخلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، جددت مجموعة المسعود التزامها بدعم استراتيجية الإمارات للهيدروجين. وكشف «قسم المسعود للطاقة»، التابع لـ «مجموعة المسعود» مؤخرا عن تقديم حلول الطاقة المستدامة لشريكه «خزنة داتا سنتر»، المتمثلة بنظام مولد الطاقة الصديق للبيئة «إم تي يو سيريز 4000» من «رولز رويس». الطاقة الشمسية ووقعت شركة أيميا باور الإماراتية، المتخصصة بقطاع الطاقة المتجددة، والتابعة لمجموعة النويس للاستثمار، على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 مؤخرا اتفاقية مع وزارة المناجم والبترول والطاقة في جمهورية ساحل العاج لبناء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وفق نظام البناء والتشغيل والتملك والتحويل (BOOT) لإنتاج 50 ميجاوات من الكهرباء، وبحجم استثمار يبلغ نحو 60 مليون دولار. وتعمل «ايميا باور» على توسيع استثماراتها في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر، حيث تمتلك مشاريع قيد التنفيذ تصل طاقتها الإجمالية إلى نحو 6 جيجاوات عبر 20 دولة، وتنفذ مشاريع لإنتاج الطاقة المتجددة في عدد من الدول الإفريقية منها مصر وتونس والمغرب وجنوب أفريقيا وبوركينا فاسو. استهلاك الطاقة وكشفت «الغرير للاستثمار» ديسمبر الماضي، عن نجاح «الغرير للعقارات»، ذراع التطوير العقاري للشركة، في الحد بشكل كبير من انبعاثات الكربون في «مركز الغرير»، مع تخفيض استهلاك الطاقة بما يقارب 1,007,733 كيلوواط/ساعة بين شهري يوليو وأكتوبر من العام الماضي. وجاء تحقيق هذا الانخفاض نتيجة للتعاون الاستراتيجي للمجموعة مع شركة «سيمنز»، حيث تهدف هذه الشراكة المستمرة إلى خفض انبعاثات الكربون بمقدار 1430 طناً مترياً سنوياً، وتحقيق تخفيض في استهلاك الطاقة يصل إلى 2.7 مليون كيلوواط ساعة سنوياً، وفي التكاليف التشغيلية الإجمالية. وأكدت «الغرير للعقارات» حرصها على مواصلة الإسهام في الحد من انبعاثات الكربون والمضي قدماً نحو اقتصاد أخضر قائم على الطاقة النظيفة. أخبار ذات صلة تحت رعاية حامد بن زايد.. انطلاق أعمال مؤتمر أبحاث طلبة الدراسات العليا بجامعة خليفة قرقاش: موقف الإمارات واضح بشأن عودة سوريا إلى محيطها مؤشر الاستدامة وأعلنت «ماجد الفطيم»، مؤخرا حصولها على تصنيف «النجمة الخضراء» من مؤشر الاستدامة العقارية العالمي GRESB للعام التاسع على التوالي وذلك على مستوى جميع أعمالها، كما سجلت الشركة أيضاً الدرجة الكاملة في مجال دمج أفضل ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية على مستوى العمليات الإدارية التي تشمل القيادة وإدارة المخاطر وإعداد التقارير وتفعيل دور أصحاب المصلحة. ووقعت «ماجد الفطيم» ديسمبر الماضي اتفاقية للحصول على ثاني قرض لها مرتبط بالاستدامة (SLL) بقيمة 4.6 مليار درهم «1.25 مليار دولار» والذي تم تنسيقه باعتباره تسهيلاً ائتمانياً متجدداً (RCF) لتحقيق أهداف الشركة في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. مراكز تجارية وافتتحت شركة «ماجد الفطيم»، عام 2019 مركز «ماي سيتي سنتر مصدر» في مدينة مصدر. ويعد «ماي سيتي سنتر مصدر» مشروعاً رائداً متعدد المرافق والمتاجر والأهداف مع خصائص مستدامة وصديقة للبيئة، ويضم 70 متجراً على مساحة تأجير 18500 ألف متر مربع. وتم تجهيز المركز بأحدث الابتكارات والحلول والخصائص المستدامة التي تعمل على توفير استهلاك الطاقة والمياه، مع مراعاة المعايير التي تتماشى مع الاستدامة، إذ يتم توليد قرابة 20% من احتياجات المركز من الطاقة عن طريق الطاقة الشمسية، كما تم استخدام مواد بناء صديقة للبيئة خلال فترة الإنشاء، حيث تم إعادة تدوير استخدام 70 إلى 80%، و100% من مياه الري معاد تدويرها. وتشمل الميزات الأخرى التي تركز على الاستدامة، السلالم والمصاعد الموفرة للطاقة. ويضم المركز عدداً من المتاجر العالمية، إضافة إلى 600 موقف للسيارات، وتم تخصيص 6% من مواقف السيارات للمركبات الكهربائية أو الهجينة. مركبات كهربائية وافتتحت مجموعة «إم جلوري القابضة»، العام الماضي، مصنع الدماني لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية التابعة لمجموعة تيكوم. ويضم المصنع الجديد، خط التجميع المؤقت الذي تبلغ طاقته الإنتاجية القصوى 10 آلاف سيارة سنوياً، فيما تبلغ مساحة المصنع 45 ألف قدم مربعة والذي يعتبر منشأة إماراتية صناعية مستدامة، كما يعد الخطوة الأولى لإنتاج السيارات الكهربائية وذلك تلبية للطلب المتزايد على وسائل النقل الخضراء وتقليل انبعاثات الكربون سواء في دولة الإمارات أو في المنطقة. واستضافت أبوظبي خلال شهر مايو 2022 الدورة الأولى من قمة (EVIS) للابتكار في المركبات الكهربائية بأبوظبي، حيث كشفت شركات خاصة ووكلاء سيارات عن زيادة استثماراتها في السيارات الكهربائية وإنشاء محطات الشحن. وكشفت شركة الإمارات جلوبال للسيارات الكهربائية، إحدى شركات مجموعة الفهيم، نهاية العام 2021 عن تعاونها مع «هيتاشي إنرجي» العالمية للطاقة، للاستفادة من حلول رائدة للشحن الذكي توفرها «هيتاشي» لمركبات النقل العام والمركبات التجارية، ما يسهم في تعزيز البنية التحتية لاستخدام الحافلات الكهربائية بأبوظبي. تحويل النفايات إلى طاقة شهدت إمارة الشارقة منتصف العام الماضي، تدشين محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، أول محطة تجارية من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، والتي طورتها «شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة»، وهي شركة مشتركة بين «بيئة»، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر». ويساهم المشروع في تفادي انبعاث ما يصل إلى 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وسوف تنتج المحطة 30 ميجاواط من الكهرباء منخفضة الكربون، ما يكفي لتزويد نحو 28 ألف منزل في الإمارات بالكهرباء، وتوفير 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في كل عام. استثمارات جديدة أظهر تقرير حديث لشركة الخليج للحاسبات الآلية، أن الشركات الإقليمية بدأت في التركيز على مقاييس للاستدامة، إذ إن نحو ثلثي الشركات التي شملتها الدراسة (64%) تقيس انبعاثاتها المباشرة، بينما تضع نصفها أهدافاً واضحة لتحقيق الحياد الكربوني. وذكر 60% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يخططون لاستثمار ما بين 250 ألف دولار ومليوني دولار في مبادرات استدامة خلال عام 2023، الأمر الذي يسلط الضوء على الدور المتزايد للاستدامة في تحديد الميزانية. ومع التركيز المتزايد على الاستدامة على مستوى إقليمي، من المتوقع أن يزداد حجم هذه الاستثمارات بشكل أكبر، حيث تتوقع 28% من المؤسسات التي شملتها الدراسة أن تستثمر ما بين 2 و10 ملايين دولار.
مشاركة :