يشغلُ الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، منصب الأمين العام للجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، إضافة إلى كونه مُدرساً مُتخصصاً في الأدب الشعبي في كلية الآداب جامعة حلوان بالقاهرة، وخبير الأدب الشعبي بأرشيف الحياة والمأثورات الشعبية المصرية. وفي حواره التالي يُثمن العساسي الدور الريادي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وإمارة الشارقة في الحفاظ على التراث والثقافة العربية والإسلامية، ويؤكد ضرورة الحرص على نشر التراث الثقافي والفنون الإبداعية الشفهية، كما يشيد بدور معهد الشارقة للتراث، في إنعاش فنون السرد الشفهي ورد الاعتبار للحكواتي، من خلال نافذة ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته الخامسة عشرة. } ما الدور الذي يلعبه ملتقى الشارقة الدولي للراوي في الحفاظ على ميراث الكنوز البشرية؟ تولي الشارقة اهتماماً بالغاً بالثقافة العربية وبالتراث الثقافي عامة، وهذا ينبع من حرص حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، على رعاية الثقافة، واهتمامه الواعي بنشرها وتعزيز مكانتها، إذ كانت الشارقة سباقة في منطقة الخليج، وأنشأت صرحاً يهتم بالتراث الثقافي المادي وغير المادي وهو معهد الشارقة للتراث ويقوم عليه مثقف عربي مؤمن بأهميته وهو عبدالعزيز المسلم. والملتقى، يوفر مظلة لرواة التراث من بلدان العالم، يؤدون فيها فنونهم إيماناً بأهميته، كما يضرب مثلاً في رعاية الكنوز البشرية الحية. } ما الهدف من وراء مشاركتكم في الملتقى؟ نشر الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي عامة والفنون الإبداعية الشفهية على وجه الخصوص، وتراثنا الثقافي جدير بأن يحظى برعاية واهتمام، نظراً لما يحويه من قيّم وعراقة وأصالة تُرسخ الْهُوِيَّةُ الوطنية العربية، وتحفظ التماسك بين أفراد الوطن الواحد. وباعتباري متخصصاً في الأدب الشعبي (التقاليد الشفهية)، أدرك مقدرة التراث الثقافي على إحداث تنمية مستدامة اقتصادية وثقافية، متى ما أوليناه عنايتنا، فنحن نراه يُستغَل ويُسرَق ويُعاد إلينا مرة أخرى في أشكال جديدة، لأننا قصرنا في حمايته. } ما النشاطات التي شاركتم بها؟ أشارك في ندوة فكرية بعنوان دور الراوي في نقل السرد العربي القديم، وأركز فيها على محورين، هما: الراوي حلقة الوصل بين المتلقي والعالم الحكائي، وأمثلة ونماذج. } ما طبيعة المواضيع والقضايا التي تناقشونها؟ ستكون مشاركتي تحت عنوان أنماط رواة القصص الشعبي، وأسعى خلالها لوضع تصور تصنيفي لرواة القصص الشعبي، بالاعتماد على توثيق علمي ميداني. وستحاول مشاركتي الإجابة عن تساؤلات عدة، أبرزها: كيف يمكن أن يُنمى الموروث القصصي ويُرعى رواته، وكيفية التلقّي. } برأيك، ما الخطوات التي يترتب اتخاذها للحفاظ على الفنون الشفوية؟ يجب توثيق إبداعنا الشعبي الشفهي توثيقاً علمياً، وصونه في أرشيفات علمية، ودراسته للإفادة منه في الدرس العلمي، كما يمكنه أن يكون مصدراً يستسقي منه المبدعون في الفنون المختلفة كالسنيما والمسرح والرواية، لضمان المحافظة عليه. كما يجب البدء بتوثيق الحكايات الشفهية من رواتها خصوصاً أن معظمها لم يعد يُحكى، ثم توثيق ما هو يُمارس الآن من سير شعبية، ومواويل قصصية، وقصص خيال الظل والأراجوز، وغيرها. كما يمكن إعداد ملفات تقدم لليونيسكو للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للقصص الشعبي باعتبارها إبداعاً عربياً، والتصدي لمن يعبث به، فضلاً عن توفير حياة كريمة للرواة ورعايتهم، وتشجيعهم على نقل موروثهم لغيرهم، لضمان استمراريته. } وما المبادرات والبرامج، التي تقترحونها لإثارة اهتمام الشباب والصغار بفن الرواية؟ تمكين الرواة من إعداد ورش لطلاب المدارس والجامعات، وقص ما يحملونه من موروث، ودمج القصص الشعبية في المقررات التعليمية على أيدي خبراء التراث الثقافي غير المادي والتربية، فضلاً عن توفير مجموعات قصصية مطبوعة بشكل جذاب ومدعمة بالصور المعبرة عن الحكايات للشباب والأطفال. } هل تحافظ التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على فنون السرد الشفوي أم تضرها؟ وسائل التواصل الاجتماعي همشت دور الاتصال الشفاهي المباشر، حتى داخل الأسرة الواحدة، إلا أنها يمكن أن تلعب دوراً قوياً في نقل التقاليد الشفهية والقصص، وربطها بالواقع المعيش لأن هذا سيرسخها في ذهن القارئ.
مشاركة :