ستيفان غاريلي: الإمارات تحتل مراتب متقدمة في التنافسية العالمية

  • 10/1/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة في قصر البطين في أبوظبي مساء أمس محاضرة بعنوان المشهد التنافسي العالمي سنة 2015 وما بعدها، متقلب ولكنه قابل للتنبؤ القاها البروفسور ستيفان غاريلي مؤسس مركز التنافسية العالمية بمعهد التنمية الإدارية في لوزان بسويسرا. شهد المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للاعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين واعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة. في البداية عبر المحاضر عن شكره على كرم الضيافة، مشيداً بمستوى التطور الذي حدث في الإمارات، مشيراً إلى أنه لمس فرقاً كبيراً بين زيارته الأولى للدولة في العام 1978 وزيارته الحالية وما حققته الإمارات من تنافسية عالمية، مؤكداً أهمية المكانة العالمية التي احتلتها الإمارات في مجال التنافسية العالمية وهي الترتيب 12 عالمياً والثالثة في مجال الكفاءة الحكومية وهي نتائج مهمة ومشجعة على المضي قدماً في تحقيق المزيد. وابدى اعجابه الشديد بالدور الذي تقوم به الإمارات في مجال تحقيق مراتب متقدمة في التنافسية من خلال فتح آفاق اوسع للابتكار والابداع وعدم معرفة المستحيل والسعي الدائم إلى تحقيق الانجازات والتغلب على الصعوبات مهما بلغ حجمها. وقال إن الإمارات ستبقى في مراتب متقدمة في مجال التنافسية العالمية لأن الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا يقود للمستقبل الصحيح، وهذا ما تطبقه الإمارات مشيداً في ذلك بدور القيادة الرشيدة وتطبيق انظمة ابداعية والحرص على التنمية المستدامة واكد ان الإمارات وضعها جيد في السوق العالمي وانه تتوفر في الإمارات فرص كبيرة للتقدم وتحقيق مزيد من النجاحات، موضحاً ان الاقتصاد العالمي ليس بالسوء الذي يبدو عليه عالمياً. وأشاد بدور الإمارات الناجح في شتى المجالات، مشيراً إلى أن الإمارات تمتاز بكفاءة عالية في إدارة المدن وبالتالي ستكون قادرة على الزيادة المتوقعة والطبيعية في اعداد السكان في المدن والتوسعات التي ستشهدها عالمياً، مشيراً إلى أنه عالمياً في العام 2030 فان 60% من السكان سيعيشون في المدن وبالتالي ستشهد المدن توسعات كبيرة ما يتطلب كفاءة عالية في إدارة المدن وهو ما تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أشاد المحاضر بسياسة الإمارات في التعليم والتدريب المهني وتجربة كليات التقنية العليا، مؤكداً انه في محاضراته في العالم عن التنافسية العالمية يتحدث عن سياسة تجربة الإمارات في انشاء كليات التقنية وفي التدريب المهني كتجربة ناجحة. مرحلة غير مسبوقة من التقلب للمشهد التنافسي وقال المحاضر: يمر المشهد التنافسي العالمي بمرحلة غير مسبوقة من التقلب تتسم ببطء النمو وعدم الاستقرار المالي والنقدي والسعري، فعلى سبيل المثال نسبة النمو في أوروبا 1.5% بينما هناك انخفاض في معدل النمو في روسيا، وزيادة في امريكا بنسبة 2,7%، بينما يوجد كساد في امريكا اللاتينية واسيا بما فيها اليابان، في المقابل وصل معدل النمو في الصين والهند الى 7%، ورغم أن الاقتصاد العالمي لا يزال يحمل صبغة عالمية إلا أنه يشهد وبشكل متنامٍ الكثير من التمزق وانعدام التزامن، لكن هذا التقلب لا يعني عدم القدرة على التنبؤ، فهناك بعض القضايا الرئيسية التي لابد أن تستمر في صياغة المشهد التنافسي، موضحاً ان 50% من سكان العالم يعيشون في دول ومناطق ذات اقتصاديات ناشئة، وان هناك نحو 100 مليار دولار تغادر هذه المناطق. واضاف: منذ الكساد الكبير في العام 2008 وحتى الآن لم يتعاف الاقتصاد العالمي بصورة كاملة، ويبدو أنه بات يصارع حالة من الركود الكبير. وفضلاً عن ذلك، يتميز الاقتصاد العالمي بأنه غني بالسيولة وفقير استثمارياً. فقد أغرقت البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان السوق بالسيولة التي وجدت طريقها إلى أسواق المال وموازنات الشركات، فعلى سبيل المثال، تمتلك شركة آبل اليوم سيولة بمقدار 158 مليار دولار، ولكن مستويات الاستثمار لا تزال ذاتها منذ سنة 2008، ونتيجة لهذا الفائض في السيولة والعجز في الفرص التجارية، هبطت معدلات الفائدة هبوطاً حاداً ومن المرجح أن تظل منخفضة لبعض الوقت، رافق ذلك ثبات في معدلات النمو، وعلينا ان نتأقلم مع هذا الوضع، ونتحدث مثلاً عن 4500 مليار دولار حجم الاستثمارات في أمريكا واليابان، وهناك ضعف في التنافسية في بعض المناطق، كما توجد عوائق محلية كثيرة في هذه المناطق منها ان الأموال تذهب من الاقتصاديات المتقدمة. واوضح أنه خلال الاسابيع القليلة الماضية السعودية طرحت اصدارات جديدة لانها بحاجة إلى النقد، والصناديق السيادية في قطر خسرت نحو 50 مليار دولار بسبب خسائر الاسهم. واوضح أن حاجة غالبية الحكومات إلى المال لسد العجز في ميزانياتها ستستمر، كما سيزداد ضغط الضرائب، ووفقاً لتقديرات الحكومة الأمريكية فإن 42% من أرباح الشركات الأمريكية في الخارج لا تعود إلى أمريكا وتقدر بنحو 200 مليار دولار بسبب ارتفاع الضرائب، وان ارباح 50 شركة والتي تقدر بنحو 50 مليار دولار تبقى خارج أمريكا. واشار إلى أن رفع الفائدة سيزيد من حجم المشكلة وفشل العديد من الشركات، وبالتالي كان الافضل تأجيل اتخاذ قرار في هذا الشأن. وأكد ان عملة الصين وهي ايوان ستصبح عملة اساسية في العالم اجلاً أم عاجلاً، مشيراً إلى أن 890 تريليون دولار من الثروات الموجودة في هونغ كونج وسنغافورة لديها ثروات اف شور. الدين الحكومي وتطرق إلى الدين الحكومي العالمي، مشيراً إلى أنه في فرنسا وصل حجم الدين الحكومي إلى 2000 مليار دولار، وفي أمريكا 18 ألف مليار دولار، كذلك ألمانيا عليها دين، وبعض المناطق في الصين وصل فيها مقدار الدين إلى 3 تريليونات دولار، ذلك مستوى الدين الحكومي في دول عديدة مرتفع، وكذلك الشركات عليها دين وصل إلى 2000 مليار دولار، ووصل حجم الدين العالمي إلى 9,2 تريليون دولار منها نحو 4 تريليونات دولار في شركات في الاقتصاديات الناشئة. واوضح البروفيسور ستيفان غاريلي ان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تجري إصلاحات كبيرة على النظام الضريبي الدولي استناداً إلى الشفافية والمساءلة، ومن الأهداف الرئيسة المنشودة إلزام الشركات بدفع ضرائب على عائداتها بغض النظر عن مكان تسجيل تلك الشركات، وقد بدأت أمازون وستاربكس بالتجاوب مع ذلك. ضرورة اعادة رسملة البنوك واكد ان العالم بحاجة إلى الاستثمار ويجب اعادة رسملة البنوك، وعلى البنوك ان تدفع بالأموال في السوق، لأن الاقتصاد العالمي سيواجه مشكلة، مشيراً إلى انه على سبيل المثال هناك نحو 76 مليار دولار موجودة في المؤسسات الظلية التابعة للبنوك. وتحدث عن دور الشركات العائلية، مشيراً إلى أن 19 إلى 25% من نسبة الشركات العائلية في أمريكا، وان 37% من 15 ألف شركة عالمياً هي شركات عائلية. وقال: لكن ثمة الكثير من الأخبار الطيبة، أولاً وقبل كل شيء، تزداد قاعدة الاقتصاد العالمي اتساعاً، ويزداد عدد اللاعبين الجدد والعلامات التجارية في الاقتصادات الصاعدة حيث لم تعد لديهم خشية من الهجوم على الأسواق العالمية، وتظهر فرص جديدة في مناطق مثل إفريقيا والتي سيبلغ عدد سكانها 2,391 نسمة في سنة 2050، وحيث سيزيد عدد سكان نيجيريا على عدد سكان الولايات المتحدة، وسيزيد عدد سكان آسيا مليارا في العام 2050، وستنشأ نماذج أعمال جديدة بفعل نشوء قطاعات أعمال جديدة (مثل شريحة الأقل فقراً في العالم النامي، والجيل الفضي في الاقتصادات المتقدمة، والطبقة الوسطى في شتى أنحاء العالم)، وسيتغير أسلوب عمل الشركات وكيفية تواصلها مع العملاء بتأثير النمو المستدام والتكنولوجيا الجديدة مثل الأتمتة وإنترنت الأشياء. الحاجة لموارد إضافية وتطرق إلى موضوع الطاقة وتأثير انخفاض سعر النفط، مؤكداً ان أهمية الطاقة والسلع ستظل حاسمة رغم الهبوط الحالي للأسعار، لو كان الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الصين مساوياً لنظيره في كوريا الجنوبية، فإن حجم اقتصادها سيوازي حجم الاقتصاد الأمريكي والأوروبي مجتمعين، وحتى الآن تبلغ حصة الصين من الاستهلاك العالمي لغالبية المعادن 45 إلى 55%، وسيحتاج العالم لموارد إضافية لجميع أنواع السلع، من المواد الخام وحتى المواد الغذائية، ورغم وفرة مصادر الطاقة، إلا أن كلفة الإنتاج الجديد في ازدياد مستمر، وفضلاً عن ذلك لا ترغب الكثير من الاقتصادات المتقدمة في استغلال مواردها الكامنة (مثل النفط والغاز الصخريين) لأسباب بيئية، حيث تكرر التساؤل نفسه: نمتلك هذه الموارد، ولكن هل نريدها الآن ؟، فمثلاً فرنسا لديها اكبر احتياطي من الصخر النفطي. المحاضر في سطور المحاضر البروفيسور ستيفان غاريلي استاذ محاضر بمعهد التنمية الإدارية في كلية إدارة الاعمال في لوزان بسويسرا واستاذ بجامعة لوزان، وعضو في عدد من المعاهد مثل جمعية الصيد لادارة المؤسسات وعمل لمدة 12 عاماً بصفة مستشار دائم أول للادارة الأوروبية بشركة هيوليت باكرد وعضو سابق في المجلس الدستوري لولاية فاود السويسرية، وعضو اللجنة الاستشارية لاتحاد اصحاب الأعمال التايلندي. جرأة عالم التنافسية اكد ستيفان غاريلي أن جرأة عالم التنافسية الجديد تتطلب منا أن نغير مواقفنا، فالذين يتمتعون بأعلى مستويات الكفاءة ليسوا بالضرورة هم الأكثر تنافسية، وموقفنا حيال الأمور هو العامل الحاسم، والأزمات هي فترات تكشف مدى قوة الشخصية، فليس المهم فقط هو أن نكون ماهرين في ما نفعله بل يجب أيضاً أن نمتلك خصائص التميز، فالرابحون يجب أن يكونوا أقدر على التعامل مع التقلبات والمصاعب، ويجب أن يتمتعوا بالطموح من أجل مؤسستهم ومن أجل أنفسهم، و95% من التنافسية تاتي من الإدارة الجيدة. واضاف : ستشكل المرونة والقدرة على التكيف السريع مع التغيير أهدافاً رئيسية، وبالتالي فإن مفتاح النجاح يتمثل في ثلاثة مستويات للتميز الإداري: الكفاءة والتغيير والتعقيد، وإلى جانب ذلك، يتوجب على الشركات تحفيز الفكر الإبداعي لدى موظفيها لخلق حس المبادرة والالتزام في نفوسهم، وكما قال آلبرت أنشتاين: المنطق سيقودك من النقطة أ إلى النقطة ب ولكن المخيلة الإبداعية ستقودك إلى كل مكان. التقشف ليس الحلوالانفاق من اجل استثمار افضل يعالج المشكلة أكد المحاضر ستيفان غاريلي رداً على اسئلة الحضور في نهاية المحاضرة ان اجراءات التقشف ليست الحل، ورأينا ذلك في أوروبا وحالياً توجد أزمة في أوروبا بدأت منذ بضعة شهور نتيجة ذلك، وعلينا ان نتفهم أهمية الانفاق، في الوقت ذاته يجب ان تكون الأسر حذرة في موضوع الانفاق بحيث يكون من أجل استثمار افضل، مضيفاً أمريكا خرجت من المشكلة لأنها قبلت بموضوع الانفاق. واوضح أن علينا الا نخلط بين الكفاءة والتغيير، مشيراً إلى أن 95% من التنافسية تكمن في القدرة على توصيل ما تم تحقيقه، وفي الوقت ذاته نحتاج عالمياً إلى التغير للافضل والى قيادة ناجحة والى معرفة الاتجاه الصحيح. وقال إن القوانين الزائدة والرقابة قد تؤدي إلى الابطاء لذلك لا بد من تبسيط التشريعات وترتيبها محذراً من فقاعة العقارات التي حدثت قبل سنوات في العالم نتيجة التوجه العشوائي للاستثمار في العقار داعياً إلى أهمية الاستثمار بشكل صحيح، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال تنفق أموال طائلة على الالعاب الأولمبية، ولكن ما هو العائد، كذلك تنفق ملايين على انشاء الملاعب في البرازيل وما هو العائد. 7 محاور ركز المحاضر على سبعة محاور في محاضرته هي نشوء وضع طبيعي جديد يتمثل في تعافي الاقتصاد في الولايات المتحدة وبطء النمو في الدول الأخرى، فما الذي يترتب على ذلك؟ واين توجد الاقتصاديات الصاعدة الأقل تقلباً وذات الامكانيات الهائلة؟ وصعود شركات عالمية جديدة في كل مكان، وازدهار علامات تجارية جديدة ضمن الاقتصاديات الصاعدة، وتغير سلوك المستهلكين من الشراء بدافع الاحتياج إلى الشراء من أجل الامتلاك، وهل باتت كل الاسواق مشبعة؟ وتحسن حالة الفقراء من 2 10 دولارات يومياً البالغ عددهم 2,8 مليار نسمه، والحاجة إلى نموذج اعمال جديد، وتكلفة الطاقة في الولايات المتحدة واليابان اقل بمعدل النصف من باقي الدول، فما تأثير ذلك على التنافسية؟ وما المهارات اللازمة لامتلاك عقلية تنافسية، لا سيما وان الاشخاص الاكفاء ليسوا بالضرورة تنفسيين؟

مشاركة :