كان هذا الشارع مضيئا اضاءة جذابة للزوار وصاخبا بالبهجة والحركة وبه من المقاهي والمطاعم والكافتيريات اماكن اكتسبت اسماؤها شهرة كبيرة ومنها الكورسال وسان جيمس ومقهى سفنكس وغيرها. وكما كان اصحاب المهن والحرف حريصون على التجمع في اسواق معا كالصاغة والنحاسين والعطارين فقد كان شارع عماد الدين اكثر واكبر مكان لتجمع الفنون.. ففيه غنى محمد عبدالوهاب وام كلثوم، واضاء مسرح رمسيس ليوسف وهبي ومسرح الريحاني، والمسرح الغنائي للفنانة ملك، ومسرح علي الكسار ومسرح جورج ابيض. لهذا الشارع الاثير على روحه كثيرا اذ يؤكد ان شارع عماد الدين كان دائما مضيئا ومزدحما وفي مقاهيه دارت حوارات واجتمعت خواطر ونشأت الكثير من خيوط الابداع. وهناك في هذا الشارع يلتقي كل من حمدي غيث ويوسف ادريس وبليغ حمدي وعبدالمنعم مدبولي ونعمان عاشور وعبدالرحمن الشرقاوي وعبدالرحمن الخميسي.. الخ. ومن المؤسف ما اصاب هذا الشارع من ذبول ووحشة وغرابة.. فالشوارع والاحياء يصيبها مثلما يصيب الناس من النضارة ومن الذبول ومن الصحة والاعياء ومن الاشراق ومن العبوس.. فهذا الشارع يشكو اليوم الى المحافظة ويشكو الى وزارة الثقافة ويشكو الى سلطات الحي ما يعانيه من اوجاع وامراض وما يتعرض له من الاهمال واللامبالة من انطفاء انواره.. ويقدم مع شكواه وثائق استحقاقه واستحقاق اهل القاهرة وزوارها وضيوفها ان يستعيد الشارع نضارته واشراقه واضوءه وتألقه ودور المسرح والسينما والغناء ومظاهر النجاح. عدة شخصيات فنية شهيرة نشأت في اجواء هذا الشارع منهم مثلا الممثل والفنان «نجيب الريحاني» حيث يذكر ان تراث الريحاني كله عالي القيمة رفيع المستوى بسبب ما كان لهذا الفنان من مواهب في التمثيل وعبقرية في الحضور المسرحي والسينمائي فقد كان الريحاني وكما يصف اهل الغرب نجومهم كان نجما فريدا.