دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، إلى استراتيجية دولية شاملة تستهدف الأسباب الجذرية للأيديولوجية المتطرفة، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب والتطرف هي حربنا جميعاً، نخوضها دفاعاً عن قيمنا الإنسانية ضد الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن شعوبنا ومستقبل أبنائنا. وشارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في أعمال القمة التي ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما بمقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك حول التصدي للتطرف العنيف، بمشاركة رؤساء ووزراء خارجية عدد من الدول الأعضاء المشاركين في أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد سموه إدراك دولة الإمارات حجم التهديد الخطر الذي يشكله التطرف على المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن الأيديولوجيات المتطرفة عادة ما تسعى إلى تسميم أفكار الشباب وتقسيم المجتمعات وتحريف الدين الإسلامي بما يخدم أجنداتها. وتعهّد سموه في كلمة خلال القمة باستمرار التزام دولة الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف سواء عبر الوسائل الإلكترونية أو غيرها من الوسائل. وأشار إلى أن هذه الأيديولوجية المتطرفة عادة ما تؤسس الدعائم للإرهاب، داعياً إلى ضرورة التصدي لهاتين الظاهرتين عبر استراتيجية دولية شاملة تستهدف الأسباب الجذرية للأيديولوجية المتطرفة. وقال سموه إن عمليات القتل المنهجي التي ينفذها داعش ضد المدنيين الأبرياء وإبادة الأقليات الدينية والسبي والاغتصاب الجماعي للنساء والتدمير المتعمد للتراث التاريخي، تشكل صدمة لم يسبق لها مثيل في عالمنا المعاصر لضمير إنسانيتنا المشتركة. وأضاف سموه أن الحرب على الإرهاب والتطرف هي حربنا جميعاً، نخوضها دفاعاً عن قيمنا الإنسانية ضد الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن شعوبنا ومستقبل أبنائنا. وأوضح سموه أن دولة الإمارات تلحظ المؤشرات الإيجابية والتقدم الذي يحققه التحالف الدولي في عملياته ضد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن دحر هذا التيار المتطرف يتطلب جهوداً دولية مكثفة للقضاء عليه وعلى بؤر الإرهاب والضلال التي تستخدمها الجماعات التكفيرية كملاذ آمن بما في ذلك معسكرات التدريب، خصوصاً في العراق وسورية. وشدد سموه على أن حل الأزمة في سورية لا يكمن في أي تواصل مع المسؤولين عن الفوضى والدمار، وإنما في تكثيف الحملات ضد داعش وأيضاً في مواصلة الضغط والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عاجل يتماشى مع مبادئ جنيف 1. كما جدد سموه دعم دولة الإمارات للجهود التي يبذلها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتحقيق المصالحة الوطنية بين المكونات المختلفة للشعب العراقي وإصلاح مؤسساته. وقال سموه إنه يتعين اتخاذ مزيد من التدابير الجريئة بهدف استعادة ثقة المكون السني في النظام السياسي والبناء على ذلك من خلال إنشاء جبهة وطنية موحدة ضد داعش، مبدياً سموه في هذا الصدد استعداد دولة الإمارات لتقديم الدعم في الجهود التي تصب في هذا الاتجاه. وأضاف سموه أنه لا يخفى أن الفشل في إحراز تقدم في العراق وسورية سيتسبب في استمرار نيران الصراع فيهما، وامتداد خطرها إلى المنطقة، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين وانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطال مختلف دول العالم. ونوه سموه بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لعمليات التحالف الدولي عسكرياً وعبر مكافحة قنوات تمويل داعش والجماعات الإرهابية، مضيفاً أن دولة الإمارات تشارك مجموعة العمل المعنية بتحقيق الاستقرار ومجموعة العمل المعنية بالتواصل الاستراتيجي. وأشار إلى استغلال داعش لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفكر المتطرف والتجنيد، ما مكن التنظيم من الانتشار والنمو المتسارع. وبيّن أن من هذا المنطلق قامت دولة الإمارات والولايات المتحدة خلال شهر يوليو الماضي بإطلاق مركز صواب الذي يهدف إلى رصد وتحليل خطاب داعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي له، وتقديم رؤية إيجابية ومعتدلة لمستقبل المنطقة. وأضاف سموه أن هذا المركز أطلق، منذ أيام، ثانية حملاته الإلكترونية التي تلقي الضوء على الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، مؤكداً أن دولة الإمارات قامت بالتنسيق المسبق مع شركائها في التحالف وعدد من الشخصيات المؤثرة قبل إطلاق هذه الحملة كي تنشر رسائلها عبر شبكات متعددة ومتنوعة. وأوضح سموه أنه باستخدام هاشتاج أكاذيب_داعش_تفضح باتت رسائل دولة الإمارات تتصدر قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في كل من دولة الإمارات والسعودية ومصر. وكشف أن مركز صواب يخطط لتوسعة إطار عمله عبر وسائل تواصل اجتماعية أخرى ليصل إلى مجموعات وفئات جديدة. وأكد سموه أن دولة الإمارات كانت ولاتزال تدعو للدفع قدماً إلى أجندة الاعتدال في المنطقة. وقال نحن نؤمن بأن التسامح والانفتاح والحكم الرشيد تشكل القيم الأساسية والمشتركة التي ترتكز عليها الثقافات والأديان المختلفة.
مشاركة :