شارك سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في أعمال القمة التي ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقر منظمة الأمم المتحدة حول التصدي للتطرف العنيف التي أبان فيها موقف الدولة الداعي إلى استراتيجية دولية شاملة تستهدف جذور التطرّف، وشدّد على أنّ الأيديولوجيات المتطرفة عادة ما تسعى إلى تسميم أفكار الشباب وتقسيم المجتمعات وتحريف الدين الإسلامي بما يخدم أجنداتها، وجدّد التزام دولة الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف. وأكد سمو الشيخ عبد الله، خلال القمة التي شارك فيها رؤساء ووزراء خارجية عدد من الدول المشاركة في أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة (بغياب روسيا التي رفضت المشاركة وعدم دعوة إيران)، إدراك دولة الإمارات حجم التهديد الخطر الذي يشكّله التطرف على المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن الأيديولوجيات المتطرفة عادة ما تسعى إلى تسميم أفكار الشباب وتقسيم المجتمعات وتحريف الدين الإسلامي بما يخدم أجنداتها. وتعهد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في كلمة له خلال القمة، باستمرار التزام دولة الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف، سواء عبر الوسائل الإلكترونية أو غيرها من الوسائل. ونوه بأن هذه الأيديولوجية المتطرفة عادة ما تؤسس الدعائم للإرهاب، داعياً إلى ضرورة التصدي لهاتين الظاهرتين عبر استراتيجية دولية شاملة تستهدف الأسباب الجذرية للأيديولوجية المتطرفة. وقال سموه إن عمليات القتل المنهجي التي ينفذها تنظيم داعش ضد المدنيين الأبرياء وإبادة الأقليات الدينية والسبي والاغتصاب الجماعي للنساء والتدمير المتعمد للتراث التاريخي تشكّل صدمة لم يسبق لها مثيل في عالمنا المعاصر لضمير إنسانيتنا المشتركة. وأضاف سموه أن الحرب على الإرهاب والتطرف هي حربنا جميعاً.. نخوضها دفاعاً عن قيمنا الإنسانية ضد الجماعات الإرهابية التي تستهدف أمن شعوبنا ومستقبل أبنائنا. ونوه وزير الخارجية بأن دولة الإمارات تلحظ المؤشرات الإيجابية والتقدم الذي يحققه التحالف الدولي في عملياته ضد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن دحر هذا التيار المتطرف يتطلب جهوداً دولية مكثفة، للقضاء عليه وعلى بؤر الإرهاب والضلال التي تستخدمها الجماعات التكفيرية ملاذاً آمناً، بما في ذلك معسكرات التدريب، خاصة في العراق وسوريا. حل سوري وفي هذا الصدد، شدد سموه على أن حل الأزمة في سوريا لا يكمن في أي تواصل مع المسؤولين عن الفوضى والدمار، وإنما في تكثيف الحملات ضد داعش، وأيضاً في مواصلة الضغط والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عاجل يتماشى مع مبادئ جنيف 1. دعم إماراتي لعمليات التحالف ونوه سموه بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لعمليات التحالف الدولي عسكرياً وعبر مكافحة قنوات تمويل داعش والجماعات الإرهابية، مضيفاً أن دولة الإمارات تشارك مجموعة العمل المعنية بتحقيق الاستقرار ومجموعة العمل المعنية بالتواصل الاستراتيجي. وقال: اسمحوا لي هنا أن أركز على مساهماتنا في التصدي لخطاب داعش الإرهابي، وأن أضيف على ما ذكره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.. لقد شهدنا استغلال داعش وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفكر المتطرف والتجنيد، ما مكّن التنظيم من الانتشار والنمو المتسارع. وبيّن أن من هذا المنطلق أطلقت دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، خلال شهر يوليو الماضي، مركز صواب الذي يهدف إلى رصد وتحليل خطاب داعش، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي له، وتقديم رؤية إيجابية ومعتدلة لمستقبل المنطقة. وأضاف: برغم أنه لا يزال أمامنا شوط طويل في هذا المجال، فإن النتائج الأولية مشجعة للغاية. وخلال شهر أغسطس الماضي أطلق المركز حملته الإلكترونية الأولى التي ركزت على المنشقين عن تنظيم داعش ولاقت نجاحاً متميزاً وردوداً إيجابية كبيرة. وأشار إلى أن هذا المركز أطلق منذ أيام عدة ثانية حملاته الإلكترونية التي تلقي الضوء على الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، مضيفا أن دولة الإمارات قامت بالتنسيق المسبق مع شركائها في التحالف وعدد من الشخصيات المؤثرة قبل إطلاق هذه الحملة كي تنشر رسائلها عبر شبكات متعددة ومتنوعة. وأوضح سموه أنه باستخدام هاشتاغ أكاذيب_داعش_تفضح باتت رسائل دولة الإمارات تتصدر قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية. وكشف أن مركز صواب يخطط لتوسعة إطار عمله عبر وسائل تواصل اجتماعية أخرى، ليصل إلى مجموعات وفئات جديدة. وقال: إنه برغم وجود بعض المؤشرات المبدئية التي تدل على تراجع نشاط داعش على تويتر، فإننا ندرك أن هذا الصراع الطويل يتطلب تفاعلاً وتواصلاً مستمراً من حكوماتنا وشعوبنا. دفعٌ لأجندة الاعتدال وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات كانت ولا تزال تدعو إلى الدفع قدماً إلى أجندة الاعتدال في المنطقة. وقال: نحن نؤمن بأن التسامح والانفتاح والحكم الرشيد تشكّل القيم الأساسية والمشتركة التي ترتكز عليها الثقافات والأديان المختلفة. وأعرب عن أمله في نقل هذه الرؤى والقيم من خلال مركز صواب، والمبادرات الأخرى للإسهام في إنقاذ جيل يشعر بتخلي المجتمع الدولي عنه، وبالإحباط إزاء قلة الفرص المتاحة له، ما جعله فريسة سهلة للأيديولوجيات المتطرفة. وجدد سموه، في ختام كلمته، التزام دولة الإمارات بدورها في التصدي لخطاب التطرف، سواء عبر الوسائل الإلكترونية أو غيرها من الوسائل الأخرى، وأعرب عن ثقته بأن رسالتنا ورؤيتنا المشتركة هي التي ستنتصر في النهاية على ضلال داعش ووحشيته.
مشاركة :