بعيداً عن عالم الأرقام والتدقيق والتحليل، وما فيه من تحديات وضغوط، وجدت أحلام السويدي «مديرة مالية بإحدى الهيئات الحكومية» في عالم الزهور بيئة تفصلها تماماً عن إيقاع العمل اليومي، الذي اعتادت عليه، لتجد فيه مساحة للإبداع والابتكار وترجمة الكثير من المشاعر المرهفة والمبهجة عبر أكاليل زاهية من الزهور المنسجمة بشكل فني منسق وباهر، يذوب عندها الجليد، ويتدفق من خلالها نهر الحب والود من جديد. أحلام السويدي قالت إن هناك الكثير من المجالات الفنية، التي تجعلنا نبحث عن ذاتنا وشغفنا، وأن نعمل ونعطي فيه بمتعة وحب أكثر، وبالرغم من طبيعة عملي التي تتطلب دقة وتركيزاً، في حساب الأرقام ووضع الميزانية وإدارتها والتعامل بحزم، فلم يكن العمل في مجال الزهور، إلا رحلة وجدت فيها ذاتي وشغفي، الذي لطالما بحثت عنه، ووجدت فيه محطة للاسترخاء والهدوء واستعادة التوازن لنفسي، بعد يوم عمل شاق، لتشكل بألوانها مزيجاً من الجمال. حول بدايتها مع تنسيق الزهور لفتت السويدي، إلى أن توجهها لهذا الفن لم يأت مصادفة فلطالما عشقت الأعمال اليدوية، والفنون بشكل عام، منها عزف الموسيقى، والرسم، وكثيراً ما كانت تلجأ إليها طلباً للراحة والهدوء، وتحقيق الرضا النفسي، موضحة أن تنسيق الزهور فن، يتعلمه منسق الزهور، خلال التعامل مع الأشياء من حوله، فالفنان لا بد أن يمتلك نظرة عميقه تستكشف الجمال من حوله، أو الأفكار التي يمكن أن يعيد بها تشكيل الأشياء، لتخرج تحفة فنية بديعة. وتضيف: عندما يمتلك الفرد الذائقة الفنية، فالأمر يتطلب منه توجيه هذا الذوق نحو فن معين، مثل تنسيق الزهور مثلاً، وهذا ما شرعت به، حيث خضعت لدورات وورش تدريبية على يد خبراء محترفين في تنسيق الزهور، بالإضافة إلى البحث والاطلاع على الكتب المتخصصة في مجال الزهور وأنواعها ومسمياتها، وكيف يمكن تنسيقها وانسجامها مع بعض البعض وبما يلائم طبيعة المناسبة، كما أضع في الاعتبار مراعاة ذوق الزبون حتى إن اختلف مع ذوقي الشخصي. أحلام السويدي أوضحت أن ما يجعلها تبدع وتبتكر عند التنسيق، هو رد الفعل الإيجابي الذي يظهر جلياً على الزبائن، وكلمات الإطراء التي تسمعها، فهذا بحد ذاته دافع للمضي قدماً، حتى تحقق هدفها لتكون علامتها التجارية اسماً بارزاً بين المشاريع الأخرى، وهذا يتطلب جهداً أكبر وسعياً مستمراً، فالمشاريع أياً كانت بحاجة إلى الاحتراف أولاً، ثم ممارستها ومتابعة تطورها. وتوجه رسالتها لكل شاب وشابة بضرورة استثمار القدرات واحتراف العمل، وامتلاك مهارات التسويق، وتجنب الخوف والتردد من دخول المنافسة، فالأمر لا يتطلب سوى الثقة بالنفس، ثم الانطلاق.
مشاركة :