الموقف القطري من الثورة السورية لم يتغير

  • 10/1/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مجلس التعاون الخليجي عصي على أي تفكيك الربيع العربي تعرّض لثورة مضادة هدفت لإفشاله لا يوجد عداء بيننا وبين مصر والعلاقات طبيعية ولا نتدخل بشؤونها الداخلية نيويورك - الراية: قال سعادة وزير الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية: إن الربيع العربي تعرّض لـ "ثورة مضادة" وراءها أطراف هدفت إلى إفشاله، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تخوفه من "خسارة الأخلاق الدولية" بالنسبة إلى ضحايا الشعب السوري، ومشددًا على ضرورة القيام بتحرّك دولي "بالعمل لا بالقول، سواء بجنيف١ أو بمبادرة أخرى لإنهاء الأزمة السورية". وأضاف في حديث إلى مراسلة جريدة "الحياة" اللندنية في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أي حوار خليجي إيراني يجب أن يتم على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الانتقائية في طرح الملفات، لا سيما الإقليمية المتعلقة بالأزمات في الدول العربية. وجدّد العطية التأكيد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ المتعلق باليمن، مشيرًا إلى أن دول التحالف المشاركة في الحرب، دعمًا للشرعية في اليمن "ليست من دعاة حرب"، ولا هي في وارد الاستمرار في "حرب أبدية" في اليمن. وهنا نص الحديث : > دعني أبدأ بالموضوع السوري الذي يستحوذ على مداولات الأمم المتحدة والوفود الموجودة في الجمعية العامة. نسمع بحركة من هنا وهناك ومبادرات أمريكية أو غير أمريكية، وبالطبع هناك الطرح الروسي. ماذا لديكم حول هذه المبادرات؟ وأين أنتم منها؟ - موقفنا في قطر ثابت بالنسبة إلى الموضوع منذ بداية الثورة السورية. منذ العام 2011 الشعب أراد حريته، وللأسف الناس دائمًا ينسون بداية الثورة السورية وأسبابها، هذا الشعب جوبه بالقتل. في بداية الثورة قدّمنا مبادرة كان من الممكن أن تنقذ الوضع، وتحدّثنا مع الرئيس بشار الأسد في أكثر من واقعة لنثنيه عما يقوم به ضد شعبه، وتشجيعه على القيام ببعض الإصلاحات التي كان من الممكن أن تخدم القضية. > هناك موقف روسي واضح في دعمه النظام في دمشق عسكريًا وليس فقط سياسيًا، وواضح تمسّكه ببشار الأسد في السلطة الآن كجزء لا يتجزأ لا مناص منه في الحرب على الإرهاب وفي العملية الدبلوماسية من وجهة نظر موسكو. - الموقف الروسي ليس بجديد ولم يتغير تجاه سوريا، وإن كنا نأمل من الأصدقاء في روسيا بأن يتماشى موقفهم مع موقف الشعب السوري الصديق، لأن من سيبقى صديقًا لروسيا هو الشعب السوري وليس النظام السوري الحالي. > هذا رأيهم، وهم واضحون في طروحاتهم، وقد استمعت إلى الرئيس فلاديمير بوتين في الجمعية العامة يقول إن بشار الأسد، وربما بعض الأكراد، هم الذين يحاربون وحدهم ضد "داعش"، وتحدّث عن النظام في دمشق قائلًا إن هذه الحكومة شرعية، وكان واضحًا أن لا تنازل عن ذلك. هم يقولون جنيف ولكن لا يتصرّفون وفق جنيف، فإذن أين نحن الآن من التصعيد العسكري ومن طروحات أمريكية أو أوروبية ربما تريد التعاطي مع روسيا؟ - منذ خمس سنوات والشعب السوري يقاتل على خمس جبهات، يقاتل النظام وأعوانه ومن دخل ليدعم النظام والإرهابيين، ولم تنتصر عليه هذه المجموعة ولم يتغير شيء في المواقف. والشعب السوري، كما ذكرت، قال كلمته في هذه المسألة. إذا أردنا في المجتمع الدولي، أو على الأقل إذا أرادت الدول الفاعلة أن تنقذ سوريا بالعمل وليس بالقول فقط، سواء بجنيف1 أو بمبادرة أخرى، فيجب أن تكون هناك مسلّمات لا تنحاز عنها هذه الدول، والمسلّمات هي مطالب الشعب السوري، لأن البرميل الذي يسقط على رأس امرأة وطفل وشيخ يؤدي النتيجة ذاتها التي يؤديها الإرهابي الذي يقطع الرؤوس، بالتالي نكون تركنا الشعب السوري أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما همجية النظام أو همجية الإرهاب. > دعني أقتبس أمامك ما قال فلاديمير بوتين موجهًا كلامه إلى الذين دعموا الربيع العربي والذين يدعمون المعارضة السورية المسلحة الآن، قال: "أتوجه إلى تلك الدول التي دعمت التغيير، هل تعون ماذا فعلتم؟ لا أتوقع إجابة منكم لكن الفراغ في السلطة في الشرق الأوسط أدى إلى تفشي الإرهاب والتطرف". هذا اتهام مباشر. ما ردكم عليه؟ - لديّ جواب صريح، المشكلة ليست في الربيع العربي. المشكلة في من عمل خلف الثورات المضادة للربيع العربي. شهد العالم ربيعًا أوروبيًا، الربيع كان موجودًا في كل العالم، في فرنسا والبرتغال، كل العالم شهد ربيعًا أو ثورة، المشكلة ليست في الربيع العربي، المشكلة تكمن في من قام بتغذية الثورات المضادة لإفشال الربيع العربي. > من في المعارضة السورية يتلقى الدعم منكم أنتم في قطر؟ - نحن مع مجموعة من الحلفاء، سواء تركيا أو مجموعة الحلفاء في أمريكا وفرنسا وبريطانيا. > أقصد بالسلاح ؟ - لا يوجد سلاح، الثوار لا يحتاجون إلى إمدادهم بالسلاح، الثوار يغنمون سلاحهم من النظام السوري ومن الجيش الذي أهلكه بشار الأسد. كان من الأولى، وكنا نتمنى، للجيش السوري الانحياز إلى شعبه وثورته بدلًا من أن يبقى لعبة في يد نظام بشار الأسد الذي أرهقه. > سمعنا من مسؤولين أمريكيين أن جون كيري وزير الخارجية بصدد، أو أنه يفكر في مبادرة جديدة سمعنا أن جزءًا منها أو الأساس لها أن يدعى كل من قطر وتركيا والسعودية إلى البحث في موضوع دعم المعارضة كجزء من التسوية التي في بالهم. وبالتأكيد الرئيس باراك أوباما أوضح تمامًا أنه يتحدث عن إيران كطرف معني مباشرة بسوريا وجاهز للتعامل معها. ماذا عن تلك المبادرة؟ هل تقدّموا بها نحوكم رسميًا أو على هامش اللقاءات؟ - قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا لن تألو جهدًا في إيجاد مخرج سياسي لسورية يحفظ للشعب السوري كرامته. لن نتأخر عنه. > ما هو المطلوب منكم، ماذا طلب الأمريكيون؟ - لم يطلب الأمريكيون منا، نحن والأمريكيون في موضوع سوريا أصدقاء ولدينا موقف واضح وثابت، موقفنا مبني على جنيف1، وهذا الموقف لم يتغير. > نعم، أنت تعرف أيضًا أن هناك مواقف خليجية تعارض أن يكون لإيران موقع على الطاولة، ومواقف خليجية أخرى تعارض أن تكون تركيا على طاولة المفاوضات في الموضوع السوري، كلاهما طرف في سورية، أحدهما جار مباشر والآخر له وجود ميداني عبر حزب الله وربما الحرس الثوري، لماذا تبدون وكأنكم ترحبون بالدور التركي في سوريا؟ - لا يوجد طرف خليجي أو آخر لا يرحّب بوجود الإيرانيين إلى الطاولة، لكن وجود الإيرانيين على الطاولة يجب أن يكون بشروط، لبعض الإخوة والأشقاء مخاوف مشروعة. الجلوس إلى الطاولة يتطلب أن نناقش الملفات كافة لا أن تكون جلسة انتقائية ننتقي فيها ما نريد التحدّث به وما لا نريد التحدّث به، وهذا مطلب مجلس التعاون لدول الخليج العربي، أن يكون الحوار في الملفات كافة. > ألا تخشون أن يحل "داعش" أو يملأ الفراغ؟ - لا يستطيع "داعش" أن يملأ الفراغ في سوريا إذا مكنَّا المعارضة السورية من تنفيذ برامجها لما بعد النظام وما بعد بشار الأسد. > كرئاسة لمجلس التعاون، نسمع عن الدور العُماني في الموضوع السوري. ولكن هو كما وصفه لي وزير خارجية عُمان الآن سرّي للغاية، إلى درجة أنه صيام عن الكلام - هذا التعبير استخدمه-. هل ينسّق الطرف العُماني معكم أم أنه يفعل ما يريد ثم يُبلغكم بما فعل؟ - في كل الأحوال مجلس التعاون الخليجي يتشاور بشكل مستمر، وإذا كان أخي يوسف العلوي ذكر لك بأن موقفه سرّي للغاية فكيف لي أنا أن أعلم ما هو الموقف، لكني أؤكد أن ما يتعلق بمصلحة دول مجلس التعاون الخليجي في ازدهار وتطور، مواقفنا ثابتة لا تتغير، ويحق لكل دولة في مجلس التعاون الخليجي أن يكون لها رأي مختلف في أي قضية خارجة عن المجلس، هذا حق مشروع. > أظنكم قلتم، إن لم تخني ذاكرتي، إنكم في موضوع اليمن في خط واحد مع المملكة العربية السعودية، هل ما أتذكره حقيقي؟ هل تعتقدون أنكم على وشك الانتهاء من الناحية التصعيدية العسكرية في اليمن للبدء بالضرورة بالعملية السياسية، التي هي سائرة على كل حال، وإعادة البناء، لأن هذا البلد يتدمّر والوضع فيه مأسوي أيضًا. إشرح لنا ما هو تقديركم للحرب اليمنية حاليًا، وما ستقومون به لتؤثروا في إيران لتؤثر في الحوثيين. وماذا ستفعلون إزاء علي عبد الله صالح الذي يتصرّف باستقلالية تكاد تكون هزلية. قبيلة ورجل، وأنتم مجلس التعاون خمس دول كبرى؟. - الأمور كانت إلى ما قبل سبتمبر من العام الماضي في اليمن في الطريق الصحيح، ولكن للأسف علي عبد الله صالح ومن معه غرّروا بالحوثي وجرّوه إلى هذه المعارك، الآن يوجد لدينا القرار 2216 وهو واضح ولا يحتمل اللبس، دول التحالف وضعت آلية لتنفيذ القرار وبدأت بتنفيذه وليست من دعاة الحرب. هذه الحرب فرضت بشكل أو بآخر، بعد الطلب من الحكومة اليمنية إعادة الشرعية، وفي الوقت ذاته دول التحالف ليست في وارد أن تكون هذه الحرب أبدية. > هل تدعم قطر الإخوان المسلمين بصورة مباشرة في اليمن؟ - هذه القصة القديمة المتجدّدة. قطر لا تدعم حزبًا أو تدعم أشخاصًا، قطر تدعم حكومات، وهذا ثابت، لكن إذا صدر صوت عقل من قطر فإنها تتمنى ممن يتلقى هذا الصوت أن يحلل ما هو مقصود، وإذا طلبنا بعدم تهميش فئة هنا أو هناك فلا يعني ذلك بالضرورة أن قطر تدعمهم أو لها علاقة خاصة بهم، إنما نطلب عدم التهميش، والقصد أننا نحاول حقن الدماء وأن تُستوعب هذه الفئات، حتى، لا قدر الله، لا ندفع بها إلى مجهول لا تحمد عقباه، هذه فكرة قطر عندما تتكلم. > هل هناك توتر في العلاقات بينكم وبين بعض الدول الخليجية بسبب نظرتهم بأنكم تدعمون الإخوان المسلمين في اليمن كما فعلتم في ليبيا ومصر، وفق رأيهم؟ - أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة نضج في مجلس التعاون الخليجي بأن يحترم كل منا آراء الآخر ومواقفه، ولا وجود لهذه الحساسية التي تتحدّثين عنها. > سأتحدّث سريعًا عن مصر. يبدو لي أنكم في صدد علاقة أفضل لربما بين دولة ودولة، ولكن ليس واضحًا إن كان ذلك التغيير قد تطوّر إلى علاقة أفضل بين الحكم في البلدين، أقصد بينكم كحكومة وبين الرئيس السيسي في مصر بسبب الإخوان المسلمين. - لا يوجد عداء بيننا وبين مصر، مصر دولة عربية لها مكانتها في جامعة الدول العربية، ونتمنى أن تكون مصر معافاة وبصحة، لأن صحة مصر من صحة الدول العربية، علاقاتنا مع مصر علاقات طبيعية. > لا تتحدّثون معهم بموضوع "الإخوان"، ولا هم يعاتبونكم على موضوع "الإخوان"؟ - هذا شأن داخلي لمصر، نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية. > قمتم بحل بعض المشاكل التي كانت عالقة على أي حال في الفترة الأخيرة . - كما ذكرت لك، علاقتنا طبيعية. > ألم تكن طبيعية معالي الوزير؟ - هناك فرق بين وجود حالة عداء أو أن تكون العلاقة طبيعية. لم يكن بيننا وبين مصر على الإطلاق، ولا في أي فترة من الفترات، حالة عداء، والحديث يطول إذا أردنا أن نتحدّث في هذا الموضوع، العلاقة مع مصر طبيعية. > الإيرانيون يطرحون فكرة نظام أمني إقليمي جديد يضم إيران والعراق إلى جانب مجلس التعاون الخليجي، هل تعتقد أنها محاولة لتفكيك مجلس التعاون أم أن فيها طرحًا مقبولًا قابلًا للتفعيل؟ - ثقي بأن مجلس التعاون الخليجي عصي على أي تفكيك، ونحن لم نسمع عن أي مبادرة أمنية.

مشاركة :