غزة/القدس 21 مايو 2021 (شينخوا) ساد الهدوء قطاع غزة ومحيطه بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فجر اليوم (الجمعة)، إثر 11 يوما من المواجهة الدموية بينهما ما وضع حدا لأسوأ تفجر للعنف تشهده المنطقة منذ سنوات. ولم تسجل أي حوادث توتر ميداني في قطاع غزة أو البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية له في ظل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي نتج عن وساطة من مصر بدعم إقليمي ودولي. وأعلنت لجنة تنسيق إدخال البضائع لقطاع غزة التابعة للسلطة الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية ستفتح معبر (كرم أبو سالم) التجاري اليوم لعدة ساعات لإدخال بضائع من سلع غذائية وطبية. وكان المعبر المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة تم إغلاقه منذ بدء موجة التوتر الحالية. وأعلنت مصر مساء أمس (الخميس) الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وأنها سترسل وفدين أمنيين إلى تل أبيب والأراضي الفلسطينية لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة. وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مصر أبلغت رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن وقف إطلاق النار سيبدأ عند الساعة الثانية فجر الجمعة وهو ما حدث. وفور بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار خرج آلاف من سكان قطاع غزة في تظاهرات استمرت حتى ساعات صباح اليوم ابتهاجا بـ "انتصار المقاومة الفلسطينية". واندلع التصعيد الأعنف منذ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة الأسبوع الماضي بعد توترات شهدتها مدينة القدس والمسجد الأقصى. وقتل 232 فلسطينيا بينهم 65 طفلا و39 امرأة 17 مسنًا وأصيب 1900 آخرين في مقابل مقتل 12 شخصا في إسرائيل منهم طفلين وإصابة أكثر من 300 آخرين بحسب إحصائيات رسمية. من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت) وافق على قبول المقترح المصري لوقف إطلاق النار من قبل الطرفين وبدون أية شروط. وبعد وقت قصير من صدور البيان، جدد الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة، فيما أطلق نشطاء في القطاع مزيدا من الصواريخ على جنوب إسرائيل. وفي أعقاب إعلان وقف إطلاق النار، تعرضت الحكومة الإسرائيلية إلى انتقادات واسعة من الأوساط السياسية في إسرائيل. وكتب رئيس حزب أمل جديد جدعون ساعر عبر تويتر أنه مع أفضل قوة استخباراتية وجوية في العالم، تمكن نتنياهو من انتزاع "وقف إطلاق نار غير مشروط" من حماس، مضيفا "هذا اتفاق غير ملائم". وهدد زعيم حزب الصهيونية الدينية (هتسيونوت هدتيت) بتسلائيل سموتريتش بأنه لن يدعم نتنياهو في تشكيل حكومة إذا ما تضمن الاتفاق مع حماس على أي بند يتعلق بالقدس. وكتب عبر تويتر "إذا اشتملت أي اتفاقية مبرمة مع حماس، صراحةً أو ضمناً على أي بند يتعلق بالقدس يمكنك أن تنسى تشكيل الحكومة". وقال "إذا كانت ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين بأن اتفاق وقف النار مع حماس لا تنطوي على شروط حول القدس صحيحة فأنا أتوقع في الصباح أن أرى ساحات الأقصى مفتوحة لليهود، وأي شيء آخر سيثبت للأسف أن حماس قالت الحقيقة وكذب الجهات السياسية". ووصف عضو الكنيست عن حزب الصهيونية الدينية إيتمار بن غفير اتفاق وقف إطلاق النار بأنه اتفاق "مخزي". وقال بن غفير في بيان "وقف إطلاق النار المخزي هو استسلام سيء لإرهاب وإملاءات حماس". وأضاف "هذه ليلة صعبة على دولة إسرائيل وعلى الردع الإسرائيلي".