تحليل إخباري: الخسائر الداخلية والضغوط الخارجية دفعا إسرائيل وحماس للقبول باتفاق وقف إطلاق النار

  • 5/22/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 21 مايو 2021 (شينخوا) اعتبر مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن عاملي الخسائر الداخلية والضغوط الخارجية دفعا إسرائيل من جهة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى لقبول اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن صمود التهدئة سيكون مرهونا بالسلوك الميداني على الأرض. ونجحت وساطة مصرية بدعم إقليمي ودولي في إنهاء أسوأ جولة عنف تقع منذ سنوات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل استمرت على مدار 11 يوما. وساد الهدوء قطاع غزة ومحيطه بعد أن خمدت دوي انفجارات التي ظلت تدوي على ليل نهار في القطاع وجنوب إسرائيل. ولم تسجل أي حوادث توتر ميداني في قطاع غزة أو البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية مما يعكس التزام الاطراف باتفاق وقف إطلاق النار. وجاء التصعيد الأعنف منذ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة بعد توترات شهدتها مدينة القدس والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان في أبريل الماضي وبداية الشهر الجاري. --ضغوط خارجية مكثفة ويشير المحلل السياسي أحمد رفيق عوض إلى الضغوط المكثفة التي مارستها الأطراف على كل من إسرائيل وحماس التي تسيطر على قطاع غزة، لوضع حد لجولة القتال ووقف إراقة الدماء. وأوضح عوض إن إسرائيل "واجهت ضغطا دوليا وأمريكيا شديدا فضلا عن تأثير الصمود الفلسطيني الكبير وقدرة الفصائل في غزة على إيذاء الجبهة الداخلية والاقتصاد في إسرائيل". ويعتقد أن إسرائيل "لم تتمكن من تحقيق نصر ملموس على الفصائل في غزة كما أنها لا ترغب بأن تخسر علاقتها مع دول عربية وعلى رأسها مصر عبر المضي في جولة القتال". ويضيف عوض أن الفصائل الفلسطينية تعتبر أنها حصلت على ما تريد وعلى الأغلب تلقت ضمانات من الوسطاء بشأن إعادة إعمار قطاع غزة ووقف اجراءات إسرائيل في شرق القدس. وقتل 248 فلسطينيا من بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، فيما أصيب 1948 آخرون بجراح مختلفة عدد منهم ما زال بحالة خطيرة، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. في المقابل، قتل 12 شخصا في إسرائيل بينهم طفلان وأصيب أكثر من 300 آخرين، بحسب إحصائيات رسمية بفعل إطلاق الفصائل الفلسطينية أكثر من 4 آلاف قذيفة صاروخية. --صيغة هدوء مقابل هدوء وغلبت صيغة هدوء مقابل هدوء على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فيما أعلنت مصر أنها سترسل وفدين أمنيين إلى تل أبيب والأراضي الفلسطينية لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة. ويقول المحلل السياسي من غزة عدنان أبو عامر إن إسرائيل سعت إلى إنهاء جولة القتال بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد حتى لا تمنح الفصائل الفلسطينية شرعية سياسية، بعد أن فرضت شرعيتها القتالية على الأرض. ويعتقد أبو عامر أن إسرائيل "تهربت من عدم إلزام نفسها بأي تعهدات خاصة فيما يتعلق بالقدس وخطط إخلاء السكان الفلسطينيين في الشيخ جراح والتي مثلت صاعق تفجير لجولة القتال". ويشير إلى أن إسرائيل "أبقت يدها طليقة باستهداف أي صيد ثمين في غزة أو خارجها من قادة المقاومة، متى ما سنحت الفرصة وإمكانية أن تعاود شن ضربات خاطفة تجاه أهداف عسكرية في غزة". في المقابل، يعتبر أبو عامر أن الفصائل الفلسطينية انطلقت في اتفاق وقف إطلاق النار من أن "الميدان هو الضامن والكفيل وهذا الوقف يعتبر انتكاسة للاحتلال لأنه لم يحصل على تعهد إقليمي أو دولي بتجريد غزة من سلاحها، كما تطالب في كل جولة قتال". ويرجح أن الوسطاء يحرصون على تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيكونون "معنيون أكثر من سواهم بإعادة إعمار ما دمره العدوان وبسرعة وهذا الأمر على الأغلب تم بحثه في المفاوضات". --مرحلة فاصلة في الصراع ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة أن جولة القتال الأخيرة شكلت مرحلة فاصلة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويقول أبو سعدة "نحن أمام مرحلة جديدة في ظل متغيرات جديدة أبرزها تراجع الردع الإسرائيلي وزيادة قدرة الفصائل الفلسطينية على التأثير على إسرائيل بما في ذلك عسكريا". ويضيف أن جولة القتال الأخيرة "أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة بوصفها القضية المركزية في الشرق الأوسط وأكدت أن حماس باتت لاعب أساسي ليس في الوضع الفلسطيني الداخلي بل كذلك على المستوى الإقليمي ولا يمكن تجاهلها أكثر من ذلك". ويعتقد أبو سعدة أن حماس "حصلت على قوة فعل ودفع سياسي على المسرح السياسي الفلسطيني وأثبتت أن تجاهلها لا يفيد في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي أو تحقيق الاستقرار في المنطقة". --لا رغبة بحرب مفتوحة ويؤكد المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي من الضفة الغربية عادل شديد أن إسرائيل لم ترغب بحرب مفتوحة في غزة خاصة في ظل القناعة من أن المواجهة مع الفصائل الفلسطينية لن تسفر عن تغيير جذري في الصراع. ويقول شديد "لا تستطيع اسرائيل أن تستمر إلى ما لانهاية في القتال في ظل وجود خمسة ملايين إسرائيلي في الملاجئ وأضرار كبيرة تصيب اقتصادها وتعطل المؤسسات الاستراتيجية في البلاد مثل المطار والموانئ". ويضيف أن "إسرائيل وصلت إلى قناعة أن بقاء الأمور إلى ما لا نهاية ممكن أن يؤدي إلى إعادة تجربة حرب طويلة كما حصل العام 2014 بما يحمله ذلك من تكلفة كبيرة على كافة المستويات". ويتوقع شديد من أن اتفاق وقف إطلاق النار هش وقابل للتفجير في أي لحظة "لأن كلا الطرفين رفضا الاستجابة لأي من شروط الطرف الأخير وكلاهما لم يلتزما سوى بصيغة الهدوء مقابل الهدوء". فيما اعتبر المحلل العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإلكتروني، رون بن يشاي، أن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات مثيرة للإعجاب في ضرباته على غزة، بعضها استراتيجي وبعضها الآخر تكتيكي. ويشير بن يشاي إلى أن هدم انفاق قتالية في قطاع غزة، وتلك الممتدة إلى إسرائيل، فضلا عن تدمير منظومة إنتاج وتطوير القذائف الصاروخية والطائرات بدون طيار وقطع بحرية هو إنجاز استراتيجي فعلي. ورأي بن يشاي في المقابل إلى أنه على الرغم من هذا التدمير الا انها ما زالت قابلة للاستخدام، وتسمح لحماس والجهاد بتهديد إسرائيل وإحداث توازن رعب مقابلنا". ويتابع بن يشاي "صحيح أن الردع الذي تم ترميمه سيجعل حماس والجهاد يفكران مرتين وربما ثلاث قبل أن يطلقوا باتجاه غلاف غزة قذائف صاروخية وقذائف هاون أو صواريخ مضادة للمدرعات، لكن مجرد توفر القدرات لتنفيذ ذلك يتعين على إسرائيل أن تأخذها بالحسبان عندما تواجه حماس في غزة في المستقبل".

مشاركة :