مدير شئون العضوية وجوده الحياه بجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشريه يعتقد كثير من الباحثين في علوم النفس بأن معظمالناس يستطيعون مواجهة المتغيرات والمستجدات الكبيرة بالحياة والتي عادة ما تتطلب القبول والصبر ، حيث نجدهم يتحلون بروح الشجاعة والابتكارعندما تواجههم المشاكل الحقيقية كالطلاق والأزمات المالية والابتلاء بالمرض وفقد الأحباء والأعزاء فلسبب أو لأخر يرتقون إلى مستوى الحدث ويستجمعون قواهم الداخلية ويتمسكون بالحياة ويتضرعون لله ويسألونه المساعدة. في حين تكمن المشكلة في التعامل مع المتغيرات الصغيرة والمشاحنات اليومية بين أفراد الأسرة الواحدة بالمنزل أو بين زملاء الوظيفة بمكان العمل والتي كثيراً ما تتراكم لتصل بالفرد إلى درجة الإحساس بالحزن والإحباط . والله عز وجل يتجاوز عن التوافه ويغفر اللمم (( وإن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً )) . ولو أن الناس عاشرت بعضها البعض بناءاً على هذه القاعدة الربانية من السماحة وتقاضت عن الأمور البسيطة وتحلت بقدر من المرونة في التعامل مع الآخرين ولم تصر على التعنت لتفادت الكثير من خيبات الأمل والضيقولعاشت في بحبوبة من الحياة الطيبة فكما يقول الشاعر : إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه فإذا كانت هذه القاعدة مطلوبة بين الأصدقاء للبقاء على الأواصر بينها والمحافظة عليها فإنها من باب أولى ألزم بين أفراد الأسرة الواحدة فإن ضاق الزوج أو ضاقت الزوجة بهفوة من جانب أحدهما تذكرا أن بالطرف الآخر جوانب أخرى عديدة من الصواب وإن تسبب جانب في حزنهما فإنهما فرحامن جانب آخر وهكذا . … فالأجدى والأجدر بكم أن لا تهتموا بهذه الأمور الصغيرة ولا تدعوا توافه الأشياء تسلب منكم سعادتكم ورضاكم عن حياتكم وتذكروا دوما أن معظم النار من مستصغر الشرر.
مشاركة :