لم يكن أكثر المتفائلين من محبي فريقي الحزم والفيحاء بعد هبوطهما الموسم الماضي يتوقع أن تكون عودتهما سريعاً للعب بين الكبار، لشواهد سابقة لفرق هبطت وفشلت بالعودة بالموسم الذي يليه لمشاكل مالية وفنية وانتقال نجوم وأمور أخرى، إلا أن كل هذا لم يكن عائقاً أمام إصرار وعزيمة الناديين في عدم الاستسلام لما حدث لهما. عودة الحزم والفيحاء بعد موسم واحد كانت متوقعة لبعض الرياضيين المقربين من المشهد عطفاً على البصمة التي وضعها الفريقان مواسم عدة بين الكبار وظلا سوياً أنموذجاً للفرق المكافحة بإمكاناتهما المادية المتواضعة في إشارة مهمة لفكر إداري مميز ومستقر في قيادة الفريقين لمواسم طويلة، ما تحقق من الطرفين هذا الموسم في دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى للمحترفين واعلان صعودهما لكأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وتقديمهما نتائج لافته، توج جهودهما بالعودة بين الكبار، يثبت جلياً بأنه كان هناك عمل متواصل منذ الموسم الفائت بعدم التفريط بنجوم الفريق المحليين والأجانب؛ إذ إن الترشيحات الفنية تؤكد بأنه سيكون للحزم والفيحاء وضع فني مختلف بالموسم المقبل لمواصلة التألق، ومزاحمة فرق الخبرة والجماهيرية، معتمدين على استقرارهما الإداري المميز. من المجحف أن يعتبر بعض المتابعين العودة السريعة للحزم والفيحاء مفاجأةً أو حظاً أو ضعف استعداد باقي الفرق أو لاعتمادهم على الدعم المادي الكبير الذي قدم لهما في موسم الهبوط، إذ إن المنصف لمسيرة الصاعدين يدرك تماماً حجم العمل المتقن الذي أحيط بالفريقين، متحدين كل العثرات التي تعترض طريقهما خصوصاً بعد نكسة الهبوط وفق منهجية فنية واضحة وخيارات عناصرية مقنعة. الهدوء وحده والعمل بصمت ومعالجة أي معوقات هو ديدن العمل بإدارتي الحزم والفيحاء، باتوا اليوم يقدمون دروساً مجانيةً لبقية الأندية، لن يكون مستغرباً أن يحصد الفريقان ثمار جهودهم في القريب بمنافسة فرق المقدمة بدوري المحترفين إن استمر على ذات الوتيرة الإدارية والفنية والنهج المتزن، في التعاطي مع واقع الفريق الفني واحتياجاته العناصرية وخطواته المتأنية في سبر غمار المنافسات، والأهم في مسيرة الحزم والفيحاء هذا الموسم، هو الاستمرار، وعدم التفريط بمكتسباتهما وألا يبتعد كثيراً عن مشهد المنافسة في المواسم المقبلة، حتى لا يتعرضا لمأساة الهبوط مرة أخرى. المركز الإعلامي بنادي الفيحاء
مشاركة :