نيودلهي - كشفت تقارير هندية جديدة عن ظهور داء الفطر الأبيض في البلاد التي ترزح تحت موجة شديدة من وباء كورونا.  وقد تباينت اراء العلماء حول الفطر الأبيض فقد اعتبر بعضهم انه يمكن علاجه بسهولة في حين شدد البعض الاخر انه أكثر خطورة وشراسة وأشد فتكا من داء الفطر الاسود الذي ما يزال غامضا بدوره. يصاب الناس بداء الفطريات الذي توجد منه عدة أنواع عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية (الأبواغ) التي يمكن أن تنتشر في المستشفيات والمنازل عن طريق أجهزة ترطيب الهواء أو قوارير الأكسجين التي تحتوي على مياه قذرة. وبشكل عام، تصد دفاعات الجسم الفطريات او البكتيريا التي تؤثر فقط على من يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة. ويطلق العلماء على الفطر الأبيض مصطلحات عديدة من بينها "داء المبيضات"، أو "سلاق الفم"، أو حتى "القلاع الفموي".   والفطر الأبيض عبارة عن تراكم فطريات "كانديدا ألبيكانز" في اللسان، حيث تظهر على شكل بقع بيضاء داخل الفم وتستهدف ضعاف المناعة مثل كبار السن والرضع والاطفال والمرضى. تتعدد أعراض مرض الفطر الأبيض الذي ظهر في الهند حيث يؤثرعلى الرئتين، وعلى أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الأظافر والجلد والمعدة والكلى والدماغ  والفم. في المقابل يحدث داء الفطر الأسود بسبب عفن موجود في التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق المتعفنة، وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ويجب اكتشاف العدوى بالفطر الأسود مبكرًا لأنها عدوانية وخطيرة،  ويُضطر الجراحون أحيانًا إلى إزالة أنف المرضى أو عيونهم أو حتى فكهم لمنع الفطر من الوصول إلى الدماغ. بلغ متوسط معدل الوفيات بالعدوى 54%، وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. بمجرد الإصابة، يكون المريض معرضًا للموت في غضون أيام. ولكن المرض ليس معديًا. وتتعامل الهند عادةً مع بضع عشرات من الحالات سنويًا، لكن هناك ما لا يقل عن 7250 حالة بالفطر الاسود في الهند حاليا، وفقًا لصحيفة هندوستان تايمز التي استشهدت بوثائق حكومية. هناك نقص حاد في دواء أمفوتريسين  الرئيسي المضاد للفطر الأسود لعلاج العدوى. وأفادت صحيفة ''إنديان إكسبريس'' الهندية في تقرير جديد ان مرض "الفطر الأبيض" يهدد أصحاب المناعة الضعيفة أو أولئك الذين يتناولون المنشطات لفترة طويلة من الزمن، وقد تم الإبلاغ عن بعض حالات الإصابة به في محافظتي باتنا وبيهار. وعلى الرغم من أن تواجد الفطر الابيض قد يكون طبيعياً أحيانا داخل الفم، إلا أن خطورته تكمن عندما يتفشى ليصل إلى سقف الفم أو اللثة أو اللوزتين او يتسلل في مراحل متقدمة الى الرئتين والمرئ حيث يعجز الشخص عن ابتلاع الطعام.  واعتبر الطبيب الهندي إيسوار غيلادا، وهو متخصص بالأمراض المعدية، إن الفطر الأبيض "هو مجرد خرافة ومفهوم خاطئ" لما يعرف بـ"داء المبيضات" أو "سلاق الفم"، وهي تعتبر من أكثر أنواع العدوى الفطرية شيوعا. وأكد أنه من الناحية العلمية، لا يوجد ما يدعم بأن "الفطر الأبيض أكثر خطورة من الإصابة بالفطر الأسود". وقد أيد رأيه الطبيب، كابيل سالجيا، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى بومباي، والذي اعتبر ان الفطر الأسود أو الذي يعرف أيضا باسم فطر الغشاء المخاطي أكثر توغلا وتأثيرا من الفطر الابيض ويمكنه أن يتسبب بالكثير من الضرر للجيوب الأنفية والعينين وحتى الدماغ". وأفاد أن العدوى البسيطة الناتجة عن الفطر الأبيض يمكن التحكم بها بسهولة، وهي ليست بصعوبة الفطر الأسود، إذ توجد العديد من الأدوية التي تعالجه. على الجانب الاخر يشير خبراء إلى أن "العدوى الفطرية" قد تصبح أكثر خطورة عما سبق. وبين تقرير أن عدوى الفطريات البيضاء قد تؤثر على الرئيتين وأجزاء عديدة من الجسم وتضر بالأعضاء الحيوية مثل الدماغ والجهاز التنفسي والكلى، خاصة لمرضى السكري. وأفاد الدكتور أرونيش كومار، استشاري أول ورئيس طب الجهاز التنفسي إن هذه العدوى أكثر خطورة من مرض الفطر الأسود. واعتبر خبراء ان مرضى "الفطر الابيض" تظهر عليهم أعراض شبيهة بأعراض كوفيد 19، رغم ان نتائج اختباراتهم تكون سلبية، ويمكن تشخيص العدوى به من خلال الأشعة المقطعية. بعد ارتفاع حالات الإصابة بالفطر الأسود بين مرضى "كوفيد-19" في الهند، تتزايد المخاوف الآن بشأن عدوى الفطر الأبيض التي قد تكون أكثر فتكا، وذلك وفقا لتقرير في صحيفة الإندبندنت. وتم اكتشاف 4 حالات من "الفطريات البيضاء" في كلية طبية تديرها الحكومة في باتنا، عاصمة ولاية بيهار الشرقية، والتي تشهد ارتفاعا خاصا في حالات كوفيد. وقال رئيس قسم الأحياء الدقيقة في كلية ومستشفى باتنا الطبي، الدكتور سن سينغ، لوسائل الإعلام الهندية إن جميع الأشخاص الأربعة المصابين بالفطر الأبيض أظهروا أعراضا شبيهة بفيروس كورونا ولكن لم يتم كشف إصابتهم بكوفيد-19 عند اختبارهم. وأوضح أن مرضى الفطريات البيضاء عانوا من أضرار في رئتيهم مماثلة لتلك التي تسببها عادة عدوى كوفيد. انتشرت حالة من القلق والجدل في العالم حول ظهور عدوى الفطريات في زمن كورونا، وسارعت السلطات الصحية في  مصر والسعودية والبحرين  الى طمأنة الشعوب من عدم وجود الفطر الأسود في اراضيها. في السعودية، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، محمد العبد العالي، إن مرض "الفطر الأسود المرتبط بإصابات فيروس كورونا ترد عنه أسئلة كثيرة، واتصالات لوزارة الصحة"، مؤكدا على "عدم رصد أي حالات له داخل المملكة". وأوضح في مؤتمر صحفي الأحد، أن "الفطر الأسود لا يعتبر مسببا لمرض بشكل مباشر أو ينتقل بشكل مباشر إلا في حالة العدوى الانتهازية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). وأضاف أن "العدوى تنتهز وجود خلل في مناعة جسم شخص أصيب بمرض مزمن ومضاعفات، وتصيبه بمرض إضافي فوق المرض الأساسي الموجود لديه وتتدهور الحالة الصحية بسبب ذلك". وفي مصر، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، خالد مجاهد، في تصريحات متلفزة،  السبت، إنه "لا داع للهلع والذعر والتهويل". لكن حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا في مصر، قال إنه "شخَّص حالتين بهذا المرض، لكن الأمر لم يكن له أي علاقة بفيروس كورونا". وأكد حسني، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن" عبر فضائية "الحدث اليوم" (مصرية خاصة)، أن "علاج هذا الفطر متوفر في مصر بشكل كامل".  ونفى مسؤولون بوزارة الصحة وجود حالات في البلاد مصابة بـ"الفطر الأسود"، بحسب وسائل إعلام محلية، منها جريدة "أخبار اليوم" الحكومية. وجاء ذلك النفي المتوالي بعد يوم من إعلان حسام، شقيق الفنان الكبير الراحل سمير غانم، الجمعة، في تصريحات متلفزة، أن وفاة أخيه قبل يوم كانت بسبب الإصابة بهذا الفطر، مقابل تأكيد  وزارة الصحة عدم ثبوت ذلك. وفي البحرين، قال وكيل وزارة الصحة المساعد الدكتور عبدالله مفرح عسيري، إن "ما يشاع عن إصابات بالفطر الأسود مرتبطة بكوفيد-19 في مملكة البحرين غير صحيح". وأوضح، في تصريح صحفي، أن "الفطر الأسود ينتشر بين المصابين بأمراض شديدة، وليس له علاقة مباشرة بكورونا". ومنذ مارس/آذار، تم توثيق 41 حالة من مرض "الفطر الأسود" في أنحاء العالم، منها 70 بالمئة في الهند، وهو ما دعا الشعب الهندي لإطلاق نداءات استغاثة لتوفير الدواء، وفق وسائل إعلام غربية.