موسكو - رحبت وزارة الخارجية الروسية الجمعة بفوز بشار الأسد "المقنع" في الانتخابات الرئاسية في سوريا منددة بالانتقادات الغربية لحليفها. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "الفوز المقنع والحاسم لرئيس البلاد يشكل خطوة مهمة لتعزيز استقرار" سوريا. ونقل الكرملين في بيان عن برقية ارسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى نظيره السوري أن "نتائج التصويت أكدت تماما سلطتكم السياسية العليا وثقة مواطنيكم"، مضيفا أن رئيس الدولة سمح في نظر السوريين "باستقرار سريع للوضع" في البلاد التي تشهد نزاعا. وحصلت سوريا برئاسة بشار الأسد منذ العام 2015 على دعم عسكري حاسم من موسكو مكّنها من استعادة معظم الأراضي التي فقدت السيطرة عليها في النزاع الجاري منذ 2011. وأظهرت النتائج الرسمية إعادة انتخاب الأسد رئيسا لسوريا لولاية رابعة بحصوله على أكثر من 95 % من الأصوات. ورأت موسكو أن الانتقادات الغربية لإعادة انتخاب الأسد تشكل "ضغطا سياسيا وقحا يمارس على دمشق ومحاولة جديدة للتدخل في شؤون سوريا الداخلية". كما هنأت طهران الجمعة بشار الأسد على "فوزه الحاسم" في الانتخابات الرئاسية في سوريا، معتبرة ذلك "خطوة مهمة" نحو إرساء السلام في هذا البلد. وإيران هي إلى جانب روسيا أحد الحلفاء الرئيسيين للرئيس السوري في الحرب التي تشهدها سوريا. وكتبت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية ...تعرب عن تهنئتها للرئيس بشار الاسد وللشعب السوري المقاوم بالفوز الحاسم للرئيس الأسد بهذه الانتخابات". وأضاف البيان أن "إقامة انتخابات ناجحة وبمشاركة واسعة من قبل الشعب السوري يعتبر خطوة مهمة على طريق ارساء السلام والاستقرار والهدوء واعادة اعمار وازدهار سوريا". وقالت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية في بيان اليوم الجمعة إنها هنأت الأسد على فوزه بفترة ولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية. وقال حزب الله في بيان "نأمل أن تشكل السنوات القادمة فرصة كبيرة لعودة سوريا إلى لعب دورها الطبيعي والطليعي في العالم العربي وعلى المستوى الدولي". وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان ينتقد الأسد قبل الانتخابات إن العملية لن تكون حرة أو نزيهة. الى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان خلال إفادة صحفية دورية في بكين الجمعة "الصين وسوريا صديقتان تقليديتان"، وعبر عن أطيب تمنيات بلاده للأسد. وأضاف "تدعم الصين سوريا بقوة في الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها". وتقول الحكومة إن الانتخابات تظهر أن سوريا عادت للحياة الطبيعية رغم الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان والتي حصدت أرواح مئات الآلاف وتسببت في نزوح 11 مليونا، أي حوالي نصف سكان البلاد، عن ديارهم. وبعدما استعاد السيطرة على حوالي 70 بالمئة من البلاد، سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه الأسد هو الاقتصاد المتعثر. وتبدو آفاق التعافي الاقتصادي ضعيفة نظرا لتشديد العقوبات الأميركية والانهيار المالي للبنان المجاور وجائحة كوفيد-19 التي أثرت على التحويلات المالية من السوريين في الخارج فضلا عن عدم قدرة الحليفتين روسيا وإيران على تقديم المساعدة الكافية. وقاطعت القوات التي يقودها الأكراد، المدعومة من الولايات المتحدة، التصويت في منطقة حكم ذاتي غنية بالنفط في الشمال الشرقي وفي منطقة إدلب بشمال غرب البلاد، وكذلك في المناطق شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا. وخاض الأسد الانتخابات أمام مرشحين آخرين مغمورين هما عبد الله سلوم عبد الله، وهو نائب وزير سابق، ومحمود أحمد مرعي، وهو رئيس حزب معارض صغير معتمد رسميا.
مشاركة :