بدأت السلطات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين والوسط العربي داخل إسرائيل، بحسب مصادر متطابقة، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تنفذ حملة «فرض النظام وتطبيق القانون». وأكد نادي الأسير الفلسطيني أن الحصيلة الأولية للاعتقالات في القدس الشرقية والضفة الغربية طالت خلال الليلة الماضية حتى صباح اليوم (الاثنين) 43 فلسطينياً، وقالت لجنة أهالي أسرى القدس إن من بين المعتقلين «27 من القدس الشرقية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح النادي في بيان أن «الحصيلة غير منتهية» في إشارة إلى استمرار الحملة وتوسعها. من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، في بيان، الليلة الماضية، إن حملة «فرض النظام وتطبيق القانون» «ستبدأ (...) ضد المشتبهين بأعمال الشغب والمجرمين وكل من شارك في الأحداث الأخيرة من أجل إحالتهم على العدالة». وأضاف البيان أنه تم في الأسبوعين الماضيين في داخل إسرائيل «إلقاء القبض على أكثر من 1550 مشتبهاً قدمت ضد نحو 150 منهم لوائح اتهام». وبحسب البيان، فإن هذه الحملة تأتي «عقب الأحداث العنيفة التي وقعت (...) في الأسبوعين الماضيين». وأعقبت الاعتقالات فترة شهدت مواجهات عنيفة في القدس الشرقية المحتلة وباحات المسجد الأقصى والضفة الغربية، اندلعت على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لمصلحة مستوطنين يهود. وفي 10 مايو (أيار) الماضي، أطلقت «حماس» صواريخ في اتجاه القدس تضامناً مع الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة. وامتد التوتر ليصل إلى المدن المختلطة في إسرائيل. وتم استهداف معابد يهودية ومساجد ومقابر ومطاعم. وقال المدير العام لمركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل جعفر فرح إن الاعتقالات طالت 1545 شاباً من الوسط العربي في إسرائيل. وأوضح أنه تم تقديم لوائح اتهام ضد «نحو 210 منهم» مقابل «10 لوائح اتهام ضد يهود». وتوقع «ارتفاع أعداد المعتقلين خلال الساعات الـ48 المقبلة». وتركزت الاعتقالات في مدن مثل اللد وحيفا ويافا، بالإضافة إلى بلدتي كفر كنا وجسر الزرقاء. وكان نادي الأسير أعلن الأسبوع الماضي أن الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات طالت 62 من قياديّي وأنصار «حركة حماس» الإسلامية في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب أرقام صادرة عن النادي، الاثنين، نفذت السلطات الإسرائيلية «2400 حالة اعتقال ما بين أبريل (نيسان) حتى 24 مايو (أيار)، من بينها 1400 اعتقال في الوسط العربي في إسرائيل و500 اعتقال في القدس». وأضاف النادي أن هذه الأرقام هي «الأعلى منذ سنوات»، معتبراً أنها تمثل «مؤشراً في غاية الخطورة... لتقويض أي حالة مواجهة أو تغيير». ويقبع في السجون الإسرائيلية نحو 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 543 يمضون أحكاماً مؤبدة. ومن جملة الأسرى هناك 170 طفلاً، و40 امرأة.
مشاركة :