طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم (الإثنين) إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة لسير عملية إعادة الاعمار جراء موجة العنف الأخيرة "بيسر ودون تأخير". وقال اشتية في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله، إن "على إسرائيل رفع حصارها لكي تسير عملية الإعمار بيسر وبدون تأخير في حال توفر الأموال اللازمة لذلك". وأضاف أن غزة بحاجة الآن إلى إغاثة فورية وبرنامج لإعادة الاعمار وبرامج تنموية لخلق فرص عمل وإعادة تشغيل وتيرة الاقتصاد بعد الدمار الذي لحق في كافة القطاعات بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوما. وتابع أن الجانب الفلسطيني يرى في "مصر وقطر والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة شركاء لنا في عملية إعادة إعمار غزة، داعيا إسرائيل لإنهاء العمل بالآلية السابقة لاعمار القطاع عام 2014 بسبب ما فرضته من إجراءات أعاقت العملية في حينه بشكل كبير. وأشار اشتية إلى أن عملية إعادة الإعمار "لا تحتاج إلى تسابق على الأدوار بل إلى تنسيق حثيث بيننا وبين المجتمع الدولي والمتبرعين وأهلنا في غزة المتضررين من العدوان والمؤسسات الوطنية". وأوضح أن "إعادة الإعمار عملية طويلة ومريرة وعلينا أن نتعاون جميعا لانجازها، معتبرا أن الخطوة بحاجة إلى "أفق سياسي كي لا يتكرر الدمار مرة أخرى، ويجب أن يندحر الاحتلال الإسرائيلي ويرفع الحصار عن غزة والقدس". ودعا اشتية المجتمع الدولي إلى مسار جدي وحقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، مؤكدا ضرورة دعم مبادرة سياسية دولية لتحقيق ذلك، حيث لا يمكن الاستمرار في هذا الفراغ السياسي. ويسود الهدوء القطاع ومحيطه لليوم الرابع بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فجر الجمعة إثر 11 يوما من المواجهة الدموية بينهما، ما وضع حدا لأسوأ موجة للعنف تشهدها المنطقة منذ سنوات. وقتل 248 فلسطينيا بينهم 66 طفلا و39 امرأة و17 مسنا وأصيب 1900 آخرون، في مقابل مقتل 12 شخصا في إسرائيل بينهم طفلان وإصابة أكثر من 300 آخرين خلال جولة التوتر الأخيرة، بحسب إحصائيات رسمية. وقالت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية في غزة، إن قرابة ألفي وحدة سكنية دمرت جراء هجمات إسرائيل، في وقت تضررت 17 ألف وحدة سكنية أو تجارية أخرى وقدرت بأن الخسائر المالية الأولية تتجاوز مبلغ 150 مليون دولار وأنها بحاجة لمبلغ 350 مليون دولار لإعادة اعمار قطاع الإسكان. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على غزة التي يقطنها زهاء مليوني نسمة، عقب سيطرة حماس عليها بالقوة، عقب جولات اقتتال داخلي مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية في عام 2007.