نظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير ورشة عمل قدمها المصمم العالمي، البريطاني كيفن دين، الذي قام بتصميم العديد من الأعمال الفنية والمعمارية المتعلقة بالأزهار والورود التي تبهر جميع زوار جامع الشيخ زايد الكبير، حيث تتجلى هذه الأعمال والتصاميم الفنية البديعة في قاعات وأروقة الجامع، علاوة على تلك التي تزين الصحن الرئيس للجامع وباحاته الخارجية. إتاحة الفرصة يُعد تنظيم ورشة العمل هذه في إطار اهتمام مركز جامع الشيخ زايد الكبير في إتاحة الفرصة لطلاب الجامعات وجميع المختصين المهتمين بمجال التصميم المعماري، وذلك للاطلاع عن قرب على تفاصيل الإبداع الهندسي، والتعرف بشكل أكبر إلى الثراء الفني والثقافي الذي تتميز به جميع عناصر البناء في جامع الشيخ زايد الكبير، كما أنها تؤكد الدور المهم الذي يقوم به المركز في إثراء الحركة الثقافية في الدولة من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية والعلمية المتميزة. جولة تضمنت الورشة كذلك جولة للحضور في باحات الجامع الخارجية والمداخل والقاعات، تضمنت شرحاً عملياً للتصاميم الفنية البديعة التي تزين صحن الجامع والمداخل والقاعات، كشف من خلالها دين عن العديد من المعلومات القيمة والتفاصيل الفنية التي تميز طريقة تصميم وتركيب قطع الرخام والأحجار شبه الكريمة. بيئة المنطقة تناول دين في محاضرته العلاقة التي تربط تصاميم الزهور والورود في الجامع بالبيئتين الصحراوية والنباتية التي تتميز بهما الإمارات بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، حيث أوضح أنه كان هناك حرص كبير من المسؤولين بأن تكون التصاميم معبرة عن جماليات بيئة المنطقة، وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار. وتضمنت الورشة محاضرة تطرق فيها المصمم كيفن دين إلى بداياته في عالم التصميم المعماري، مشيراً إلى دراسته الأكاديمية في إحدى جامعات المملكة المتحدة، وكيف عمل على صقل مواهبه الفنية من خلال حرصه على تنفيد الرسومات والتصاميم للمعالم التي يشاهدها من حوله. وعرض خلال المحاضرة عدداً من الرسومات والأعمال الفنية التي استلهم تصميمها من عدد من أشهر معالم المدن العربية والعالمية، وشرح كيف استخدم طريقة التماثل والتباين في التصميم، التي يتميز بها فن المعمار الإسلامي ليستلهم منها الأفكار الفنية والإبداعية في رسم التفاصيل الدقيقة لتصاميم الزهور، وغيرها من العناصر المعمارية، في جامع الشيخ زايد الكبير. بعد ذلك تناول دين في محاضرته العلاقة التي تربط تصاميم الزهور والورود في الجامع بالبيئتين الصحراوية والنباتية التي تتميز بهما دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، حيث أوضح أنه كان هناك حرص كبير من المسؤولين بأن تكون التصاميم معبرة عن جماليات بيئة المنطقة، وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار، حيث تم اختيار العديد من الزهور المعروفة من جميع البيئات العالمية بحيث يعكس هذا التنوع الكبير في الزهور مدى انفتاح الثقافة الإسلامية على مختلف الثقافات والحضارات الأخرى، وتوضح غنى الثقافتين العربية والإسلامية. وعرض المصمم كيفن دين، خلال ورشة العمل، عدداً من الصور والوثائق التي تبين دقة العمل الذي تم القيام به من قبل جميع الأطراف التي أوكل لها مهمة بناء هذا الجامع من مسؤولين واستشاريين ومهندسين ومصممين وفنيين، حيث أوضح أنه لمس الحرص الكبير لدى المسؤولين بأن يكون هذا الجامع مثالاً بارزاً يعكس جماليات العمارة الإسلامية وتنوعها بحيث يكون أيقونة عمرانية ووجهة دينية وثقافية يتحدث عنها الجميع حول العالم. واشتملت الصور على مراحل اختيار التصاميم وتنفيذها على قطع الرخام والأحجار شبه الكريمة، حيث تبين من خلال هذه الصور حجم ودقة العمل الذي تم إنجازه في هذا الصرح الكبير. وكشف دين عن مدى صعوبة الحصول على أفضل أنواع الرخام من حيث مطابقتها للمواصفات الجمالية والهندسية في الجامع، وأشار إلى أن الرخام الذي تم استخدامه في بناء وتصميم الجامع شمل أكثر من 37 لوناً طبيعياً من الرخام تم استيراده من مختلف دول العالم وفق مواصفات دقيقة للغاية. كما تحدث في الورشة ذاتها مدير العمليات في شركة فانتيني الإيطالية، لورينزو لوتيستو، وهي الشركة التي نفذت الأعمال الفنية الخاصة بالفسيفساء وتركيب الرخام في الجامع، عن حجم العمل والمواصفات الفنية التي ترافقت مع مهمة التركيب، والقطع التي تم تنفيذها بواسطة ضغط الماء، وذلك لضمان قطع الرخام وفق أدق القياسات والتفاصيل الهندسية.
مشاركة :