شهدت لجنة التعليم المسيحي التابعة لبطريركية الأقباط الكاثوليك، قرارا بأن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية تنص أن المرأة كالرجل لها كل الحق في ممارسة "سر التناول" في كل وقت ولا تمنعها فترة الحيض أو أيام ما بعد الولادة، مشيرة إلى أنه لا ينجس الإنسان إلا الخطية التي تزول بسر الاعتراف والمصالحة بالتوبة والغفران. وقالت اللجنة التي يتولى رئاستها الأنبا دانيال مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك، إن التعليم المسيحي الكاثوليكي حول كرامة الإنسان "رجل وإمرأة" ينطلق من التساوي، وإن قمة العبادة المسيحية تتجلى في القداس الإلهي وعلي اثر تلك الاحداث فقال سابقا البابا الروماني غريغوريوس الكبير (590- 604م) حول قضيّة تناول المرأة في فترات الطمث ودخولها الكنيسة عند الولادة حتى تكمل أيّام طهورها: أولًا: ينبغي ألّا يُحرّم على المرأة تناول السرّ المقدّس أثناء فترات الطمث. ثانيًّا: المرأة التي تُعاني من حالة الطمث فلا يجب حرمانها من دخول الكنيسة، لأنّه غير منطقي أن نعتبر بمثابة خطية ما هو إلّا أمرًا طبيعيًّا، كما أنّه ليس من العدالة أن تحرّم المرأة التي كانت من دخول الكنيسة بسبب أمر لا حول ولا قوّة لها إزاءه والمعروف أن المرأة التي كانت تُعاني من نزيف الدّم، قد جاءت متواضعة من وراء السيد المسيح: «فدَنَت مِن خَلْفُ ولَمَست هُدْبَ رِدائِه، فوقَفَ نَزْفُ دَمِها مِن وَقتِه» (لو8: 44). وأضاف قائلا فإن كانت وهي تعاني من نزيف دمّ لمست ثوب المسيح وقد مدحها هو على ذلك فلماذا إذًا نحرّم عليها دخول الكنيسة ما دام النزيف أمرًا طبيعيًّا؟ ثالثًا: المرأة التي ترغب في تناول الأسرار المقدّسة بدافع حبّها للمسيح ووفقًا لعمق حياتها الروحيّة فلا لوم عليها، حتى إذا كان ذلك في فترات الطمث إذّ أن تلك الفترات هيّ أمرٌ عاديّ وطبيعيّ. أنّه بقدر ما كان العهد القديم متمسكًا بكلّ ما هو خارجيّ هكذا يتمسّك العهد الجديد بكلّ ما هو روحانيّ. رابعًا: عندما يلد المرأة مولودها ينبغي عليها أن تذهب إلى الكنيسة بعد بضعة أيام. لا شكّ أنّك عرفت أن ناموس العهد القديم يقتضي على المرأة ألّا تذهب إلى بيت الله «ثَلاثَةً وثَلاثينَ يومًا تَظَلُّ في تَطْهيرِ دَمِها» (لا12: 4) إذا كان مولودها ذكرًا، وإذا كان مولودها أُنْثى «سِتَّةً وسِتِّينَ يَومًا تَظَلُّ في تَطْهيرِ دَمِها» (لا12: 5) ولكنّ ليس هذا إلّا بمجرّد رمز لأنّه إذا دخلت المرأة بعدما ولدت لتُقدّم الشكر فهي لا ترتكب أية خطيئة إنّ الخطيئة تتركز في شهوة الجسد وليست في آلامه فإنّ كانت العلاقات الجسدية تجلب اللذّة، فالولادة تجلب الآلام والأنين فإذا حرّمنا دخول الكنيسة على المرأة التي ولدت فهذا يعني أنّنا نعتبر آلامها خطيئة.
مشاركة :