حجاج بريطانيون: أسواق جدة التاريخية «حضارة وروحانية»

  • 10/2/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد أسواق جدة التاريخية في مثل هذه الأيام توافد الحجاج المغادرين والذين يقضون أواخر أيامهم في المملكة قبيل عودتهم إلى بلدانهم سالمين مغفورا لهم. ويحرص حجاج بيت الله الحرام من أقطار العالم على التسوق والتجول في أسواق جدة التاريخية، التي تحتضنها المنطقة التاريخية. ويعتبر الحجاج زيارتهم المنطقة التاريخية بجدة أنها من العادات والتقاليد التي تعود إلى حركة الحجاج لمئات السنين، وتزداد -مع إقبالهم- النشاطات الاقتصادية -خصوصا منطقة البلد التي تعتبر المنطقة المركزية لأسواق جدة التاريخية والتي تشهد ازدحاما بعدد كبير من الحجاج- من ارتفاع الحركة الشرائية للهدايا التذكارية واقتنائها لإهدائها لأهاليهم وذويهم، ومن أبرزها: السجاد والمسابح وبعض الأحجار الكريمة والذهب خصوصاً التي تحمل صور الكعبة أو المسجد الحرام والمسجد النبوي، كما يرتفع الطلب على أنواع التمور مثل: تمر العجوة، إلى جانب حرصهم على شراء بعض المقتنيات القديمة السائدة واللوحات القرآنية وصور الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والتي توثق من خلالها رحلتهم إلى الحج كما تمثل لهم ذكريات جميلة يتمنون العودة لها في المستقبل. ويروي حجاج بريطانيون التقى بهم فريق عمل «اليوم» أن آباءهم وأجدادهم وجميع أقاربهم الذين وفقوا إلى الحج في الاعوام السابقة كانوا يتسوقون في الأسواق الشعبية في جدة قبيل عودتهم، ويحرصون على شراء السبح والسواك والحنا والعطور والبخور والأقمشة وسجاجيد الصلاة والعباءات واللوحات القرآنية والأذكار واقتناء بعض التحف والإكسسوارات والتمور بأنواعها وماء زمزم التي تمثل قاسماً مشتركاً لهدايا الحجاج. ويؤكد الحاج البريطاني طلحة يوسف أن هذه الحجة هي الأولى لي في حياتي، موضحاً سعادته في إتمام خامس أركان الإسلام بكل يسر وسهولة، راجيا من الله أن يتقبل حجه مع والدته التي قد حجت في الأعوام السابقة وهي تأتي إلى أسواق جدة في كل مرة تحج فيها؛ لاقتناء بعض الهدايا للمسلمين في بريطانيا كالمصاحف وصور الحرمين الشريفين. وأوضح طلحة أن والدته البالغة 60 عاماً تعتبر جدة جزءا من رحلتها الدينية والتي تستمتع في التسوق بأسواقها الشعبية. وقال طلحة إن الحجاج البريطانيين والبالغ عددهم 65 حاجا بريطانيا في حملته لم يجدوا أي صعوبة في الحج. من جانب آخر، أوضح رائد شملاني أحد العاملين في مبيعات المجوهرات والذهب في المنطقة المركزية أن بعد كل موسم حج تشهد المنطقة المركزية والتاريخية الممثلة بالبلد وشارع قابل وسوق البدو وسوق العلوي وباب مكة وباب شريف انتعاشاً كبيراً لنزول بعض الحجاج إلى جدة لشراء الهدايا بالسعر المناسب ويزداد النشاط في أسواق الذهب موسمياً في هذه الايام، موضحاً اهتمام الحجاج لاقتناء السلاسل الذهبية التي تحمل صورا للكعبة المشرفة والمسجد الحرام أو المسجد النبوي إما كهدايا لأقاربهم أو اقتناؤها لتمثل توثيقا لحجهم هذا العام. وأكد الشملاني أن نسبة ارتفاع الحركة الشرائية لمثل هذه المصوغات الذهبية التي تحمل شعارات دلالية على موسم الحج أو المشاعر المقدسة ترتفع إلى 70% بعد موسم الحج في كل عام، بينما في هذا العام كانت الزيادة من 20 إلى 30% فقط، ويرى الشملاني من الممكن أن أحد مسببات هذا الانخفاض هي المشاكل الاقتصادية في البلدان العربية، التي عانت من عدم استقرار سياسي خلال السنوات الماضية، وفي هذه السنة أدت إلى انخفاض مستوى دخل الافراد، مما جعلهم يتجهون إلى اقتناء هدايا أخرى أقل تكلفة. من جانب آخر، أكد محمد الشامي أحد العاملين في محال جدة التاريخية أن اسواق جدة التاريخية والتي تعتمد على بيع الهدايا للحجاج والمعتمرين تنشط في هذه الايام خصوصا في بيع المسابح وصور الحائط التي تحمل شعارات دينية أو آيات قرآنية وبعض الاحجار الكريمة والتي تمتاز بالتنوع وتلبية رغبات الحجاج، حيث تختلف معروضاتها ما بين السبح بألوانها المختلفة، والهدايا التي تكون على شكل مجسمات الحرمين الشريفين، والعطور والبخور والتحف التذكارية، وفي هذه السنة شهدت المسابح الإلكترونية زيادة في الطلب؛ لقلة سعرها ودقة حسابها وشكلها البسيط المواكب للعصر.

مشاركة :