مقالة خاصة: خسائر فادحة تكبدها مزارعو غزة في جولة التوتر الأخيرة مع إسرائيل

  • 5/25/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 25 مايو 2021 (شينخوا) خيمت الصدمة على وجه المزارع الفلسطيني أحمد أبو عودة من هول ما لحق بأرضه الزراعية من تدمير بفعل هجمات جوية إسرائيلية استهدفت المنطقة المحيطة بها. ويقف أبو عودة (35 عاما)، داخل أرضه البالغ مساحتها 35 دونما زراعيا على أطراف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة يتحسر على ما لحق به من خسائر تكبدها. وتبعد أرض أبو عودة المزروعة بالخضار مثل "الطماطم والفلفل والخيار" مسافة كيلو متر عن السياج الفاصل بين القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإسرائيل. ويقول أبو عودة بنبرات غاضبة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن التصعيد الإسرائيلي على غزة "أصابنا بخوف مزدوج على أنفسنا وحياتنا وعملنا ومصدر رزقنا". ويضيف "فور إعلان التهدئة صباح الجمعة توجهت إلى الأرض للاطمئنان عليها ولكن صدمت بأني وجدت المزروعات أثرا بعد عين والأرض مقلوبة رأسا على عقب". ويشير وحوله 7 دفيئات زراعية تعرضت للتلف بفعل شدة الغارات، إلى أن الهجمات الإسرائيلية "سببت كارثة بتدمير المحاصيل وشبكات المياه والبئر المغذي للمزروعات وألواح الطاقة الشمسية". ويوضح أبو عودة الذي لم يستطع طيلة أيام موجة العنف التي استمرت 11 يوما الوصول إلى أرضه كونها قريبة من الحدود، أن "الخسائر المادية كبيرة تتنوع بين مستلزمات زراعية وأشتال ومبيدات وسماد". وكان أبو عودة ينتظر حصاد المحصول لدر الدخل عليه كون الزراعة هي مصدر رزقه الوحيد لإعالة أسرته المكونة من 7 أفراد، لكن الاستهداف الإسرائيلي "نسف حلمنا وأعادنا إلى نقطة الصفر". وشنت إسرائيل منذ بدء موجة العنف في العاشر من مايو على مدار 11 يوما مئات الهجمات الجوية والمدفعية على الأراضي الزراعية في مناطق متفرقة من القطاع بحسب ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية. وتقول مؤسسات محلية زراعية، إن 20 في المائة من الأراضي الزراعية في غزة يقع قرب السياج الفاصل، حيث تصنف من المناطق مقيدة الوصول، وهي أخصب الأراضي وأكثرها إنتاجا. وعلى مقربة من الحدود الشرقية لمدينة غزة ينهمك المزارع الخمسيني عبد السلام الوادية ونجله دون كلل أو ملل في إصلاح أرضه بعد تدمير المحصول وشبكة المياه في داخلها. ويقول الوادية بينما يحمل بيديه جزء من خرطوم مياه كبير عليه آثار القصف الإسرائيلي ل((شينخوا))، إن كافة المزارعين في المناطق الحدودية تضرروا بفعل شدة الغارات الإسرائيلية. ويضيف الوادية الذي يعيل أسرة مكونة من 10 أفراد ويملك أرضا زراعية بمساحة عشرات الدونمات مزروعة بالخضار، أن المحصول أصبح تالف وغير صالح للاستخدام بسبب القصف الإسرائيلي الذي حال دون وصولنا إلى الأرض. ويتابع أن "المزارعين في غزة يعانون ليس فقط من الظروف الصعبة المفروضة على قطاع الزراعة بل من المعيشة البائسة والتعرض يوميا لإطلاق نار من قوات الجيش الإسرائيلي". وقدرت وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، قيمة الأضرار والخسائر الأولية التي تكبدها القطاع الزراعي في القطاع، جراء موجة العنف التي استمرت 11 يوما مع إسرائيل 32 مليون دولار. وتوقعت الوزارة، أن تتضاعف الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي، نتيجة القصف المركز لمئات الدونمات وعشرات المنشآت الزراعية، واستهداف مخازن ومستودعات مدخلات ومستلزمات الإنتاج الزراعي بشكل مباشر. وتمثلت الأضرار بتلف مباشر للأراضي المزروعة بالخضراوات والفواكه وتدمير كلي وجزئي للمنشآت الزراعية والبنية التحتية الزراعية من (خطوط ناقلة وشبكات ري بالإضافة للآبار الزراعية وخزنات المياه والمشاتل). ودعت الوزارة المنظمات الدولية والأممية الإنسانية إلى توفير الحماية للنظام الغذائي والمزارعين وتسهيل المدخلات الأساسية ومنع انهيار المنظومة الغذائية والزراعية في غزة. ونشط عشرات العاملين في وزارة الزراعة منذ وقف إطلاق النار في غزة إلى بدء حصر الأضرار واستقبال بلاغات المتضررين في محافظات القطاع الخمس. وينتج القطاع قرابة 320 ألف طن الخضراوات التي تزرع في 80 ألف دونم، فيما ينتج 75 ألف طن من الفاكھة تزرع على مساحة 84 ألف دونم، فيما یقدر متوسط استھلاك الفرد في غزة من الخضراوات بنحو170 كیلوجراما و120 كیلوجراما من الفاكھة سنویا. ولم يكن الحال أفضل لدى المزارع سهيل المصري الذي خسر قرابة 100 طن من محصول فاكهة الخوخ داخل أرضه الزراعية التي تبعد 700 متر عن السياج الفاصل شرقي خانيونس جنوب القطاع. واضطر المصري الذي لم يستطع الوصول إلى أرضه البالغ مساحتها 50 دونما في موجة العنف التي تزامنت مع حصد المحصول إلى إتلاف ثمار الخوخ الذي تساقط غالبيته على الأرض وكذلك ما بقي معلقا على الأشجار بسبب نضوجه أكثر من اللازم. ويقول المصري بينما يمسك بعض الثمار من أغصان إحدى الأشجار ويعصرها بيده "لم نعلم بالغيب زرعنا المحصول أملا في در الدخل لكن حصل التصعيد ولم نتمكن من الوصول إلى الأرض لحصده بسبب الغارات الإسرائيلية على المنطقة". ويضيف الرجل الستيني بمرارة وألم، أن "ثمار الخوخ لا تستطيع الصمود أكثر من أسبوعين على الشجرة وسرعان ما تتساقط على الأرض في حال لم يتم حصادها قبل الأوان". ويتابع الرجل بينما يتفحص الثمار من حوله، "المحصول تالف ولا يصلح للبيع في السوق، مشيرا إلى أن الخسائر تقدر ب100 ألف دولار هي ديون لأصحاب المشاتل الزراعية والسماد والأدوية والمياه. ويدعو المصري وأقرانه من مزارعي غزة جهات الاختصاص في غزة إلى سرعة صرف تعويضات للمتضررين في القطاع الزراعي للعودة من أخرى في العمل كون المهنة هي مصدر رزق وحيد لقرابة 30 عاملا يعيشون أوضاع اقتصادية سيئة./نهاية الخبر/

مشاركة :