في تجربة ومبادرة جميلة، قد تكون الأولى من نوعها في إطار حماية البيئة وفي مجال السعي الدائم للمحافظة على سلامة الأحياء من بقايا النفايات المنزلية من خلال تشجيع أفراد العائلة المحدودة على استثمار تلك النفايات التي تعود عليهم بمكاسب وأرباح مجزية دون أن يبذلوا أي مجهود مضاعف لذلك، فقط يتوجب عليهم وضع القمامة في أماكن مخصصة لها، هذه المبادرة من شأنها أن ترتقي بوعي الفرد وترفع من معدل مستوى نظافة الحي الذي وفق في المساهمة في هذه المبادرة، سكان الحي سوف يدركون أهمية وقيمة تلك القمامة التي عادت ما تكدس في الشوارع وترمى في الحاويات دون أن يعلموا أنها يمكن أن تدر عليهم بعضاً من المال إذا ما تم إعادة تصنيعها في المصانع والمعامل الخاصة المعدة لذلك، فضلاً عن أنها سوف تساعد على إفشاء ثقافة العناية بالنظافة والصحة العامة سيما إذا ما أشيعت هذه التجربة وعممت على مستوى مدن المملكة، الفكرة في شكلها العام ليست جديدة من حيث الحاويات المخصصة لنوع النفايات، لكن الجديد في هذه المبادرة هو فكرتها التي جعلتها نموذجاً لاقى استحسان الكثير بفضل العائد المادي، تحسب المبادرة لرجل الأعمال محمد يوسف هارون شطارة والذي بادر بها ابتداءً من منزله ومحيط عائلته بمكة المكرمة، باختصار فقد قام رجال الأعمال هذا باستحداث فكرة تعتبر فرصة للبعض للتربح من خلال جمع المخلفات المنزلية التي يتوجب التخلص منها في حاويات خاصة يعطى المشترك مقابل تلك القمامة قسائم وإيصالات (كوبونات) في كل مرة تسحب منه الحاوية المعدة إلى أن تصل لعدد معين يتم بعدها صرف المبلغ المستحق على حسب الكوبونات، يترتب مقدار العائد المالي على قدر كمية ونوع النفايات التي تم جمعها وفرزها في الحاويات الخاصة التي تعهد رجل الأعمال بتوفيرها مجاناً للراغبين بذلك، الحاويات توضع في فناء المنزل أو حسب رغبة المشترك، علماً بأن كل حاوية مخصصة لنفايات معينة، فحاوية الأوراق والكراتين على سبيل المثال مخصصة فقط لهذا الغرض، ولا تصلح لرمي مخلفات أخرى، والعبوات وقوارير الماء والصحون البلاستيك لها حاوية أخرى مخصصة لها، وللألمنيوم والقصدير المستخدم في تغليف الأطعمة والهدايا أيضاً حاوية خاصة، هذه المبادرة أتت كمرحلة ثانية فالمرحلة الأولى بدأها رجل الأعمال بتوفير عدد من الحاويات المصنعة خارجيا وبشكل جذاب وصورة حضارية وسمت بعبارة جميلة لها دلالتها التحفيزية التي ترغب الناس في فعل الخير تقول العبارة (تبرع برميها هنا) كناية على النفايات التي سوف يعود ريعها للمشاريع الخيرية بأرض الحرم بعد تدويرها. فاصلة: أمانة العاصمة المقدسة لها دور مشهود في دعم المبادرات، وقد عودتنا على ذلك فنرجوا منها المساهمة في دعم هذه المبادرة وأمثالها والشد على يد رجل الأعمال هذا، ثم شكراً لكل رجل أعمال وضع مصلحة البلد نصب عينيه أولاً قبل مسألة الربح.
مشاركة :