تقرير أميركي مرتقب عن «الظواهر الجوية» الغامضة قد يخيّب أمال المقتنعين بوجود كائنات فضائية

  • 5/27/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتزم الحكومة الأميركية نشر تقرير الشهر المقبل عن «الظواهر الجوية غير المحددة» التي كانت دائماً تثير التساؤلات عن إمكان وجود كائنات فضائية تراقب الأرض، إلا أن السلطات في واشنطن ترى أن المركبات الطائرة الغامضة التي رصدها طيارون عسكريون في السنوات الأخيرة لا علاقة لها بالمخلوقات الخضراء التي تحفل بها أفلام الخيال العلمي، بل بخصوم حقيقيين جداً للولايات المتحدة. وأمر الكونغرس الأميركي العام الفائت السلطة التنفيذية بإطلاع عامة الناس على نشاطات وحدة البنتاغون المسؤولة عن دراسة هذه الظواهر التي عُهد بها إلى البحرية الأميركية، بعدما بقيت محاطة بالسرية لعقود. إلّا أن التقرير الذي أشرفت عليه إدارة أجهزة الاستخبارات قد يخيّب آمال المقتنعين بوجود الكائنات الفضائية والذين تجددت حماستهم بعد عرض برنامج «60 مينتس» التلفزيوني الجدّي تحقيقاً مصوراً عن الموضوع. وما زاد التشويق أن الرئيس السابق باراك أوباما روى في برنامج كوميدي هذا الأسبوع أنه سأل عندما وصل إلى البيت الأبيض عما إذا كان يوجد مختبر سري «تُحفَظ فيه عينات الكائنات والمركبات الفضائية». وأضاف مبتسماً «لقد أجروا بعض الأبحاث وكانت الإجابة لا». واضاف أوباما «ما هو صحيح - وفي ذلك أنا جاد - هو أن ثمة مقاطع فيديو وصوراً لأجسام في السماء لا نعرف ما هي بالضبط». ونشر البنتاغون العام الفائت مقاطع فيديو صوّرها طيارون من البحرية الأميركية تظهر رصدهم خلال الطيران ما يبدو أنه أجسام غريبة. ويعود تاريخ أحد هذه المقاطع - وكلها باللونين الأبيض والأسود - إلى نوفمبر 2004، في حين أن المقطعين الآخرين من كانون الثاني/يناير 2015. وفي أحد هذه المقاطع، يمكن رؤية جسم مستطيل سريع الحركة، لا يلبث أن يزيد سرعته فجأة ثم يختفي لجهة اليسار بعد ثوانٍ قليلة من رصده بواسطة أحد المستشعرات الموجودة في طائرة البحرية الأميركية. - أجواء مزدحمة وفي مقطع فيديو آخر، يظهر جسم فوق الغيوم ويتساءل الطيار عما إذا كانت عبارة عن طائرة بدون طيار. ويأخذ البنتاغون هذه الصور على محمل الجد. وسعياً إلى تجنب ربطها مع كائنات من كوكب آخر، وتوخياً لتشجيع الطيارين على الإبلاغ عن هذه المشاهدات من دون خشية التعرض للسخرية، لم يعد الجيش يصنفها على أنها «أجسام طائرة غامضة» بل يصفها بأنها «ظواهر طائرة غير محددة». والهدف هو أن يتولى الخبراء العسكريون والاستخباراتيون تحليل مقاطع الفيديو التي يصورها الطيارون وأن يحددوا طبيعة أكبر عدد ممكن من هذه الأجسام الطائرة. وقال مسؤول في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه إن المجال الجوي العالمي مزدحم. فبالإضافة إلى الطائرات التجارية لنقل الركاب، تعبره طائرات عسكرية مسيّرة قد تكون أميركية أو آتية من الخارج، وطائرات رباعية المروحيات، وهي طائرات صغيرة بدون طيار بأربعة أذرع ومجهزة بكاميرات وتباع تجارياً. كذلك، توجد في المجال الجوي بالونات السبر المستخدمة خصوصا لتوقعات أحوال الطقس، وثمة آلاف النماذج المختلفة منها، ناهيك بالنماذج الأولية العسكرية الأميركية التي يتم اختبارها بأقصى درجات السرية. وقد يصعب على الطيارين تحديد طبيعة الجسم الذي يرصدونه، إذ تتداخل في ذلك عوامل عدة، منها سرعة الطائرات العسكرية وانعكاس الشمس والساعة وحال الطقس، لكنّ هذا التحديد ممكن من خلال التحليلات الرياضية، والتحقق من الصور الملتقطة من زوايا مختلفة وسوى ذلك. ولا ينشر البنتاغون أياً من هذه النتائج لتجنب توفير معلومات لأي خصوم محتملين. لكن ما يظهر على مقطع فيديو وهو يتحرك بسرعة قد يتبين أنه كان في الواقع يطير ببطء، بعد تحليل تحركات المحيط، وتحركات الطائرة التي رصدته وتحركاته. - تقنيات متقدمة جداً وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية سوزان غاف في بيان «بقدر ما نجمع من بيانات، تزيد قدرتنا على تقليص الفجوة بين ما هو محدد وما هو غير محددة، ويمكننا تجنب المفاجآت الاستراتيجية في ما يتعلق بتقنيات الخصم». فما يقلق الجيش هو أن هذه الظواهر التي تُرصد بشكل متكرر («أكثر من مرة أو مرتين في الأسبوع»، وفقًا لمسؤول البنتاغون)، هي عبارة عن تقنيات لا تملكها الولايات المتحدة. وقال لويس إليزوندو، وهو عسكري سابق شارك في أعمال البنتاغون حول هذا الموضوع، في تصريح أدلى به الأحد «في الواقع، لا نعرف ما هو» الجسم الذي نرصده. وأضاف «ما نعرفه هو أن هذه الأجسام، مهما كانت طبيعتها، تظهر قدرات تتجاوز الجيل المقبل». وأوضح عبر محطة «إيه بي سي» التلفزيونية «هذا ما يثير القلق في ما يتعلق بالأمن القومي: هذه الأجسام تتجاوز (تقنياً) كل ما لدينا حتى الآن». بالنسبة إلى البنتاغون، كل هذا يشبه إلى حد كبير التجسس على مراكز التدريب العسكرية الأميركية. وقال المسؤول في البنتاغون «يتدرب طيارونا بالطريقة نفسها التي يقاتلون بها. وإذا كان أحد يحاول تحديد طريقة تدريبنا (...)، فهذا يوفر له» معلومات مهمة.

مشاركة :