تواصلت ردود الفعل لأسرة ألعاب القوى البحرينية والتي أعربت عن بالغ حزنها لرحيل نجم الوثب العالي والإداري والمدرب سالم ناصر الذي وافاه الأجل المحتوم يوم السبت الماضي إثر حادث مروري ليرحل عنا تاركًا وراءه سمعة عطرة وسيرة حافلة بالتميز والعطاء والتفاني والإخلاص. وكان من بين الذين عبروا عن تأثرهم الكبير اثنان من أبرز رجالات ألعاب القوى والذين يمثلون الرعيل الأول لأم الألعاب وهما المحاضر والحكم الدولي ومدير اتحاد غرب آسيا علي ياسين وعضو مجلس إدارة الاتحاد والإداري المخضرم محمد علي محمد، علاوة على البطل الآسيوي وأسطورة ألعاب القوى البحرينية أحمد حمادة، والذين أبوا إلا أن يسجلوا أسماءهم لرثاء فقيد أسرة ألعاب القوى وذكر مناقبه وسيرته. ياسين: «القوى» فقدت خيرة شبابها علي ياسين عبر عن حزنه العميق لوفاة سالم ناصر وقال بأن ألعاب القوى فقدت واحدًا من خيرة شبابها خلقا ونجومية وإخلاصًا، مضيفًا: «لقد عاصرته منذ بداياته الأولى، وكان نجمًا يتصف بالأخلاق العالية ولم أشهد منه أي تصرف مسيء تجاه الحكام، وكان دائم الابتسامة مع الجميع». وأضاف: «لقد التقيت معه آخر مرة في الاتحاد يوم الخميس الفائت أي قبل وفاته بيوم واحد في الاتحاد وتبادلت معه أطراف الحديث، ولازالت ضحكته المميزة لا تفارق مخيلتي». وأشاد ياسين بمسيرة اللاعب الحافلة بالعطاء عندما رفع علم بلاده وحقق الكثير من الإنجازات إذ كان مخلصًا لوطنه ورياضته وهو نجم وإداري متميز لا يعوض إطلاقًا وخبر رحيله شكل فاجعة وصدمة كبيرة على الجميع، لأن أصدقاءه ورفقاء دربه لم يروا منه إلا الأخلاق والطيبة والتعاون، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. حمادة: فقدت ابنًا من أبنائي أحمد حمادة عاصر سالم ناصر من بداياته الأولى في مطلع التسعينات، وقال بأنه أشرف على تدريبه وقد رافقه في العديد من البطولات والمعسكرات يتذكر من بينها معسكر جنوب أفريقيا عام 2000 تقريبًا، مشيرًا إلى ما يتمتع به الراحل من عطاء ونجومية ودماثة خلق ورغبة صادقة في التميز وتحقيق الإنجاز لمملكة البحرين. وأضاف حمادة، «بوفاة سالم ناصر فإنني فقدت ابنًا من أبنائي وليس لاعبًا أو إداريًا في الاتحاد، لأنني شهدت مسيرته منذ البداية وأشرفت على تدريبه وكنت ملازما له في بداياته، فهو معروف بأخلاقه وملتزم بعمله وقد وضع خبرته كلاعب في العمل الإداري واستطاع أن يجذب العديد من اللاعبين ويحببهم في ألعاب القوى، ولم أشهد ضده أي شكوى إطلاقا من أي مدرب أو إداري أو لاعب فهو عملة نادرة جدًا». وذكر حمادة بأن الفقيد كان ملتزما في كل شيء سواء في الحصص التدريبية من خلال الحضور في الموعد وعدم التغيب إلا لأسباب طارئة، وأضاف: «لقد توفي بحادث مروري عرضي لا زلنا نجهل أسبابه الحقيقية، ولكن من خلال معرفتي به فإنه عندما يدخل سيارته يكون ملتزما بلبس حزام الأمان ويضع أبناءه في المقاعد الخلفية، وهو معروف بالتزامه بالأنظمة والقوانين». وختم حمادة حديثه: «لم يكن خبر وفاته بالأمر السهل علينا إطلاقًا، فعندما تلقيت الخبر صعقت من هول الصدمة وهاتفت أمين السر يوسف أحمد وبكينا معًا في الهاتف ولكن لا اعتراض على قضاء الله وقدره، وإنا لله وإنا إليه راجعون». علي: رحل عنا تاركًا أثرًا طيبًا أبدى محمد علي محمد تأثره الشديد بوفاة سالم ناصر، مشيدا بمسيرته الرياضية العامرة بالإنجازات والنجاحات وخدمته الطويلة في اتحاد ألعاب القوى كلاعب ومدرب وإداري ليترك بصمة كبيرة لن تمحى من الذاكرة. وأضاف: «لقد رحل عن هذه الدنيا ولكنه ترك الأثر الطيب والسمعة العطرة وخدم وطنه بكل تفان وإخلاص، وفي الوقت الذي نعرب فيه عن حزننا العميق لوفاته فإننا يجب أن ندعو الله له بالرحمة والمغفرة ونستذكر عطائه وما قدمه من تضحيات وعمل جبار من مختلف المواقع التي شغلها». وأوضح محمد علي أن سالم كان نجمًا محبوبًا من الجميع عرف بحسن الخلق والتواضع والطيبة، وقد برز في سماء ألعاب القوى البحرينية ولم يدخر جهدًا في رفع علم بلاده وأن وفاته تشكل خسارة لاتحاد ألعاب القوى، سائلا المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
مشاركة :