خيام البداوة

  • 5/27/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عند الإشارة في السيارة المجاورة كانت سيدة عجوز تنظر إليّ ولم أستطع تجاوز نظرتها تلك ؛كانت تنظر إليّ بينما أقود سيارتي وتمتزج نظرتها ما بين ما مضى وما أتى ؛ ما كان مجرد حلم وما أصبح حقيقة محضة كشمس لا يمكن تغطيتها .. هذا المشهد الصغير يصف خارطة عظيمة من المشاهد المتصلة والمترابطة بعضها ببعض في حياتنا اليومية تلك الصدمات الإيجابية التي نفضت جسد المجتمع السعودي وأعادته إلى اليقظة بعد الغفوة وأثبتنا أننا نصنع تغييرا خاصاً بنا ونرسم واحات نشرب منها أمجادنا وحدنا، نحن الذين كوينا جباه أيامنا السالفة برؤى جديدة ممتلئة بالأمل وبنينا على أرض الواقع قمماً من الإنجاز حطمنا أصنام ما سلف وأصبحنا نسير ركضاً إلى الأمام . نخوض معاركنا مع الماضي لصالح الحاضر ونخرج من قلب الأزمات أبطالاً في كل مرة ولنا ولي عهد تأتلق العلياء على كتفيه، من خيام البداوة نسجنا أيام المجد ومن قلب الصحراء عمرنا وطناً فوق هام السحب يعلو ويرفرف علمه الأخضر شامخاً أبداً . كسعودية أشعر أنني محظوظة جدا لأنني عشت حقبة العتمة فعرفت معنى لكل هذا الضوء الذي يغمرنا الآن ، وطعم أن نخوض غمار التحول العظيم الذي نشعر به ونلمس هذه النهضة التي تدب في دمائنا وتسير فينا ونسير خلفها ونحن نشعر بفخر عظيم أننا أبناء هذه الدولة صاحبة الثورة العظيمة، ثورة الإنسان قبل الحضارة وثورة الحضارة قبل المادة، ثورة القيم وصرخة الحرية الحقيقية التي تتمدد فينا كبياض يحلق بنا في البداية . *** كانت أحلاماً .. والآن ها نحن نحلم دون تردد لأننا على يقين أنه لم يعد أمامنا مستحيل فنحن في زمن اللامستحيل .

مشاركة :