الجهود التي تبذلها المملكة لراحة ضيوف الرحمن لاينكرها إلا جاحد أو حاقد, وهي جهود يلاحظها الجميع وهي التي تشهد تطوراً كبيرا عاماً بعد عام بقيادة وتوجيهات من قادتنا حفظهم الله بالتسهيلات الكبيرة, والمشروعات الجبارة في توسعة الحرمين الشريفين, على وجه الخصوص توسعة صحن الطواف, والمسعى,والمشروعات المنفذة وباستمرار في المشاعر المقدسة, والخيام المطورة, وتوسعة الجمرات, وقطار المشاعر, وما هو جار تنفيذه من مشروعات يشهد لها القاصي قبل الداني, يأتي الهدف منها لتقديم خدمات وتسهيلات كبيرة لضيوف الرحمن, وقاصدي بيته الحرام, ومسجد نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. إن حكومة المملكة تسعى في كل عام لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات عقب انتهاء الموسم مباشرة, وهو ما لمسه الجميع في السنوات الماضية بمن فيهم المعتمرون والحجاج منذ قدومهم وحتى مغادرتهم.وإنني لا أخفي إعجابي وتقديري بالحملة التي دشنها صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بمشاركة 30 جهة حكومية من القطاعات الحكومية والخاصة والهدف من الحملة هو تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام منذ وصولهم وحتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين, ومثل هذه الحملة تستوجب استنهاض كافة المعنيين بالحج لتحقيق أهدافها والحد من الظواهر السلبية التي تشوه الجهود وتنتقص من أعمال تلك الجهات التي وفرت الطاقات البشرية وقدمت كافة التسهيلات لينعم الحجيج بأداء شعائرهم بكل يسر وسهولة, ولتحقق الحملة أهدافها فإن كثيراً من الممارسات يجب أن تتوقف, إذ على كل من له علاقة بالحج سواء من الداخل أوالخارج مسؤولية تحقيق ما تتطلبه تلك الحملة من واجبات والتزامات, ويجب هنا أن أتحدث بكل شفافية لأقول إن سلوكيات بعض الحجاج إنما تعكس واقع الأمة الإسلامية اليوم وما يحدث فيه من مخالفة القيم والسلوك الحضاري, وإن شريحة من معظمهم هم من كبار السن ومن ذوي المستوى التعليمي المتدني, وقادمين من بيئات مختلفة, بحاجة إلى التوعية والتدريب, مع إيماننا الكامل بأن التوعية والتدريب الاستباقي سيقلص من الممارسات الخاطئة والسلوكيات غير المتحضرة. إن وزارة الحج ومؤسسات الطوافة ومكاتب حملات الحج مطالبة كذلك بتوزيع إصدارات توعوية بمختلف اللغات مقروءة, ومرئية, ومسموعة مشتملة على المخالفات التي تتكرر من الحجاج مع التنبيه عليها. مع الحرص على تنبيه جميع الدول بضرورة تثقيف حجاجها وتدريبهم وتوعيتهم على نسك الحج وشعائره نظريا وعمليا حتى نتفادى كثيراً من الظواهر والسلبيات , والأمر يسير متى ما تحققت النية, وتوفرت المتابعة, وتضافرت الجهود. Hussain1373@hotmail.com