أصدر الباحث الأنثربولوجي عبدالله حمودي كتابه «الحداثة والهوية.. سياسة الخطاب والحكم المعرفي حول الدين واللغة»، عن المركز الثقافي العربي، ويقدم الكتاب مقاربة إشكاليات متصلة بعلاقة الهوية بالحداثة والدين واللغة والجغرافيا والمصير المشترك ضمن أربع دراسات منفصلة من حيث مواضيعها إلا أنها تعتني بتأسيس معرفي قائم على الشك الإيجابي الذي يمنح فرصة لنقد المسلمات ومعاودة النظر المستدامة في الواقع وكيفية ربطها، ما يساعد على تفادي السقوط في الحلقات التأويلية المفرغة، ووجه حمودي سهام النقد والمساءلة إلى جبهتين الأولى «حداثية» والثانية «دعوية»، مؤكدا أن الإسلام دين الشعب عامة، ولا يجوز احتكاره من طرف شريحة معينة ويعتمد في تحليله على مفهومي «سياسية الخطاب» و «إنتاج الحكم المعرفي». ويرى الباحث أن الحداثيين يصورون حداثتهم وكأنها مجردة تماما من أي جانب عن أصالة الدعويين فيما يصور الدعويون خطابهم وكأنه مفروز تماما وفي كل جوانبه عن حداثة الحداثيين مع أن ذلك لا مبرر له كما كتب كون آلية التجريد والفرز تستند إلى المقارنة وتحجبها في الآن نفسه، ويذهب إلى أن هناك مشتركا ضخما من الممكن استثماره من طرف جبهة توافقية موحدة إن قبلت الجبهتان المتنافستان استثمار المشترك، وتخليتا عن الثنائيات المكبلة، وعن استراتيجيات الهيمنة.
مشاركة :