أكد عدد من مسؤولي دور النشر الأجنبية المشاركة في الدورة الحالية بمعرض أبوظبي للكتاب، أن إقامة المعرض ساهمت في إعادة الحراك الثقافي العالمي لواجهة الأحداث الدولية من جديد، وذلك بعد الانقطاع خلال الفترة الماضية إثر الحالة الصحية التي يمر بها العالم، مشيرين إلى أن أبوظبي تعد منصة دولية مهمة لعرض أهم المقتنيات النادرة والمخطوطات القديمة والكتب ذات الأهمية التاريخية للمنطقة. وحدد المسؤولون 5 عوامل أدت لنجاح معرض أبوظبي للكتاب، وتتمثل في وجود الدعم والاهتمام والمتابعة من قبل القيادة الرشيدة بدولة الإمارات لإنجاح المعرض، ووجود فريق تنفيذي من المنظمين الذين يتمتعون بكفاءة وخبرة عالية في إدارة الفعاليات، وضمان توفير كافة المقومات الداعمة للإجراءات الصحية والاحترازية، ووجود الاهتمام من قبل شرائح المجتمع لحضور المعرض، إضافة إلى الحضور النوعي من المثقفين والخبراء والباحثين، ترسيخاً لمكانة المعرض المتزايدة. وقال هوغو ويتسشيرك، من «دار أنليبرس النمساوية»: إن معرض أبوظبي للكتاب نجح في التأكيد على أن صناعة النشر عالمياً مستمرة برغم التحديات الناجمة عن ظروف الجائحة والتداعيات التي تركتها، حيث شاركت دور النشر بكثافة وفعالية لاستعراض ما لديها من كتب ومقتنيات نادرة، انطلاقاً من أهمية المعرض في تكوين العلاقات الثقافية وتوسيع مستويات الشراكة وآفاق التعاون بين الدول والشعوب في المجال الثقافي. وأشار هوغو إلى أنه ونظراً لأهمية المعرض، فإن دار أنيلبرس استعرضت مجموعة نادرة تتكون من 3 كتب يصل عمرها إلى ما يزيد عن 500 عام، حيث تناولت هذه الكتب الحضارة العربية في القرن السادس عشر، ووثقت تفاصيل المنطقة في حينها، وتعد مرجعاً تاريخياً هاماً يحظى باهتمام الباحثين. ولفت إلى أن أحد تلك الكتب، هو كتاب الرحالة الشهير «فارتيما»، والذي تناول خلاله رحلته إلى مكة المكرمة، كما تضمنت صفحات الكتاب الإشارة إلى رحلة الرحالة الشهير إلى دولة الإمارات وبالتحديد لإمارة رأس الخيمة، حيث تم عرض النسخة الأصلية الأولى من الكتاب للزوار. ومن ناحيته أشاد أترور سوبليوسكي، عضو في مجلس إدارة دار مانسكربتم البولندية، أن معرض أبوظبي للكتاب نجح في دورته الحالية في تحدي الظروف التي يشهدها العالم، ويؤكد أن الثقافة تمثل اللغة المشتركة بين الشعوب، عبر التواجد رفيع المستوى من قبل المسؤولين وبالاهتمام الكبير بتطبيق كافة الإجراءات التي أنجحت المعرض وفعالياته. وأشار إلى أن دولة الإمارات لطالما عرفت بدعمها الثقافة وشؤونها، من خلال تخصيص المبادرات والبرامج الداعمة لنشر الثقافة حول العالم، وبالجهود المتواصلة التي تستهدف ترسيخ الفكر القويم وإبراز المقتنيات الثقافية المهمة، والتي لها الدور الكبير في الحفاظ على الإرث التاريخي للبشرية.
مشاركة :