خليل قويعة: جائزة الشيخ زايد مكسب للثقافة العربية والعالمية

  • 5/30/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت «الاتحاد» لقاءاتها مع الأدباء والباحثين الذين فازت أعمالهم بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وفي هذا اللقاء مع الباحث التونسي د. خليل قويعة الذي فاز كتابه «مسار التحديث في الدراسات النقدية: من الأرسومة إلى اللوحة»، بدأ الحديث من جائزة الشيخ زايد للكتاب ومكانتها في الساحة الثقافية عربياً وعالمياً، يقول: جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة مرموقة، وهي نقطة ضوء في سماء الثقافة العربية والعالمية، لأن هناك مشاركين من مختلف دول العالم، ولها لجنة من المحكمين والأكاديميين، وهم كفاءات رفيعة المستوى، فقيمة الجائزة العلمية من قيمة طريقة تنظيمها وطريقة تحكيمها من هؤلاء الأكفاء من العالم العربي وغيرهم. وأنا مدين جداً لمؤسسة الجائزة على هذا التكريم الذي أراه ربطاً للمعرفة بالاعتراف، وما أجمل أن ترتبط المعرفة بالاعتراف، وهذا ما نحتاجه اليوم. هذا الاعتراف، بالنسبة لي، هو اعتراف دولي، اعتراف رفيع المستوى من جائزة مرموقة ومن شأنه أن يحفزني على مزيد من البحث والتقصي في المسائل التي كنت قد أشرت إليها في كتابي هذا الفائز في ركن الدراسات النقدية. وعن قيمة الجائزة في المشهد الثقافي العربي، يقول د. قويعة: المشهد الثقافي العربي في حاجة لمثل هذه الجوائز، لماذا؟ لأن الجائزة وخاصة عندما تكون متأسسة على مصداقية أكاديمية موثوقة وهيئات علمية مرموقة، من شأنها أن ترشح هذا الإنتاج الثقافي أو ذاك للساحة الإعلامية وتلفت أنظار الرأي العام إلى محتوى الكتاب ومختلف القيم التي ينشدها. فالجائزة هي لإلفات النظر لهذا الكتاب أو ذاك من جهتها كنقطة إشعاع عالمية. ونحن في حاجة إلى مؤسسات كهذه تساهم في ترشيح الكتاب إلى المجال الإعلامي ووضعه تحت الضوء، ولقائي بـ«الاتحاد» ما كان ليكون لولا فضائل هذه الجائزة. مصادر الإلهام أما عن شغف د. خليل قويعة بالفن وأبعاده الجمالية، أهو موهبة أم اكتساب من البيت، المدرسة، المجتمع، أم من جمال الطبيعة في تونس الخضراء؟ فقد كان الجواب: هو اكتساب، وهو كل هذا، في الواقع أنا في الأصل تشكيلي لي معارض في مجال الفن التجريدي، بالاستفادة من التراث الفني مثل الخط العربي والعمارة والرقش «أرابسك» وغير ذلك من الأشياء التي رأيتها ملهمة في تجربتي، ومنطلقاً لتأسيس رؤية جديدة. ولكن مع تواصلي مع الجمهور لاحظت أنه لا يتوفر على نظر نقدي، وعلى آليات القراءة، وهذا مشكل في الفنون التشكيلية والبصرية في العالم العربي. ولدينا مبدعون، فنانون، ولكن ليس لدينا قراء ومؤوِّلون من شأنهم أن يواصلوا مسار الإبداع، ويجعلوا العمل الفني يتنفس داخل التأويلات والنصوص التي يمكن أن تحاك حوله. وفي أحد معارضي سألني أحد الناس: ماذا تمثل هذه اللوحة؟ إلى ماذا ترمز؟ كان ذلك في سنة 1983/ 1984 فقلت له: لو كنت أعلم لما رسمتها، ولاكتفيت بذلك على ورقة وعلقتها. إذن، لاحظت أن هناك تفاوتاً بين لغة فنية بصرية ولغة لفظية منطقية، ولذلك اشتغلت بالفلسفة، وقد شجعني هذا لدراسة فلسفة الفن للبحث في ما هو الفن، وما هي اللغة والمفردات والقاموس الذي يمكن أن تتوفر، أو يجب أن تتوفر، عليه اللغة التشكيلية. وأصبحت باحثاً في فلسفة الفن والجماليات وحصلت على الأستاذية في الفلسفة، وتخصصت فيما بعد في فلسفة الفن والجماليات، ثم ماجستير تاريخ الفن، وأخيراً دكتوراه في نظرية الفنون، وتخصصت في جمالية التلقي حيث كان لي لقاء مع كبير أساتذة جامعة كونستانس الألمانية هانس روبرت جانس الذي شجعني للتطرق كيف أنظر وأتلقى وأتقبل العمل التشكيلي البصري. النظر والنظرية وأضاف د. قويعة: في العالم العربي لدينا مبدعون، وكنا قد خضنا تجربة تحرير العلامة التشكيلية من الجانب الحكائي والسردي، وما أسميته بالجانب الأيقوني إلى المدونة التشكيلية الذاتية، ولكن على المستوى الآخر ما زلنا في طور التأسيس فيه وهو ما يتعلق يتعلق بآليات النظر والإدراك، ومعنى هذا أننا في حاجة إلى بحوث ودراسات في كيف ننظر إلى العمل الفني، كيف نتلقى ونساهم في القيم المعرفية التي يستفزها فينا العمل الفني، وكيف يمكن تحويل النظر إلى نظرية.

مشاركة :