وسط الرياض.. أحياء سكنية مكتملة الخدمات هجرتها الأسر إلى شمال العاصمة

  • 5/31/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ارتبطت أحياء وسط الرياض تاريخياً بـ"ملعب الصائغ وسكة القطار والمطار وفنادق ماريوت واليمامة والشرق وإنشاء الوزارات، وتقع الأحياء بالشرق الوسطي للرياض، وهي أحد أقدم أحياء مدينة الرياض النموذجية، وتعتبر المركز الحكومي للوزارات الحكومية والمنشآت الخاصة في مدينة الرياض. وتميّزت أحياء وسط الرياض بتوفر الخدمات والمرافق، فقد كانت نهاية السبعينات وبداية الثمانينات الميلادية من القرن العشرين تمثّل حضارة بعد أن بدأت ملامح عمرانها في منتصف الخمسينات الميلادية، ممثلة بإنشاء مقار ومبانٍ لمعظم الوزارات والهيئات والمرافق الحكومية في شارع الملك عبدالعزيز بعد إنشاء مطار الملك عبدالعزيز، وفندق صحاري، وجامعة الملك سعود، ولاحقاً تم إنشاء عمائر متعددة الطوابق على جانبي شارع الستين صلاح الدين الأيوبي كسكن لموظفي الوزارات، لا سيما وزارة الدفاع التي سمي الحي المجاور لها حي الضباط؛ لأن أغلب من يسكنه من منتسبي الوزارة، وكذلك للإسكان الذي وضع لهم من قبل وزارة الدفاع. وأصبح انتقال قاطني مختلف أحياء مدينة الرياض إلى أحياء شمالها ظاهرة تحتاج إلى إجابة، وذلك في ظل تواجد الخدمات الأساسية ومتانة البنى التحتية التي تلبي احتياجات الجميع، حيث نعتقد أن أحد أهم الأسباب غير المُقنعة هو الدافع المعنوي برؤية الكثير من الأقارب والأصدقاء ينتقلون إلى تلك الأحياء بشمال الرياض، بالرغم من عدم اكتمال الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها تلك الأحياء الجديدة، والأسعار المبالغ فيها بمختلف المنتجات العقارية. وتبلغ أحياء وسط الرياض واحدا وثلاثين حيًا وتتميز أحياؤها برقيها حيث خططت بنسق حضاري حديث، ومعظم منازلها من نوع فلل، وقد وضعت الجهات المعنية في المملكة خطة تطوير محورية لأحياء وسط الرياض لتطوير المدينة وجذب السعوديين لها مرة أخرى. وبدأت المملكة في التخطيط لتطوير نحو 15 كيلو متر مربع تتوزع على 15 حيًا، ومن أهم معالم وسط الرياض المنطقة المركزية، وقصر الحكم، وجامع الإمام تركي بن عبدالله، ومجمع أسواق المعيقلية، وسوق سويقة. وفي هذا الاتجاه، رصدت جولة "الرياض" آراء المواطنين حول انتقال الكثير إلى شمال الرياض، وأكدوا، ربما تكون حداثة المباني وتصاميمها شمال الرياض هي السبب وراء الانتقال إليها، وأيضًا وجود الخيارات المتنوعة لأماكن الترفيه والأسواق والمطاعم هناك. بدوره قال سليمان الحميّد، لا أرى بأن هنالك سببا وجيها ومبررا لانتقال سكان مختلف أحياء مدينة الرياض إلى أحياء شمالها، إلا أنه أشبه "بالموضة"، حيث في كثير من مدن العالم يكون التوسع والتوجه باتجاه المطارات وغالبًا ما تكون شمال المدن، ولكن لا يُعد ذلك مبرر، ولفت الحميّد، توجد الكثير من الأحياء شرق الرياض ووسطها مكتملة الخدمات وبشوارع واسعة وبأسعار أقل من أحياء شمال الرياض التي يفتقر بعضها إلى الكثير من الخدمات الأساسية، وبالرغم من ذلك نجد أن الانتقال إليها يزداد بشكل كبير. من جهته ذكر فهد العامر، ربما تكون حداثة المباني وتصاميمها شمال الرياض هي السبب وراء الانتقال إليها، وأيضًا وجود أماكن الترفيه المتعددة كالأسواق التجارية والمطاعم والكافيهات، هي المُغري وراء انتقال السكان لأماكن قريبة منها، ولفت العامر، قد يكون الانتقال لأسباب عديدة، كالارتباط بعمل شمال الرياض، وربما الدراسة بإحدى الجامعات التي تتمركز مقارها هناك، وأشار العامر، عند جلب تلك المُغريات لمختلف أحياء الرياض، لن يرغب سكانها بدرجة كبيرة للانتقال منها، وسيفضلون البقاء فيها، خاصة وأنها مكتملة الخدمات الأساسية التي يحتاجها الجميع. في ظل ذلك قال محمد السمحان، لا ينقص أحياء وسط الرياض أي مقومات مهمة يحتاجها قاطنوها، بل إنها على أعلى المستويات، ولكن يعتقد الكثير بأن هذه الأحياء تقادمت ويجب الانتقال منها إلى أحياء تكون بأقصى الشمال، حيث تغريهم التصاميم الحديثة في أماكن تنقصها البنى التحتية المهمة كوجود المدارس والمستشفيات، ولا أجد أي مبرر لهذا الانتقال، مطالبًا، الجهات المعنية بعد تقادم الحي لسنوات معينة، التشديد للحفاظ عليه ومنع تحوله إلى سكن للعمالة أو مؤسسات تجارية ومستودعات للبضائع، مما سيساهم ذلك بعدم رغبة ساكنيه بالخروج منه. بدوره ذكر أحمد العتيبي، الدافع المعنوي وراء انتقال السكان لأحياء شمال الرياض، والذي يعني اختلاف نظرة المجتمع لقاطني هذه المناطق بأنهم أكثر تقدمًا ورُقيًا، حيث لا علاقة لذلك بمنطقة السكن، ولفت العتيبي، التطوّر والتقدم العمراني يتمركز غالبًا بأحياء شمال الرياض، وهذا ما يجذب سكان الأحياء الأخرى بالانتقال هناك، ونتيجة لذلك، أصبحنا نرى من هو يعمل بشرق أو بجنوب الرياض وانتقل للسكن بشمالها، حامًلا عبء طول وازدحام المسافة بين سكنه ومقر عمله، بالرغم من وجود مختلف الجهات الحكومية وإداراتها بوسط وشرق الرياض. شارع صلاح الدين الأيوبي سليمان الحميد

مشاركة :