مقالة خاصة : إسرائيل تطلق تجربة لشحن حافلات عمومية كهربائية لاسلكيا باستخدام طريق مبتكر

  • 5/31/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت إسرائيل تجربة لشحن حافلات عمومية كهربائية لاسلكيا باستخدام طريق كهربائي مبتكر سريع في مدينة تل أبيب الساحلية، ما قد ينهي معضلة تؤرق صناعة السيارات الكهربائية للأبد. وخلال ليلة واحدة فقط قام عمال شركة (إلكتريون) الإسرائيلية المسؤولة عن المشروع، بوضع لفائف نحاسية تحت 600 متر من أسفلت اختبار بطول 2000 متر قرب جامعة تل أبيب، كما قاموا بتركيب معدات إضافية يمكن بالكاد رؤيتها بجوار الطريق لشحن حافلة تجريبية. ويحتوي الجزء السفلي من الحافلة التجريبية أجهزة استقبال تنقل الطاقة من النواقل في اللفائف تحت أسفلت الطريق إلى محرك الحافلة وإلى بطارية ليثيوم صغيرة نسبيا في الجزء الخلفي من الحافلة، كل ذلك يحدث أثناء تحرك الحافلة على الطريق، الذي تحول من مجرد طريق عادي إلى "طريق ذكي". وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة (إلكتريون) أورين عيزر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذه هي أول حافلة في العالم يمكنها القيادة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون الحاجة إلى التوقف للشحن". وأضاف عيزر أن هذه الحافلة تتلقى كل طاقتها اللازمة للتنقل من الطريق، ويتم الشحن المستمر للحافلة أثناء تحركها. وتعمل التكنولوجيا، التي تقف وراء هذه التقنية على مبادئ فيزيائية معروفة منذ فترة طويلة، وهو الشحن اللاسلكي أو الحث، وهو شيء تم اختراعه منذ حوالي 100 عام على يد العالم نيكولا تيسلا، وفق عيزر. وشدد عيزر أنه على الرغم من ذلك إلا أن الجزء الصعب هو تطبيق قوانين الفيزياء في تكنولوجيا الحياة الواقعية، مضيفا "أعتقد أننا الآن الشركة الرائدة في هذا المجال، نحن الوحيدين الذين يمكنهم عرض هذا النوع من التطبيقات". وقال أحد عمال شركة (إلكتريون) ويدعى ديميتر راشلين "لدينا كل 100 متر وحدة إدارة تتحكم في 60 لفافة"، مضيفا "علاوة على ذلك يمكن التحكم في كل لفافة على حدة، ويمكنني رؤية الطاقة التي تنتقل عبر كل لفافة إلى الحافلة". وتقوم وحدات الإدارة بجانب الطريق الكهربائي بنقل الطاقة من شبكة الكهرباء إلى البنية التحتية للطرق وإدارة الاتصال مع الحافلة. وتظهر الشاشة مع البرامج المبتكرة، التي تم تثبيتها في الحافلة مقدار الطاقة التي تتلقاها من الطريق. وقال راشلين ل(شينخوا) "نحن نعلم سرعة الحافلة وموقعها وكمية الطاقة، التي تتلقاها في كل لحظة وأكثر من ذلك أيضا". وفي حال نجاح التجربة، فسيتم تعبيد المزيد من الطرق الكهربائية عبر مدينة تل أبيب الساحلية وبقية إسرائيل، وفي الوقت نفسه ستدير (إلكتريون) تجارب مماثلة في دول أخرى مثل السويد وإيطاليا وألمانيا. وسيكون المستخدمون الأوائل في إسرائيل، وفقًا لاستراتيجية الشركة، وسائل النقل العام مثل الحافلات وسيارات الأجرة والمنظمات، التي تمتلك أساطيل كبيرة من المركبات، وبعد ذلك سيتمكن أي مالك سيارة كهربائية من استخدام الشحن اللاسلكي أثناء القيادة على الطرق المبتكرة. وصرحت الشركة الإسرائيلية بأن حلها لشحن السيارات الكهربائية لا يتطلب سوى تعديل بسيط بنسبة 30 في المائة من أي طريق دون الحاجة إلى نقاط شحن كبيرة في كل مكان كما تستلزم الحلول الأخرى. وشدد عيزر على أن العالم كله "يتجه نحو السيارات الكهربائية، والتحدي الرئيسي هو تزويدها بالكهرباء"، مشيرا إلى أنه يكاد يكون من المستحيل تركيب محطات شحن كافية في جميع أنحاء العالم لجميع هذه السيارات. ووفقا لعيزر، فأن المعدات اللاسلكية الموجودة أسفل الطرق، والتي لا ترى بالعين هي الطريقة الوحيدة لشحن هذه المركبات على نطاق واسع، وخاصة في المدن التي لا يوجد فيها مكان للبنية التحتية الجديدة مثل محطات الشحن الكبيرة. وسيكون التحدي التالي لشركة (إلكتريون) هو توسيع نطاق تقنيتها من عدد قليل من المشاريع التجريبية مع عدة كيلومترات من الطرق المجهزة إلى مسافات أطول بكثير من الطرق في جميع أنحاء العالم. وتروج إسرائيل للعديد من شركات التكنولوجيا الجديدة، التي تسعى جاهدة لتطوير التنقل الذكي في جميع أنحاء العالم من أجل مستقبل بدون تلوث من الوقود الأحفوري ولا ضجيج لمحركات السيارات، ولا حوادث طرق لأن السيارات ستصبح ذاتية القيادة.

مشاركة :