كازاخستان تحيي ذكرى ضحايا القمع السياسي والنفي والجوع

  • 5/31/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التي انتهجتها الحكومة السوفييتية في النصف الأول من القرن العشرين. وفي تلك الفترة عيّن زعيم الاتحاد السوفيتي آنذاك، جوزيف ستالين، البلشفي فيليب غولوشكين كسكرتير أول للحزب الشيوعي الكازاخستاني ليبدأ بتطبيق سياسة "ثورة أكتوبر الصغيرة". وبدأ غولوشكين بإصدار قرار مصادرة الماشية من السكان المحليين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الحيوانات في كسب رزقهم لتعويدهم على أسلوب الحياة الجديد انطلاقا من سياسة " التنظيم الجماعي" في الاتحاد السوفييتي. ووفقا للإحصاءات كان عدد الماشية في كازاخستان قبل سياسة التنظيم الجماعي 45 مليونا، لينخفض هذا الرقم إلى 4 ملايين في بضع سنوات. وأدى هذا الوضع إلى ظهور حادثة "الجوع الكبير" في كازاخستان خلال الأعوام 1930-1933، والذي تسبب بموت نحو 2.5 مليون نسمة من أصل 6 ملايين. وفي حديثه للأناضول، استذكر البروفيسور مكمتاس ميرزا أحمدوف، الأحداث المؤلمة التي عاشها مع أسرته خلال فترة المجاعة في كازاخستان. وأوضح ميرزا أحمدوف (93 عاما)، أن والده كان رجلا ثريا الأمر الذي تسبب في إدراج العائلة ضمن فئات سكان القرية الأثرياء، وتعريض منزلهم للمداهمات عدة مرات من قبل المفتشين. وأضاف أنه تم إضرام النار في منزلهم ذات يوم وإرسال والده إلى السجن باعتباره "عدوا للشعب" وترك العائلة دون مأوى، ليضطروا للهجرة إلى إحدى القرى المجاورة. وأشار أحمدوف إلى أن عشرات العوائل الكازاخية هاجرت إلى بلدان مجاورة هربا من سياسة التجويع التي كانت متعمدة بهدف إخلاء الأراضي الكازاخية من سكانها الأصليين. بدوره، قال سفير كازاخستان في تركيا أبزال ساباربيكولي، إن ما يقرب من 70 بالمئة من سكان كازاخستان فقدوا حياتهم في أحداث "الجوع الكبير" في البلاد. وأكد ساباربيكولي للأناضول أن هذه الأحداث لم تكن مجاعة بسبب كارثة طبيعية، بل كانت سياسة مخطط لها من قبل الحكومة السوفييتية للسيطرة على الكازاخستانيين. وأشار إلى أنه خلال النصف الأول من القرن العشرين، لم تكن هناك مجاعة واحدة بل 3 مجاعات في كازاخستان حدثت في الأعوام 1918 و1921 و1930، وتسببت في فقدان أرواح 5 ملايين من السكان. وذكر ساباربيكولي أنه خلال الفترة 1929-1933، حدثت انتفاضات شعبية ضد غولوشكين في جميع أنحاء البلاد، لكن الإدارة قمعت الانتفاضات بالقوة. ولفت إلى أن المثقفين الكازاخستانيين بدأوا عام 1937 يتعرضون لسياسة ستالين العقابية المسماة "الإرهاب الأحمر"، وتم اتهامهم بأنهم "قوميون" و"عملاء" وتم الإعلان بأنهم "أعداء الشعب". وأضاف أنه تم استهداف زوجات وأبناء وأقارب المثقفين الكازاخستانيين ونفي أكثر من 100 ألف شخص وقتل أكثر من 25 ألف شخص خلال فترة "الإرهاب الأحمر". وأوضح السفير أنه بعد حصول بلاده على الاستقلال عام 1991، تم إقرار قانون إعادة تأهيل ضحايا الاضطهاد السياسي، وأنه في إطار هذا القانون تمت تبرئة أكثر من 340 ألف من ضحايا الاضطهاد السياسي والنفي. وأشار إلى أنه بقرار من الرئيس المؤسس نور سلطان نزارباييف عام 1997، وبهدف التخفيف من آلام هذه الأحداث التي لا تزال في قلوب الشعب الكازاخستاني تم تحديد يوم 31 مايو/ أيار من كل عام يوما لإحياء ذكرى "ضحايا القمع السياسي والنفي والجوع". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :