غريفيث يدعو الأطراف اليمنية إلى الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الدولي لإنهاء الحرب

  • 6/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء - دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أطراف النزاع اليمني خلال زيارة لصنعاء الاثنين، إلى الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الإقليمي والدولي لإنهاء الحرب المدمرة في البلد الفقير. وبدت تصريحات غريفيث في صنعاء بعد لقاءات مع مسؤولين في صفوف المتمردين الحوثيين، إيجابية بالمقارنة مع إعلانه في بداية الشهر الحالي عن عدم توصل المحادثات إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار. ويبدو أن الحوثيين الذين طالما تعمدوا المناورة قد انقادوا إلى تليين موقفهم من وقف إطلاق النار المقترح من قبل السعودية، بعد فشلهم في حسم معركة مأرب التي خطّطوا لاستكمالها في شهر رمضان الماضي، وحالة الإرهاق الشديد الذي لحق بمجهودهم الحربي جرّاء طول القتال في المحافظة الغنية بالنفط والغاز. وحملت زيارة غريفيث إلى صنعاء مؤشّرات على وجود أرضية جديدة مناسبة للتحرّكات الأممية والدولية، الهادفة إلى إقرار تهدئة للحرب في اليمن تكون مدخلا لإطلاق عملية سلام طال انتظارها. ويجري غريفيث وموفد الولايات المتحدة لليمن تيموثي ليندركينغ جولات مكوكية في المنطقة لدفع جهود السلام إلى الأمام، في البلد الغارق في الحرب منذ 2014 والذي يقف الملايين من سكانه على حافة المجاعة. وقال مبعوث الأمم المتحدة قبيل مغادرته صنعاء "لقد اقترحنا عدة طرق لردم الهوة بين الطرفين (...) وهناك قدر غير عادي من الإجماع الدبلوماسي" لدعم هذه المقترحات. وأضاف متحدثا للصحافيين في العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين، "هناك طاقة دبلوماسية حقيقية لم تكن موجودة من قبل". ويعمل غريفيث تحت ضغط الوقت لتحقيق "إنجاز اللحظات الأخيرة"، حيث لم يبق له متّسع للمزيد من الحراك قبل أن يغادر خطته الحالية ليشغل منصب وكيل للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقا للإغاثة في حالات الطوارئ. وأوضح غريفيث أنّ "كل مقترحاتنا تضمّنت إعادة فتح هذا المطار الذي نتحدث فيه اليوم"، مشيرا إلى أنّه اجتمع بزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي وحصل منه على "أفكار" سينقلها للطرف الآخر. ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهة دامية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وخلّف النزاع عشرات الآلاف من القتلى، ودفع نحو 80 في المئة من السكّان إلى الاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة، وتسبّب كذلك في نزوح الملايين من الأشخاص وترك بلدا بأسره على شفا المجاعة. وبينما تدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 من قبل السعودية، قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد دعا الحوثيين إلى العودة إلى المفاوضات والعمل على إنهاء سنوات من الحرب، مبديا ليونة كبيرة بما يخدم جهود السلام على خلاف التصعيد الذي يبديه المتمردون اليمنيون. وكان المبعوث الأميركي إلى اليمن أعلن صراحة أن من يعرقلون جهود السلام هم الحوثيون، مشيرا في إفادة سابقة أيضا إلى أن الدعم الإيراني لجماعة أنصار الله (الحوثية) فتاك جدّا. ويبدو التصعيد الحوثي في جبهة مأرب أو عبر استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة مناقضا لحالة التفاؤل بتهدئة وشيكة في اليمن، لكنّ مطّلعين على الشأن اليمني يرون أنّ هدف الحوثيين من التصعيد ليس تحقيق مكاسب ميدانية، بل تحسين وضعهم في أي مفاوضات قد يتمّ التوصّل إلى إطلاقها لاحقا.

مشاركة :